حلفاء يتساقطون.. مقترح «استبدال» يحاصر زيلينسكي

شهدت الساحة السياسية الأمريكية توترًا جديدًا بعد تصريحات السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام حول الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وقال غراهام، في أعقاب اللقاء المتوتر بين فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن على الرئيس الأوكراني أن «يتغير كليًا أو أن يرحل»، ما أثار تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا وتوجهات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية.
ووفقًا لموقع «أكسيوس» الأمريكي، أعرب غراهام، الذي كان داعمًا قويًا لأوكرانيا ولإنهاء حرب روسيا، عن شكوكه في قدرة زيلينسكي على استعادة ثقة الأمريكيين بعد الاجتماع.
وأضاف غراهام: «لا أستطيع أن أصدق أن معظم الأمريكيين، بعد ما شاهدوه اليوم، سيرغبون في أن يكونوا شركاء لزيلينسكي»، مضيفًا: «أوكرانيا حليف مهم».
وتابع: «لقد قاتلوا بشراسة. لا أريد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أن ينتصر. أريد مساعدة أوكرانيا، لكن من الصعب مساعدة أشخاص لا يدركون قيمة اللحظة التي يعيشونها».
وقال غراهام: «لم أشعر بفخر أكبر بالرئيس ترامب كما شعرت اليوم، فقد أظهر للشعب الأمريكي والعالم أنه لا يمكن الاستهانة به».
وأضاف أن خصوم الولايات المتحدة، مثل الصين وإيران، يجب أن «يقلقوا» بشأن طريقة ترامب في الدفاع عن أمريكا.
وأشار السيناتور غراهام إلى أنه تحدث مع زيلينسكي صباح الجمعة وحثّه على إظهار الامتنان.
وقال: «أخبرته هذا الصباح: لا تقع في الفخ. لا تدع وسائل الإعلام أو أي شخص آخر يدخلك في جدال مع الرئيس ترامب. ما يفعله اليوم هو إعادة ضبط العلاقة».
وكان زيلينسكي قد تحدث مع غراهام في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن ادّعى ترامب، بشكل خاطئ، أن زيلينسكي «ديكتاتور بلا انتخابات».
تفاصيل الاجتماع بين ترامب وزيلينسكي
كان من المفترض أن يكون الاجتماع بين ترامب وزيلينسكي فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين من خلال توقيع اتفاق حول المعادن الاستراتيجية، لكنه تحول إلى مشادة حادة داخل المكتب البيضاوي. يعكس هذا التطور التوتر المستمر في العلاقة بين أوكرانيا وإدارة ترامب، خاصة مع رغبة الأخير في إعادة ضبط العلاقات مع روسيا والضغط على زيلينسكي للقبول بوقف إطلاق النار والتفاوض على السلام.
زيلينسكي شكر ترامب على الاجتماع في منشور على منصة «إكس»، حيث كتب: «أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم، ونحن نعمل بالضبط من أجل ذلك».
تبعات المشادة على المساعدات الأمريكية لأوكرانيا:
يتوقع أن تكون لما شهده البيت الأبيض تداعيات سلبية على المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية، ومن أبرزها:
تعليق الاتفاقيات الاقتصادية:
كان من المقرر توقيع اتفاقية تمنح الولايات المتحدة حقوق استغلال المعادن النادرة في أوكرانيا مقابل المساعدات العسكرية المقدمة لكييف. لكن إلغاء التوقيع على هذه الاتفاقية يضعف فرص أوكرانيا في الحصول على دعم اقتصادي إضافي من الولايات المتحدة.
إعادة تقييم الدعم العسكري:
أعرب الرئيس ترامب عن استيائه من موقف زيلينسكي، مما قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في حجم ونوعية المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا. وهذا قد يشمل تأخير أو تقليص شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية.
تأثيرات على العلاقات الأوروبية:
التوترات بين الزعيمين قد تؤدي إلى فتور في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مما قد يؤثر على التنسيق والتعاون في المجالات الأمنية والسياسية.
تعزيز موقف روسيا:
الانقسام بين الولايات المتحدة وأوكرانيا قد يُفسح المجال لروسيا لاستغلال هذا الوضع لتعزيز موقفها في النزاع القائم، وربما تحقيق مكاسب استراتيجية على الأرض.
ردود فعل الاتحاد الأوروبي:
أعرب قادة دول الاتحاد الأوروبي عن قلقهم إزاء التوترات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، مؤكدين ضرورة الحفاظ على جبهة موحدة لدعم كييف في مواجهة العدوان الروسي.
ومن المحتمل أن تستفيد موسكو من هذا الخلاف لتعزيز موقفها التفاوضي والضغط على أوكرانيا لتحقيق تنازلات في أي محادثات سلام مستقبلية.
aXA6IDMuMjIuMjQxLjIyMiA= جزيرة ام اند امز