السورية ليندا إبراهيم: مشاركتي في"أمير الشعراء" زادتني ثقة
الشاعرة ليندا إبراهيم تتحدث مع "العين الإخبارية" عن رؤيتها للواقع الشعري في بلدها سوريا والوطن العربي
ترى الشاعرة السورية ليندا إبراهيم أن الجوائز الأدبية تحفز على الإبداع وترسخ الثقة بالنفس، ولكنها تبقى مسألة اجتهاد وحظ مهما توافرت لها معايير التميز والشفافية، مؤكدة أن ظهورها في برنامج "أمير الشعراء" أضاف لها الكثير وأضاف لتجربتها المزيد من الخبرة والجمهور.
وليندا إبراهيم شاعرة سورية من مواليد دمشق وحاصلة على إجازة في الهندسة وتعمل لدى وزارة الثقافة السورية، وشاركت في العديد من المهرجانات والندوات الشعرية داخل سوريا وخارجها، منها مسابقة "أمير الشعراء" (2013)، ومسابقة "نازك الملائكة للإبداع النسوي العربي" (2014)، وفازت بالعديد من الجوائز، منها "جائزة عمر أبوريشة للشعر العربي" (2016)، وجائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي العربي، ومسابقة أمير الشعراء.
"العين الإخبارية" التقت ليندا إبراهيم للتحدث عن تجربتها الشعرية ورحلتها في الأدب والحياة..
متى وكيف بدأت علاقتكِ بالشعر؟
تعود علاقتي بالشعر إلى طفولتي، منذ وعيت وأنا أحب الشعر والوزن والنشيد والموسيقى، وأحفظ وأدرك وأتذوق دون أن أخطط في يوم من الأيام أنني سأكون شاعرة.
لماذا اخترتِ الشعر في زمن الرواية والتلفزيون؟
لم أخترِ الشِّعر ولا كتابته، بل أتتني قصائده من تلقاء نفسها. الكتابة الإبداعية والموهبة لا تعرف حدوداً أو تخصصاً، وحين تتوفر الموهبة لا نستطيع توجيهها إلى أي لون أدبي تختار. والشعر كان الأسبق بالظهور ولا يزال يتبوَّأ مكانته والأرفع والأسمى والأميز بين جميع أنواع الفنون والإبداع الذي أنتجه وينتجه الفكر الإنساني.
حدثينا عن مشاركتكِ في مسابقة "أمير الشعراء" ووصولكِ للمركز السادس فيها
مشاركتي في برنامج "أمير الشعراء" جاءت تتويجاً لمشواري مع الشعر بدأته منذ الطفولة، لكنها زادت تجربتي خبرة وألقاً وانتشاراً. ووصولي إلى المركز السادس أعتبره شرفاً كمركز متقدم على مستوى الوطن العربي، فأنا أضفت نكهة سورية شعرية مميزة للمسابقة بموسمها الخامس ووصولي للمرحلة النهائية.
كيف ترين المشهد الأدبي والثقافي في سوريا حاليًا؟
في مطلع القرن الماضي، كان هناك جيل الرواد الذي كوَّن نفسه وترك بصمة عميقة في القصيدة العربية المعاصرة، وبات أفراده قمماً بعد أن خرجوا من عباءة الشعر التقليدي والرومانسي إلى جيل الحداثة الشعرية، ليأتي بعدهم جيل الثمانينيات والتسعينيات ونهاية الألفية الماضية ليرسخ أسماء اجتهدت على تمييز بصمتها وإنتاج تجربتها المختلفة وساهمت في تطوير المشهد الشعري.
أما حالياً فتتراوح التجارب بين الضحل والجيد، والقليل منها يشار إليه بالبنان على أنها حركة شعرية جديدة، والتي سنعول عليها لاحقاً في العقدين القادمين، إذ استمرت وثابرت ولم تجنح إلى موجة الاستسهال والخفة والاستخفاف في تناول الكتابة الشعرية.
ماذا عن ديوانكِ "منمنمات دمشقية"؟
تناولت فيه أجواء وروح المدينة دمشق، وبنصوص مزجت فنية الشعر بالنثر. الديوان تجربة معايشة لروح المكان والحياة بنصوص شعرية بقالب النثر، وهي حسب رأي النقاد للآن من أفضل ما كتب عن دمشق من كلمات ونسيج لغوي إبداعي يلامس الروح ويفعم الشغاف.
وما القضايا التي يطرحها ديوانكِ "لسيدة الضوء"؟
ديوان جديد كتبت نصوصه بالتزامن مع نصوص المنمنمات، ولكن تحمل موسيقى الشعر وأوزانه. وهو يتناول موضوعات الحب والوطن والإنسان وأزمة الحرب على سوريا.
ما موقفكِ من قصيدة النثر؟
أخاف أن استسهال كتابتها قد يجعلها مطية لكل من يريد كتابة "الشعر"، فهو لا يقدر على الموزون، ولا على الإتيان بصورة شعرية بارعة. موقفي واضح وأعلنه وأمارسه وهو أنني مع الشعر والشعرية في أي شكل فني كان. فأنا أصدرت 6 إصدارات شعرية 3 منها بالوزن الشعري والأخرى على طريقة النثر.
هل ترين الشعر يواكب الأزمات العربية بالقدر اللازم؟
لا، لا يواكبها، ويقصر عنها، وتخلى عن حالته التنبؤية التي تحلى بها كبار شعراء الستينيات والسبعينيات، ولا يزال على هامش الأزمة المجتمعية العربية التي تعصف بنا جيلا وراء جيل، وأنا طبعا لا أقصد المفكرين من الشعراء الكبار. ولكننا أصبحنا نعيش أزمة شعر وأزمة شعراء.
هناك عدد من الشعراء تحولوا إلى روائيين.. هل راودتكِ هذه الفكرة؟
لمَ لا؟ لكن يجب ألا يغيب عن الأذهان أن لكل جنس أدبي فنيته وتقنيته وخصوصيته وأدواته ووسائل إبداعه.
ما مدى تأثير مشاركاتكِ على نضجكِ الأدبي وانتشاركِ؟
المشاركات الخارجية جعلتني أعمل أكثر على إنضاج منتوجي الشعري، ومع المشاركات العربية والدولية جاءت الجوائز والأنشطة الثقافية لترسيخها وانتشارها أكثر. فالجوائز تحفز وترسخ الثقة بالنفس، لكن يجب ألا تصيب صاحبها بالغرور، أو التوقف عندها دون المثابرة لتحقيق الأفضل.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
ثمة مشاريع أبقيها طي الكتمان ريثما تأخذ شكلها النهائي ويتم إنجازها.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز