نقوش ثمود والتاريخ السعودي في ندوة بمعرض أبوظبي للكتاب
الباحث الإماراتي الدكتور حمد بن صراي، مدير الندوة، أشار إلى دور المؤلف في التنقيب في التاريخ السعودي القديم
أقيمت، الخميس، ندوة حوارية وحفل توقيع لكتاب "الحياة الاجتماعية في منطقة حائل من خلال النقوش الثمودية"، بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحضور كوكبة من المثقفين والأدباء والمهتمين بالتراث.
وتناولت الندوة الكتاب الصادر ضمن سلسلة "إصدارات" من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، للكاتب السعودي الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب.
وأشار الباحث الإماراتي الدكتور حمد بن صراي، مدير الندوة، إلى دور المؤلف في التنقيب في التاريخ السعودي القديم، لغةً ونقوشاً وإرثاً حضارياً وتراثاً ثقافياً عريقاً.
واستهل الدكتور سليمان الذييب الندوة بشكره لدائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي على جهدها في إصدار الكتاب، وإسهامها الجاد في تسليط الضوء على هذا المبحث التاريخي الهام ذي الصلة بالنقوش الثمودية في منطقة حائل السعودية، والتي تزيد على 25 إلى 30 ألف نقش، تعود إلى القرنين السادس حتى الثاني قبل الميلاد.
ودار الحوار حول أهمية فهم الأبعاد الاجتماعية لهذه النقوش والتي تعكس الحياة الاجتماعية نفسها في منطقة حائل من معاملات عقارية في الأملاك والخلافات والوظائف والصفات، وأنماط الترفيه وأحوال الصحة والمرض وغيرها، لما يمثله الكتاب من قيمة معرفية تتمثل في إلقاء الضوء على المظاهر الاجتماعية لأهالي حائل الثموديين، وما عكسته من حياة دينية واجتماعية ونفسية واقتصادية، فكانت هذه النقوش التذكارية التي يبلغ عددها المئات، شاهدةً حيةً على حضارة عظيمة كانت منعزلة عن محيطها نوعاً ما.
وتناولت الندوة الوظيفة الدعائية للنقوش والتي وصفها الدكتور سليمان الذييب بأنها أشبه بلغة تويتر اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يغلب عليها طابع الإيصال المباشر، والتكثيف بالرمز والمفردة والصورة، والتلقائية في التعبير بعيداً عن الرقابة المجتمعية والقيمية، متناولاً الحضور الديني في النقوش من خلال المعبودات مثل رضو ودثن وكهل ونهي وشمس ورش وغيرها، وعلاقة النقوش بالتعبير العاطفي والغرضي المجتمعي من خلال موضوعات الزواج والذرية والرزق والحب والعشق والمساعدة والعون والدعاء بالشرّ، والأمراض.
واستعرض علاقة النقوش بالأعراض العاطفية والمجتمعية من ترحال وسفر وانتقال وما يتولد عنها من اشتياق وحنين وحزن، باحثاً في العلاقات الاجتماعية، ومستشهداً بالنقوش المرتبطة بكل ذلك، إلى جانب التقسيمات اللغوية والمعرفية الناتجة عنها، مثل النقوش التي تبدأ باسم العلم، وتلك التي تبدأ بحرف اللام والأداة لام ميم، والتي تبدأ باسم ودد في التحيات وبحرف الباء أو تبدأ باصطلاحات للتحية أو اسم إشارة.