مخاوف أممية من تعثر الإنتاج النفطي في ليبيا
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الخميس، عن قلقها إزاء تهديد الإنتاج النفطي.
وقالت بعثة الأمم المتحدة إن توقف إنتاج النفط مؤخراً في مرسى الحريقة يشير إلى احتمال أن تكون هناك عمليات إغلاق أخرى وشيكة.
وأوضحت في بيان لها اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه يبقى استمرار إنتاج النفط وكذلك الحفاظ على استقلال وحيادية المؤسسة الوطنية للنفط ركيزة أساسية وحيوية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في ليبيا.
وطالبت جميع الأطراف بأن تضمن بقاء المؤسسة الوطنية للنفط مؤسسة مستقلة وتكنوقراطية تمتلك ما يكفي من الموارد وأن تضمن تحقيق إدارة شفافة وعادلة للموارد وذلك على النحو المنصوص عليه في خارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي بغية مكافحة الفساد. وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للحكومة المطالبة بتحسين تقديم الخدمات الأساسية للشعب الليبي.
وأشارت إلى أن ليبيا قد خرجت للتو من نزاع كلفها الكثير، وهناك العديد من الاحتياجات الملحة التي يتعين تلبيتها لتحسين نوعية حياة الليبيين في جميع أنحاء البلاد.
قلق أمريكي
ومن جانبها أعربت السفارة الأمريكية في ليبيا عن مشاركتها قلق بعثة الأمم المتحدة بشأن الإغلاق الأخير لإنتاج النفط في مرسى الحريقة والاضطرابات المحتملة الأخرى.
وأكدت في تغريدة عبر تويتر أن الإنتاج المستمر للنفط بالاعتماد الكامل على الخبرة الفنية الطويلة الأمد وحياد المؤسسة الوطنية للنفط، يظل حجر الأساس الحيوي للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في ليبيا.
انخفاض
وفي وقت سابق اليوم، قال المهندس مصطفي صنع الله ان قطاع النفط في ليبيا لديه إمكانيات بشرية هائلة تمكنه من النهوض بمستوى الانتاج اليومي من النفط إلي مستوى ما فوق الـ2 مليون برميل يوميا في الفترة القريبة، إلا أن عدم اعتماد الميزانيات اللازمة للقطاع حالت دون الوصول إلى ذلك
وكشف عن انخفاض الإنتاج الى مليون برميل بعد أن كان قد وصل في الأيام الماضية الى مليون و ثلاثمائة ألف برميل يوميا.
وأكد أنه ربما ستكون الأيام القادمة الارقام اقل بكثير وعزى ذلك الانحدار الى غرق الشركات الوطنية بالديون وعدم استطاعتها الاستمرار في الانتاج نتيجة المشاكل الفنية التي تهدد سلامة العمليات بسبب عدم اعتماد الميزانيات اللازمة و عدم تسييل الا اقل من 2% من الميزانية.
ودعا وزارة النفط إلى توفير الميزانيات المطلوبة من الحكومة حتى تتمكن المؤسسة من تحقيق المستهدف من الإنتاج بنهاية العام الحالي.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت حالة القوة القاهرة بميناء الحريقة النفطي اعتبارا من الإثنين الماضي.
وأرجعت المؤسسة إعلانها إلى رفض مصرف ليبيا المركزي تسييل ميزانية قطاع النفط منذ أشهر، مشيرة إلى أنه يحاول السيطرة على المورد الوحيد للشعب الليبي.
وأكدت المؤسسة في بيان لها، الإثنين، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، توقف عمليات إنتاج وتصدير شحنات النفط الخام عبر ميناء الحريقة النفطي "بسبب رفض مصرف ليبيا المركزي تسييل ميزانية قطاع النفط لشهور طويلة".
واستنكرت المؤسسة حجب المصرف المركزي للترتيبات المالية اللازمة لاستمرار عملياتها، معلنة أنها لا تؤيد القيام بأي عمل من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا للبلاد.
وأوضحت أن ما تم استلامه حتى تاريخه أقل من 2% من احتياجات المؤسسة وشركاتها لتحقيق المستهدفات الموضوعة للعام 2021.
ولفتت إلى أن ذلك سوف يؤدي إلى فقدان الدولة لتوازنها الاقتصادي، والرجوع بها إلى المربع الأول حيث الإغلاقات وتدني الإيرادات.
صراع قديم
ونهاية العام الماضي، نشبت حرب بيانات بين اثنين من رجال السراج، أحدهما بيده اقتصاد ليبيا ومفتاح ثرواتها وهو رئيس مؤسسة النفط مصطفى صنع الله، فيما الآخر حارس خزائنها وهو الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي بطرابلس.
حرب البيانات التي استعرت بين الطرفين، كشفت عن حجم الفساد الذي استشرى في المؤسسات، وأشارت إلى اختفاء أموال -لم يعرف مصيرها بعد- حصيلة بيع النفط الليبي، ما يستوجب المساءلة القانونية.
وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر استئناف تصدير النفط، شرط عدم استخدامه لتمويل الإرهاب.
وكان الجيش الليبي طالب بوضع آلية واضحة وشفّافة تضمن التوزيع العادل لعوائد النفط على كل الشعب والأقاليم وعدم ذهابها لدعم المليشيات المسلحة والمرتزقة.
كما طالب بفتح حساب خاص بإحدى الدول تودع به عوائد النفط مع آلية واضحة للتوزيع العادل لهذه العوائد، على كافة الشعب الليبي بكل مدن وأقاليم البلاد وبضمانات دولية، مع ضرورة مراجعة حسابات مصرف ليبيا المركزي بطرابلس.