دراسة تطالب الآباء بتنظيم وقت استخدام أطفالهم للهواتف الذكية
95% من المراهقين الأمريكيين يمتلكون هواتفهم المحمولة الخاصة، و70% منهم يتفقدون مواقع التواصل الاجتماعي عدة مرات على مدار اليوم
يحارب كثير من الآباء في معركة تبدو خاسرة من أجل تقييد استخدام أبنائهم للأجهزة الذكية التي تضيع الوقت وتتسبب في العزلة الاجتماعية، في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية وبدأ التعلق بالشاشات يظهر في سن صغيرة جدا.
وحسب صحيفة "جابان توداي" اليابانية، وجد مسح أجرته مؤسسة Common Sense Media غير الهادفة للربح هذا الخريف على أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 13 و17 عاما، أن 95% من المراهقين الأمريكيين يمتلكون هواتفهم المحمولة الخاصة، و70% منهم يتفقدون مواقع التواصل الاجتماعي عدة مرات على مدار اليوم وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ32% فقط في عام 2012.
وقال أكثر من نصف المشاركين في المسح إن أجهزتهم الرقمية تشتت انتباهم عن أداء الواجبات أو عن الأشخاص الموجودين معهم.
ومؤخرا أقرت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى بقلقها حيال فرط استخدام الأجهزة الرقمية. وأضافت شركة آبل الأمريكية وظيفة "Screen Time" في أحدث نظام تشغيل لهواتفها الآيفون، من أجل وضع حد لاستخدام الهاتف.
هذا بالإضافة إلى تطبيقي Google For Families و Google Play على الهواتف الأندرويد التي تسمح للآباء بمراقبة استخدام أبنائهم لهواتفهم ووضع بعض التقييدات عليه.
ويرى خبراء إنه ينبغي تعليم الأطفال منذ الصغر طرق إدارة أوقاتهم بأنفسهم وإبقاء أنفسهم نشطاء بدنيا واجتماعيا في أوقات عدم الاتصال بالإنترنت.
ويمتنع الباحثون الذين يدرسون فرط استخدام الشاشات والأجهزة الرقمية عن استخدام كلمة "إدمان" لأنها لا تعتبر تشخيصا رسميا لهذه الحالات في عالم الصحة النفسية.
وقامت منظمة الصحة العالمية هذا الصيف بإضافة "اضطراب الألعاب" إلى قائمتها الخاصة بالآلام، لأن فرط اللعب يؤثر على العلاقات والتعليم والعمل. لكن لا يزال هذا التشخيص قيد المراجعة من قبل سلطات الصحة الأمريكية.
وفي بعض الأوقات يقول علماء النفس إن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية يفاقم من حالات نفسية موجودة بالفعل مثل الاكتئاب والقلق المرضي أو مشكلات متعلقة بشكل الجسم. ويضيفون أن تحديد أوقات معينة لاستخدام الأجهزة ربما يساعد أحيانا وفي بعض الأوقات يكون نقطة خلاف نظرا لتداخل التكنولوجيا في حياتنا اليومية بشكل كبير.
وتنصح سارة دوموف، أخصائية نفسية في جامعة ميشيجان المركزية، الآباء بمتابعة أبنائهم ما إذا كان أداؤهم جيدا في المدرسة، أو نشطاء بدنيا واجتماعيا ويتواصلون مع الآخرين بطرق إيجابية، وجعل غرف النوم مناطق خالية من الشاشات تماما حتى للمراهقين وليس الأطفال فقط.
كما نصحت بمنع استخدام الهواتف أو أي أجهزة ذات شاشات أخرى أثناء تناول الوجبات، لافتة إلى أن إدارة كل هذه القواعد ليس بالمهمة السهلة، لاسيما أن هذا يتطلب من الآباء أنفسهم أن يحدوا من استخدامهم للأجهزة أمام أبنائهم لتكون عادة سائدة على الجميع.