بعد بيان "قمة الجزائر "حول ليبيا.. آمال عريضة تنشد دعم جهود الوساطة
فيما تعاني ليبيا انقساما فاقمه وجود حكومتين مختلفتين بالرؤى والأفكار، إلا أنهما توافقتا على بيان "قمة الجزائر"، مثمنتيْن دور جامعة الدول العربية.
وأصدرت القمة العربية التي اختتمت أعمالها اليوم الأربعاء، بيانًا نص على تضامن القادة العرب مع الشعب الليبي، ودعم الجهود الهادفة لإنهاء الأزمة الليبية، من خلال حل ليبي - ليبي يحفظ وحدة وسيادة ليبيا، ويحقق طموحات شعبها في الوصول لتنظيم الانتخابات، مجددا رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
ذلك البيان، أشادت به الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، مؤكدة تقديرها لجهود الجامعة العربية لتحقيق سلام واستقرار ليبيا، ودورها "الإيجابي" في دعم مطالب الشعب الليبي في الاستقرار وإنهاء الانقسام.
بدورها، رحبت حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية بالبيان الذي قالت إنه "يدعم الحل "الليبي - الليبي" وصولًا إلى تنظيم الانتخابات في أسرع وقت ممكن لتحقيق الاستقرار السياسي الدائم"، مؤكدة أنه يؤكد أن موقف الأشقاء العرب أكثر تقاربًا، وصوت الليبيين أكثر وصولًا.
- المنفي يدعو لموقف عربي موحد تجاه الأزمة الليبية
- "محاولة لإثارة البلبلة".. نفي عربي لحصول خلاف بشأن ليبيا
ومن بيان الحكومتين إلى تصريحات محللين سياسيين ليبيين استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم، أكدوا أنه على الدول العربية اتخاذ المزيد من الخطوات لحل الأزمة الليبية، عبر دعم جهود الوساطة بين الأطراف المختلفة، بهدف إجراء الانتخابات، وإنهاء الانقسام السياسي.
ثوابت الحل
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي محمد يسري في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن القمة العربية أكدت على الثوابت اللازمة لحل الأزمة الليبية أهمها إقامة الانتخابات، مؤكدًا أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أوضح أن الأمور تحتاج إلى مزيدٍ من المرونة في ليبيا.
وفيما قال إنه على الجامعة العربية أن تتعامل بجدية مع الأزمة الليبية، وأن تقود حوارًا مع كافة الأطراف الليبية، أكد أن الليبيين يأملون في أن يتخطى الدور العربي الاجتماعات والبيانات إلى بذل جهود لإنجاح تلك الحلول عبر المزيد من الدعم والوساطة.
وحول ردود فعل الحكومتين على البيان، قال المحلل السياسي الليبي، إن ترحيب الدبيبة وباشاغا "دبلوماسي"، يريد الجميع من خلاله "تبرئة ساحته من عرقلة الانتخابات أو رفضها، والوقوف ضد مصلحة الشعب وتطلعات الليبيين".
وأوضح المحلل الليبي، أن الدبيبة وباشاغا يريدان من خلال هذا الترحيب إبداء الانفتاح على الحوار وإظهار وجودهما كأطراف سياسية، ومحاولة جلب الدعم لبقاء كل منهما في السلطة.
منع التدخلات
المحلل السياسي الليبي سالم سويري أشار إلى نقطة في البيان العربي وصفها بـ"الهامة"، والتي تتمثل في منع التدخلات الأجنبية في الأزمة الليبية، ما يقطع الطريق على بعض الدول التي تتخذ خطوات في الملف الليبي تضر بالأمن القومي العربي ككل، ودول الجوار خاصة.
وأوضح المحلل الليبي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الشعب الليبي الذي لا يزال يعاني ويلات الانقسام هو الخاسر الوحيد من التنافس على السلطة، مؤكدًا ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة، بالإضافة إلى توحيد المؤسسة العسكرية، وتسريح الميليشيات المسلحة.
وفيما أكد المحلل السياسي، أن الليبيين يطالبون بمزيد من التحرك العربي وجهود الوساطة لإنهاء الانقسام والتسليم السلمي للسلطة، شدد على أن تلك المطالب الشعبية ترجمت في اتفاق سياسي نص في مواده على تشكيل السلطة التنفيذية واختيار شاغلي المناصب السيادية عبر التوافق بين مجلسي النواب والدولة، مما يتطلب احترام ذلك وتنفيذه، وإزالة ومعاقبة المتسببين في حالة القوة القاهرة الخاصة التي منعت الانتخابات، التي كان من المفترض عقدها يوم 24 من ديسمبر/كانون الأول للعام الماضي.
aXA6IDE4LjE4OC42My43MSA= جزيرة ام اند امز