الحياة تعود للمدينة الاقتصادية.. "تيسلا" تستأنف العمل في شنغهاي
استأنفت شركة تيسلا الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية الإنتاج في مصنعها في مدينة شنغهاي الصينية.
وفرضت الشركة بعض التدابير الصارمة على العاملين في ما يسمى بنظام "الحلقة المغلقة"، حسبما أفادت مصادر مطلعة.
تدابير صحية ووقائية صارمة
وأظهرت مذكرة تم إرسالها إلى موظفي الشركة واطلعت عليها وكالة بلومبرج للأنباء أن شركة تيسلا ستقدم لكل موظف كيس نوم ومرتبة. وأشارت المذكرة إلى أنه نظرا لعدم وجود مسكن، سيتعين على العاملين النوم على الأرض في منطقة مخصصة لذلك وستكون هناك مساحات مخصصة للاستحمام والترفيه (لم تكتمل بعد) وتقديم الطعام.
ونقلت وكالة بلومبرج عن المذكرة قولها إن جميع الموظفين سيخضعون لاختبار الحمض النووي كل يوم في أول 3 أيام، كما سيتم قياس درجة حرارتهم مرتين في اليوم وسيتعين عليهم غسل أيديهم 4 مرات في اليوم، مرتان في الصباح ومرتان بعد الظهر.
وأضافت أنه سيتم تقديم 3 وجبات للعمال وسيتم منحهم علاوة تبلغ 400 يوان (63 دولارا) في اليوم، إلا أن المبلغ الفعلي سيعتمد على منصب ومستوى الموظف.
شلل كورونا
وتواجه الصين أسوأ تفشٍ لفيروس كورونا منذ عامين، ما أجبرها على فرض تدابير إغلاق شملت المصانع، في حين أظهرت بيانات اقتصادية وجعا مبكرًا.
وتراجع النشاط الصناعي في الصين في مارس/آذار، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الخميس، كما تراجع مؤشر مديري المشتريات (بي إم آي) الذي يقيس النشاط الصناعي إلى 49.5، أي أقل بقليل من عتبة 50 نقطة التي تمثّل الفارق بين النمو والانكماش، بحسب بيانات المكتب الوطني للإحصاءات.
ويأتي التراجع في وقت تكافح السلطات للقضاء على موجات كوفيد عبر فرض قيود وتدابير إغلاق في مراكز صناعية رئيسية مثل شنجن في الجنوب وتشانغتشون في شمال شرق البلاد.
وقال خبير الإحصاء البارز لدى "إن بي إس" جاو قنغي في بيان الخميس: "تفشى الوباء مؤخرا في مناطق عديدة في الصين".
وأضاف "نظرا لترافق ذلك مع زيادة كبيرة في عدم الاستقرار الجيوسياسي على الصعيد الدولي، تأثّر الإنتاج والأنشطة الصناعية للشركات الصينية".
مصانع شنغهاي
وتسرّع المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في الصين جهود العودة إلى الحياة الطبيعية، بعد إغلاق استمر 3 أسابيع تقريبا بسبب كوفيد-19.
وأعلنت سايك موتور، الشريك الصيني لشركتي فولكسفاغن وجنرال موتورز، أنها ستبدأ في اختبار خطط استئناف إنتاجها اليوم الاثنين.
وأدى الإغلاق وتدابير السيطرة على الجائحة في أماكن أخرى من البلاد إلى تضرر الاقتصاد واضطراب سلاسل الإمداد العالمية.
وحذرت شركات صناعة السيارات الصينية، الأسبوع الماضي، من أنها قد تضطر إلى تعليق الإنتاج إذا استمرت عمليات الإغلاق المرتبطة بجائحة كوفيد-19 في شنغهاي، وقال رئيس شركة إكس بنغ الصينية للسيارات الكهربائية إن الشركات قد تضطر إلى تعليق الإنتاج الشهر المقبل، إذا لم يستطع الموردون في شنغهاي والمناطق المحيطة استئناف العمل.
وأكد ريتشارد يو، رئيس قسم المستهلكين والسيارات في "هواوي"، عبر منصة "وي تشات" الاجتماعية، أنه "إذا ظلت شنغهاي عاجزة عن استئناف العمل والإنتاج اعتبارا من أيار/مايو، فستغلق كل الشركات التكنولوجية والصناعية التي تعد جزءا من سلسلة التوريد في شنغهاي، خصوصا في قطاع صناعة السيارات!".
كما حذّرت شركات الشحن العملاقة من أن إغلاق شنغهاي يؤدي إلى تكدسات في أهم ميناء للحاويات في العالم.
ويعاني سكان المدينة الاقتصادية، البالغ عددهم 25 مليون نسمة، من خسائر في الدخل ونقص في الإمدادات الغذائية.
في الوقت نفسه، تهدف شنغهاي إلى وقف انتشار كوفيد-19 خارج مناطق الحجر الصحي بحلول يوم الأربعاء، حسب ما نقلت "رويترز" عن مصادر أمس الأحد، وهو هدف طموح سيسمح بمزيد من التخفيف من إجراءات الإغلاق.
وتعمل شنغهاي على تسريع وتيرة الفحوص ونقل الحالات الموجبة والمخالطين لها إلى مراكز العزل لتحقيق هذا الهدف.
وكان للإغلاق المفروض في شنغهاي والقيود الأوسع نطاقا في الصين أثر كبير على ثاني أكبر اقتصاد في العالم خلال عام مهم للرئيس شي جين بينغ، الذي من المتوقع أن يحصل على فترة حكم ثالثة في الخريف.
وأظهرت بيانات مارس/آذار الصادرة اليوم الاثنين أن الاستهلاك والتوظيف تأثرا بسبب قيود كوفيد، وتوقع خبراء اقتصاديون تراجع النظرة العامة للاقتصاد.
aXA6IDMuMTQ1LjE5Ni4xNTAg جزيرة ام اند امز