عقيلة في المغرب العربي ..توحيد الجوار يسبق "نصف الحل" و"الخلايا النائمة"
خبراء ليبيون أكدوا أن فهم طبيعة المشكلة الليبية نصف الحل، وأن حكومة الوفاق غير الشرعية تتستر تحت نقاب"الحريات" لزرع الفتنة والاقتتال
قال خبراء ليبيون، إن زيارة رئيس مجلس النواب لبلدان المغرب العربي ستعمل على تقارب وجهات النظر بين كافة دول الجوار الساعية لحلحلة الأزمة الليبية التي اتسع الشرخ فيها بعد التدخل العسكري التركي المباشر إلى جانب حكومة الوفاق غير الشرعية.
وأكد الخبراء، أن فهم طبيعة المشكلة هي نصف حل الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم حيث تعد أول مسبباتها تستر حكومة الوفاق غير الشرعية تحت نقاب "الحريات والتداول السلمي للسلطة" الذي تتخذه جماعة الإخوان الإرهابية شماعة لزرع الفتنة والاقتتال حيثما وطئت أقدامهم.
والتقى رئيس مجلس النواب المغربي حبيب المالكي، الإثنين، مع رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، لبحث سبل إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.
وقال المالكي، إن المغرب بصدد دراسة مقترحات مجلس النواب الليبي لحل الأزمة الليبية سياسيًا، مشيرًا إلى أن بلاده تراقب عن كثب تطورات الأوضاع في ليبيا.
الخبير الليبي عبدالله الترهوني، يقول إن عقيلة صالح، قدم مقترحات عديدة لحلحة الأزمة بعيدًا عن لغة الرصاص والمدافع إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية المسيطرة على المشهد في العاصمة طرابلس تأبى أن يتوصل الليبيون لاتفاق يشملهم جميعًا في عملية سياسية سلسة تكفل للجميع حقوقهم.
وأضاف الترهوني، لـ"العين الإخبارية"، أن تبادل وجهات النظر والتنسيق السياسي بدرجة أولى مع مصر هو خطوة اتجاه الإصلاح السياسي الحقيقي، فالمجتمع الدولي أجمع على أن الدولة المصرية تتعامل مع القضية الليبية بنبل أخلاق بعيدًا عن المصالح والطمع الذي تبديه بعض الدول وعلى رأسها قطر وتركيا.
وأكد الخبير الليبي على أن دول المغرب العربي اكتوت بنيران الإرهاب والحروب في فترة ثمانينيات القرن الماضي وعليها أن تحافظ على أمنها القومي بمساعدة الليبيين في القضاء على الإرهابيين والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا من أكثر المناطق المحكومة بالتطرف في الشمال السوري .
وشدد الترهوني على ضرورة إبعاد قطر وتركيا من أي حوار، فهما الدولتان المتورطتان في نزيف الدم الليبي بدعمهما للتيارات الإرهابية بالمال والسلاح وسعيهما في الفترة الأخيرة لتقسيم ليبيا إلى عدة دويلات تتبعها.
ومن جانبه، قال الخبير الليبي عبدالله لكميعي إن ليبيا بحاجة إلى تكثيف الجهود المحلية والدولية لدعم مساعي مجلس النواب الليبي والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي التي أبدت حسن النية بعدما رحبت بدعوات الدول الصديقة لوقف إطلاق النار في المنطقة الغربية.
وأضاف لكعيمي لـ"العين الإخبارية" زيارة رئيس مجلس النواب الليبي لدول المغرب العربي تؤكد أن الصف الوطني المتمثل في القيادة العامة ومجلس النواب ساعين فعليا لحل الأزمة سياسيًا وهو الأمر الذي يجب أن تجمع عليه كافة دول الجوار وخصوصًا الدول التي تتعامل بمبدأ الصداقة مع تركيا الواقفة ضد مصلحة واستقرار الشمال الأفريقي.
وتابع القول :"للأسف بعض دول المغرب العربي ، تورطت في الاصطفاف مع تركيا ضد جارتهم ليبيا وعليهم أن يراجعوا حساباتهم قبل أن يصنفهم التاريخ أنهم وقفوا ضد ليبيا وهي تتعرض للغزو من قبل المد التركي الجديد الذي يقوده أردوغان داعم الإرهابيين و ممول المرتزقة.
و في سياق متصل، قال عبد الرحمن البوسيفي الخبير العسكري الليبي "إن غرق ليبيا في الفوضى ليس من مصلحة دول المغرب العربي خصوصًا التي يوجد بها خلايا نائمة للتيارات الإرهابية تنتظر الساعة المناسبة للبروز و تحويل السلم والأمن في تلك البلدان إلى شيء من الماضي.
وأضاف البوسيفي، لـ"العين الإخبارية"، "إذا فشل مسعى رئيس مجلس النواب الليبي في حلحلة المشكلة الليبية فإن المواجهة العسكرية ستأتي حتمًا وعلى الدول التي أدعت إنها تريد رأب الصدع بين من أسمتهم الفرقاء أن تبرهن على حسن نيتها وأن تسحب الاعتراف من حكومة الوفاق للشروع في ترتيبات سياسية جديدة ترتكز على إبعاد تركيا وسحب كامل المرتزقة".
وطالب دول الجوار الليبي بضرورة الوقوف مع الجيش الليبي لحفظ الأمن في كامل القارة فالمرتزقة التي أنزلها أردوغان لحماية السراج ستجد من يرحب بها في بعض الدول المجاورة الأفريقية التي كانت تبحث منذ عقود عن داعم حقيقي يمكنها من اجتياح كامل البلدان الشمالية لأفريقيا.
وأعلن رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في أبريل/ نيسان الماضي، مقترحا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، أهم ببنوده في إعادة تشكيل مجلس رئاسي من 3 أعضاء بدل 9، بحيث يختار كل إقليم ممثله في المجلس عن طريق عملية انتخابية تشرف عليها بعثة الأمم المتحدة للدعم.
وأشارت مبادرة عقيلة صالح إلى ضرورة لجم الأطماع التركية في ليبيا وسحب كامل المرتزقة والإرهابيين الذين جلبهم أردوغان لحماية فايز السراج من الجيش الليبي الساعي لتحرير ليبيا من المرتزقة والإرهابيين.