هل يهدد قيم كرة القدم؟.. الانتقادات تحاصر "الصورة الكبيرة"
الانتقادات تحاصر مشروع الصورة الكبيرة المقترح بين أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الراهن.. ولكن ما التفاصيل؟
لم يلق مشروع إعادة هيكلة كرة القدم الإنجليزية، المعروف بـ "الصورة الكبيرة"، أي قبول بين معظم مسؤولي أندية إنجلترا، خاصة فرق الوسط والمؤخرة في جدول ترتيب المسابقة.
مانشستر يونايتد وغريمه الأزلي ليفربول، اتفقا على مشروع وقدماه للمسؤولين لتفادي خسائر مادية أكبر من توقف النشاط الرياضي لمدة 3 أشهر بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران، نتيجة أزمة فيروس كورونا المستجد.
تقارير صحفية أشارت إلى أن مشروع الصورة الكبيرة، يتضمن 16 بندا أبرزها تقليص عدد الفرق المشاركة في الدوري الإنجليزي الممتاز من 20 إلى 18 فريقا فقط، مع استمرار 24 فريقا بين الدرجتين الثانية والرابعة.
المشروع تناول أيضا تغيير قواعد الهبوط، بحيث يهبط فريقان فقط بشكل مباشر من البريمييرليج، فيما يلعب صاحب المركز الـ16 دورة مجمعة مع ثالث ورابع وخامس الدرجة الثانية، لتحديد هبوطه أو استمراره بين الكبار.
ومن بين المقترحات تقديم 250 مليون جنيه إسترليني لفرق الدرجات الثانية والثالثة الرابعة، وخصم المبلغ من العوائد المستقبلية للبث التلفزيوني للدوري الممتاز، مع تمويله بقرض تحصل عليه رابطة البريمييرليج.
قيم اللعبة
ستيف بارش رئيس مجلس إدارة نادي كريستال بالاس المنافس بالدوري الممتاز، اعتبر من جانبه أن "تلك الخطة تضرب أهم قيم كرة القدم".
ووصف باريش الدوري الممتاز بأنه "منتج رائع، وأي عبث في أنظمته المالية والإدارية سيشكل خطورة على الأندية".
وكتب باريش في عموده بصحيفة صنداي تايمز البريطانية: "بالطبع علينا البحث دوما عن سبل لتحسين مستوى اللعبة، وهذه الخطة بها بعض النقاط الجيدة، لكن لدينا بالفعل منتج رائع ومن وجهة نظري فإن أي عبث من جانبنا سيكون بمثابة خطر يهددنا".
وأضاف باريش بقوله: "الكثير من المقترحات في مشروع الصورة الكبيرة تضرب أهم قيم كرة القدم، وهي أن النتيجة تتحدد بناء على الإنجاز والنجاح".
واختتم بقوله: "مؤسسو الدوري الانجليزي الممتاز وضعوا قواعد تمنع حدوث أي تغييرات جذرية وغير مدروسة جيدا".
"فضيحة"
أندريا رادريتساني رئيس مجلس إدارة نادي ليدز يونايتد، العائد مؤخرا إلى دوري الكبار، لم يفوت الفرصة للحديث عن مشروع القطبين ليفربول ومانشستر يونايتد.
لكن رادريتساني شن هجوما عنيفا على مشروع الصورة الكبيرة ووصفه بـ "الفضيحة"، مشيرا إلى أنه يملك أسباب تدفعه لانتقاد الفكرة.
وفي مقابلة مع صحيفة "تايمز" اللندنية، فسر رادريتساني بقوله: "
"أود أن أذكر الأندية التي أرادت القيام بذلك عبر الباب الخلفي بأن قيمة أنديتهم زات بصورة كبيرة، وبواقع 4 أو 5 أمثال حجم استثماراتهم منذ الشراء، وذلك بفضل أسلوب إدارة رابطة الدوري الممتاز وبفضل الوحدة التي تربط بين الأندية والعمل الجماعي".
وأضاف بقوله: "السبب في نجاح الدوري الممتاز هو الوحدة ونجاح الأندية في العمل بصورة جماعية، وبالتالي فإذا تعرض هذا الوضع للهجوم وحاول البعض تفكيك هذه الوحدة، فإنه يتعين علينا التصدي له".
رادريتساني طالب الأندية بالتفكير في العمل على الاستفادة ماديا من خلال التسويق الدولي إذا كان المال هو الهدف من هذا المشروع.
وأرف قائلا: "بناء على ذلك، لماذا لا يتم البحث عن حل يمكن للأندية الكبرى من خلاله الاستفادة من أسمائها وأوضاعها المتميزة، من خلال توزيع وتسويق المحتوى على المستوى الدولي دون السعي لتقويض الدوري الممتاز".
واختتم بالإشارة إلى أن: "الدوري الممتاز رائع ومليء بالتشويق والإثارة وهذا ما يميزه عن الكثير من بطولات الدوري الأخرى على المستوى الأوروبي، كل هذا جاء نتيجة سنوات طويلة من العمل الجماعي".
موقف أندية الدرجات الأدنى
كما كان متوقعات، رحبت العديد من أندية الدرجات الأدنى بالمقترحات المثيرة للجدل لإعادة هيكلة الدوري الممتاز، مشيرة إلى حجم الدعم المالي الناتج عن هذه التغييرات وسط الأزمة الحالية.
نايجل تريفيس رئيس نادي ليتون أورينت المنتمي للدرجة الرابعة، أبلغ هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن العديد من أندية الدرجات الأدنى ستختفي خلال 5 أو 6 أسابيع إذا لم تحصل على دعم مالي.
وقال في هذا الصدد: "الأمر لا يتعلق بالوباء، بل أزمة لكرة القدم تعود لسنوات، قبل كورونا كانت 75% من الأندية تخسر أموالا ولا يمكن الاستمرار هكذا".
واختتم بقوله: "مشروع الصورة الكبيرة مقترح عظيم ومبشر جدا وتحتاج له الأندية".