مليشيات السراج بالجنوب الليبي.. إرهاب برعاية تركية
أكد خبراء ليبيون أن حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج تمول المليشيات لإحداث صراع بجنوب البلاد بضغط من قبل تركيا.
وأوضح الخبراء في أحادبث منفصلة لـ"العين الإخبارية" أن تحركات المليشيا تأتي بأوامر وبرعاية من أنقرة، بهدف السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الليبية لتسهيل عمليات التهريب وأعمال الإرهاب.
"كنه" والمليشيات
ويقود المليشيات والمرتزقة في الجنوب الليبي المدعو علي كنة صاحب توجه عقائدي متطرف وهو ضابط سابق توجه إلى شمال مالي بداية عام 2012 ليلتحق بمجموعة إرهابية تعرف بـ"أنصار الحق" عقب سقوط النظام.
وشنت تلك الجماعة الإرهابية عمليات على الأراضd الليبية أبرزها الهجوم على حقل الشرارة النفطي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2014.
كما وفر هذا الإرهابي للمجموعات الإرهابية ملاذات آمنة في الجنوب الليبي في مدينتي أوباري وحوض مرزق التي أعلنت حكومة الوفاق منتهية الولاية السيطرة عليها في 23 أغسطس/آب عام 2019.
ورغم المساعي المستمرة من "كنة" لإدخال الجنوب الليبي في نفق الفوضى إلا أن الجيش الوطني الليبي تمكن من توجيه ضربات استباقية وأحبط عدة هجمات قبل تفنيدها.
زعزعة الاستقرار
وقال الدكتور محمد سعد أمبارك، رئيس التكتل المدني الديموقراطي، إن حكومة الوفاق بليبيا تمول المليشيات لإحداث صراع في مدن الجنوب الليبي.
وأضاف أمبارك أن السعي وراء تقوية المليشيات في الجنوب الغربي يأتي بهدف زعزعة استقرار المنطقة بالتالي يسهل على المهربين والإرهابيين والمجرمين التحرك بحرية أكبر.
وأكد رئيس التكتل المدني الديموقراطي أن حكومة الوفاق غير الشرعية تسعى لنشر الفتن و السيطرة على مقدرات الجنوب بسبب أنه مساحة مفتوحة تتمكن فيه المليشيا من الحصول على الإمدادات.
ولفت أمبارك، إلى أنه" لقد ثبت أن حكومة الوفاق والمليشيات التابعة لها غير ملتزمة بالنتائج أو الاتفاقات التي أقرتها لجنة" 5+5 " ومخرجاتها، موضحا أن كل ما تم الاتفاق عليه هو أجزاء بسيطة مثل تبادل الأسرى.
أطماع عديدة
بدوره، قال الخبير السياسي الليبي، ناصر الزياني، إن مليشيات حكومة الوفاق تبحث التمدد فالجنوب الغربي طمعا في السيطرة على القواعد الجوية الثلاثة التي تحمي الحقول النفطية فالجنوب.
و أضاف الزياني أنه :" في فترة سابقة دفع الإرهابي الجويلي بمرتزقته إلى مدينة غدامس غربي البلاد على حدود الجزائر، لمساندة أي قوة تريد التحرك في الجنوب الغربي خاصة في مدينتي أوباري وسبها".
وأكد الخبير السياسي الليبي أن "الوفاق" تسعى لإفشال مجهود اللجنة العسكرية المشتركة لعدة أسباب في مقدمتها الخوف من الخروج من المشهد حال سيطرة الجيش الليبي، موضحا أن هناك مصالح لدول متدخلة في الملف الليبي تريد أن تبقى على حكومة الوفاق فالمشهد السياسي.
دعم مالي
أما الخبير السياسي الليبي، محمد قشوط، فقال إن المال الفاسد انتشر بكثافة في الجنوب الغربي، وهو المسيطر على المشهد في تلك المدن.
وأضاف "قشوط"أن اجتماع المليشيات و الإرهابيين مع بقايا مجموعات مسلحة في مدينة سبها جاء نتيجة الدعم المادي غير المحدود الذي تقدمه حكومة الوفاق لقائد المليشيات الجنوبية علي كنة.
وأكد أن المليشيات والمرتزقة والمجموعات مختلفة الولاء لا ترى لها إلا عدوا واحدا وهو الجيش الوطني الليبي بالتالي تسعى بكل الوسائل لإقصائه من الجنوب الليبي.
وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أطلق الجيش الليبي عملية فرض القانون، وقوض آمال الجماعات الإرهابية وتجار البشر والمحروقات وطرد عناصر المرتزقة التشاديين.
لكن عادت التنظيمات الإرهابية للظهور مرة أخرى في مناطق أقصى الجنوب الليبي، حيث يتخذ بعضهم من حوض مرزق ومناطق أم الأرانب وتجرهي مرتكزات وقواعد لمحاولة الانقضاض على بعض الحقول النفطية.
وفي 15 سبتمبر/أيلول 2020، داهمت وحدات القوات المسلحة الليبية وكرا لمجموعة إرهابية متعددي الجنسية يقودهم أسترالي انتحاري في حي عبدالكافي بمدينة سبها.
أما في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن الجيش الليبي اعتقال 7 إرهابيين خلال استهدافه أحد أوكار تنظيم القاعدة في منطقة أوباري بجنوب غربي البلاد.