"لينا" لـ"العين": هكذا أصبحت أول مدربة عربية للفنون القتالية
لينا خليفة تحقق النجاح تلو النجاح بوصفها أول مدربة فنون قتالية في منطقة الشرق الأوسط.. ماذا تفعل؟ وكيف نجحت؟
استطاعت الأردنية لينا خليفة 32 عاماً، أن تحقق حلمها منذ الطفولة وأن تصبح أول مدربة على مستوى الشرق الأوسط في الفنون القتالية والدفاع عن النفس.
هذا الحلم لم يأتِ صدفة، بل جاء بعد طريق طويل سارت فيه واجتهدت برعاية أسرتها والداعمين لها في عشقها للرياضة. فمنذ الطفولة وبعمر 5 سنوات بدأت تلعب رياضتي التايكوندو والسباحة، وحصلت فيهما على ميداليات محلية ودولية.
بوابة "العين" الإخبارية التقت لينا خليفة؛ للتعرف على أبرز المحطات في مسيرتها الناجحة.
تقول لينا: "رغم أنني درست اللغة الفرنسية من الجامعة الأردنية، إلا أنني رغبت في أن أركز على مشروعي الخاص في تأسيس مركز متخصص لتدريب فنون القتال والدفاع عن النفس للسيدات. خاصة بعدما رأيت إحدى زميلاتي في الجامعة قد تعرضت لاعتداء من قبل أحد أفراد أسرتها ولم تستطِع الدفاع عن نفسها. تعلم هذه الفنون يمنح الفتاة الثقة بالنفس وتمكنها من الدفاع عن نفسها إذا تعرضت لمواقف عنف. وبدأت أدرب الفتيات في الطابق الأول من منزلي وفي عام 2012، أسست بشكل فعلي مركز (شي فايتر) (أي "هي مقاتلة") وانطلقت منه".
- "العين" تحاور الشامي.. أول مصري يضع بصمته على غلاف "فوتوشوب"
- "ثامر" استشهد على الحدود السعودية بعد إرسال هذه الكلمات إلى زوجته
وتضيف: "منذ عام 2012 وحتى الآن، استطعت من خلال المركز تدريب 12 ألف سيدة أردنية بالإضافة إلى ألفي لاجئة سورية. وهو نجاح افتخر به وجاء نتيجة ساعات من العمل المستمر. وأصبح في المركز 15 مدربة دربتهم سابقاً والآن ينقلون هذه الخبرات إلى سيدات أخريات. الهدف من التدريب هدف جسدي وأيضا نفسي والخروج من الخجل الاجتماعي ومنح الشخصية الفرصة للتعبير عن نفسها. وتضم الدورات محاضرات توضح كيفية بناء الشخصية الناجحة بالإضافة إلى التدريبات الجسدية، وتستمر من شهرين إلى 3 أشهر. ومن الممكن المتابعة بعد ذلك للتطوير".
وتوضح لينا المعنى الدقيق للفنون القتالية والدفاع عن النفس، وتقول: "تستفسر السيدات دوماً عن هذه الفنون قبل الانضمام لها. وهذه الفنون عبارة عن دمج أكثر من رياضة في الحقلنفسه، بدءاً من رياضة الدفاع عن الأشياء البسيطة ومن ثم المعقدة، وتضم رياضة التايكوندو و البوكسينج وغيرها من الفنون. وتبين الدراسات حول العنف الأسري أرقاما مخيفة ويجب إيجاد حل لها، ولا ننسى أن المرأة أيضاً تتعرض للتحرشات. فتقريباً 60% من الأردنيات يتعرضن للعنف الأسري. والتحرش تكون نسبته أقل. وهناك حالات غير معلنة وتظل حبيسة الكتمان؛ لذلك تاتي أهمية تعلم هذه الفنون".
حصلت لينا مؤخراً على جائزة ريادة الأعمال لسنة 2016 من مؤتمر الاقتصاد الدولي الذي أقيم في دبي، بالإضافة إلى أنها تلقت تشجيعاً وترحيباً من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مشروعها الذي اعتبره أفضل مشروع ريادي لعام 2015. وحصدت الجائزة الذهبية كأول امرأة أردنية وعربية عن مشروعها الريادي مركز “شي فايتر” She fighter من ضمن 100 مشروع لعام 2014، في مؤتمر سيدات الأعمال الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة.
وتقول لينا: "هذه النجاحات التي حققتها تجعلني أخطط للمستقبل بشكل دقيق وألا أتراجع عن مشروعي الناجح وأن أطوره يوما بعد يوم؛ فأخطط للتوسع في الدول المختلفة مثل الكويت والإمارات، خاصة تلك الدول التي تدعم المرأة. فمركزي التدريبي هو المركز الوحيد على مستوى الشرق الأوسط في تخصصه، وأرغب في تطويره وتأسيس شبكات له على مستوى العالم. فالمرأة بأية بقعة في العالم تحتاج لمختلف أشكال الدعم".
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز