ألغام "ميزانيات" التشغيل.. النفط الليبي في خطر
ذهب ليبيا الأسود رأسمالها الوحيد، والذي يسهم بأكثر من 70% في الناتج المحلي، إلا أن عثرات على الطريق تهدد مرفق النفط الحيوي.
المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا دقت ناقوس الخطر من أن التأخر في اعتماد الميزانيات اللازمة تقود الإنتاج اليومي من النفط الليبي للتراجع إلى مليون برميل، وشح المحروقات بشتى أنواعها في السوق المحلية، بسبب إرجاء إعادة بناء خزانات الوقود بطريق مطار طرابلس.
إلغاء خطط
وقال عبدالرازق الزريبة مدير عام العمليات بشركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز (إحدى شركات مؤسسة النفط)، إن عدم اعتماد الميزانية ألغى خطط الشركة لتحديث بعض خطوط الإنتاج، كما أنه أوقف إعادة تشغيل مصنعين تابعين لها.
وأوضح المسؤول الليبي أن الشركة فشلت في توريد الكمية المطلوبة من الإيثلين، لتشغيل مصنع البولي إيثلين، بسبب عدم توفر التمويل اللازم لسداد الشحنات، ما سيؤثر على السوق المحلية، كون مادة البولي إيثلين مهمة في الصناعات التحويلية، مشيرًا إلى أن فاتورة استيرادها من الخارج باهظة.
غياب التمويل
وأشار إلى تأخر إعادة تشغيل مصنع الإيثلين لعدم توافر قطع الغيار اللازمة كما أن هناك بعض المعدات يتم صيانتها في الخارج، وتأخر وصولها بسبب عدم وجود التمويل اللازم، مؤكدًا إرجاء تنفيذ مشروعات لتحديث منظومات التحكم في المجمع الصناعي لعدم توفر الموارد المالية اللازمة لتنفيذ الخطط المعدة سلفًا.
ووصفت شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، التأخير غير المبرر للميزانيات من جهات الاختصاص بـ"الأمر المستغرب"، مؤكدة أنه يعتبر من مشاهد عدم المسؤولية ويعرض مصدر القوت الوحيد في الدولة للخطر وبشكل عبثي.
رسالة عاجلة
ووجـهت شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، رسالة عاجلة إلى المؤسسة الوطنية للنفط، أحاطـته خلالها بعـدم قدرة الشركة على الاستمرار في عمليات تشغيـل الوحدات الإنتاجية، مما يضـطرها إلى تخفيـض الإنتاج وتوقفـه نهائياً في غضون 72 ساعـة.
وأرجـعَت الشركة في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، السبـب إلى الوضع المالي "الحرج جداً" الذي تمر به الشركة وعدم قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها التعاقدية أمام المقاولين وتراكـم الديـون ونقـص قطع الغيـار والزيـوت والمـواد الكيميائية اللازمـة لعمليات التشغيـل.
إمكانيات هائلة
من جهته، قال مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، إن قطاع النفط يعاني من تردٍ في الخدمات الصحية لبعض الشركات وانعدامها بالكامل في الشركات الخدمية، بسبب نقص الميزانيات، مشددًا على ضرورة وضع حد لهذا الوضع المتفاقم.
وأوضح صنع الله، أن قطاع النفط في ليبيا لديه إمكانيات بشرية هائلة تمكنه من النهوض بمستوى الإنتاج اليومي من النفط إلى مستوى ما فوق الـ2 مليون برميل يوميا في الفترة القريبة، إلا أن عدم اعتماد الميزانيات اللازمة للقطاع حالت دون الوصول إلى ذلك، بل تفاقم الأمر ليصل إلى اضطرار بعض الشركات إلى وقف الانتاج بسبب عدم توفر قطع الغيار ومواد التشغيل الضرورية.
شح المحروقات
وأشار إلى أن الإنتاج اليوم انحدر إلى مليون برميل بعد أن وصل إلى مليون وثلاثمائة ألف برميل يوميا، متوقعًا انخفاضًا أكبر، لغرق الشركات الوطنية بالديون وعدم استطاعتها الاستمرار في الإنتاج نتيجة المشاكل الفنية التي تهدد سلامة العمليات، بسبب عدم اعتماد الميزانيات اللازمة وعدم تسييل إلا أقل من 2% من الميزانية.
وعزا رئيس مؤسسة النفط عدم توفر المحروقات بشتى أنواعها في السوق المحلي إلى تأخر الميزانيات الذي أرجأ إعادة بناء خزانات الوقود بطريق مطار طرابلس العالمي التي دمرت جراء الأحداث التي مرت بها العاصمة الليبية، ما تسبب في أزمات في تزويدات محطات الوقود.
ودعا إلى توفير الميزانيات المطلوبة من الحكومة حتى تتمكن المؤسسة من تحقيق المستهدف من الإنتاج بنهاية العام الحالي، محذرًا من اتجاه الأوضاع للأسوأ حال عدم توفير الإمكانيات اللازمة لقطاع النفط.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز