مقترح ليبي بإنشاء هيئة طوارئ للتعامل مع تداعيات تغير المناخ

قال سالم معتوق الزادمة، نائب رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، إنه سيتقدم باقتراح في اجتماع مجلس الوزراء القادم لإنشاء هيئة للطوارئ والاستجابة السريعة، للتعامل مع تداعيات تغير المناخ.

وأوضح الزادمة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أنه سيطالب بتوفير كافة الدعم والإمكانيات لهذه الهيئة، خاصة بعد أن أثبتت الفيضانات الأخيرة التي شهدتها ليبيا أن التغيرات المناخية العالمية الملحوظة، والتي تشير إليها تقارير الأمم المتحدة وتوصيات القمم العالمية للمناخ المنعقدة في السنوات الأخيرة، ستزيد من حدوث تقلبات واضطرابات في حالات الطقس وما يرافقها من أعاصير وفيضانات، الأمر الذي يتطلب أن تكون هناك هيئة جاهزة للتعامل مع هذه الطوارئ المناخية.

وعلى الرغم من وجود علاقة بين تغيرات المناخ وما شهدته ليبيا، إلا أن الزادمة لا ينكر أيضاً وجود إهمال وفساد ساعد على تعظيم حجم الكارثة، وقال: "من الأهمية والضرورة الآن بعد هذه الكارثة أن تتغير ثقافة أبناء الشعب الليبي والضغط باتجاه العمل بمفاهيم تحديد المسؤولية والمحاسبة القانونية للمسؤولين الحكوميين الذين يتسبب إهمالهم وفسادهم وإهدارهم للمال العام في حصول مثل هذه الكوارث، فالشعب الليبي له كامل الحق في معرفة ومحاسبة ومقاضاة المسؤولين والجهات المتسببة في مثل هذه الكوارث".

• علماء يدقون ناقوس الخطر: إعصار ليبيا ليس الأخير
• بعد عاصفة دانيال في ليبيا.. فاتورة الكوارث الطبيعية كم بلغت؟
  

وأشاد الزادمة بالجهود الوطنية التي استجابت للكارثة الإنسانية في التخفيف من وطأة الكارثة، مشيراً إلى أن الحكومة الليبية، رغم إمكانياتها ومعاناتها من شح الموارد والإمكانيات، انتقلت إلى مدينة درنة منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة ولم تغادر المناطق، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن حجم الكارثة أكبر من إمكانيات الدولة الليبية، وقال "نجدد مناشدة المجتمع الدولي بتكثيف جهوده وإرسال أطقم المساعدة المتخصصة في عمليات البحث والإنقاذ والدعم اللوجستي والفني والإغاثة".

واختتم الزادمة تصريحاته بالتأكيد على أن استجابة أبناء الشعب الليبي لتخفيف المعاناة عن المدن المنكوبة، يؤكد أن الروابط الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد أقوى من أن تقطعها الخلافات السياسية، مشيداً في الوقت ذاته بالمجهود التي قامت بها القوات المسلحة، والدور المفصلي الذي تقوم به القيادة العامة للجيش الوطني الليبي لاحتواء تبعات الكارثة في المدن المنكوبة.