تحليل.. خدعة هندرسون ومثلثات كلوب تضرب مغامرات جوارديولا
خدعة جوردان هندرسون لاعب وسط ليفربول ومثلثات مدربه الألماني يورجن كلوب تضرب مغامرات بيب جوارديولا مدرب السيتي.. طالع التحليل
دائما ما تشهد مواجهات الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي، مع الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، متعة كروية من نوعية خاصة، وقد تطورت تلك المتعة مع ارتفاع وتيرة منافسات مع انتقال المدربين إلى التدريب في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 3 سنوات.
المنافسات القوية التي يشهدها الدوري الأقوى في العالم، لا سيما بين فريقي ليفربول ومانشستر سيتي، رفعت من قوة الخطط التكتيكية التي يعدها كل مدرب لتلك المباراة على وجه أخص، وهو ما نجح فيه المدرب الألماني خلال المباراة التي جمعت بين بطل النسخة الماضية من "البريمييرليج" ووصيفه، مساء الأحد، في الجولة الـ12، على ملعب أنفيلد.
مغامرات جوارديولا
المدرب الإسباني بدأ المباراة بمغامرة جديدة معتادة منه في المباريات الكبرى والمهمة، وهي الدفع بمواطنه أنجيلينو في مركز الظهير الأيسر على حساب الفرنسي بنجامين ميندي.
الظهير الإسباني الذي لم يشارك سوى في 3 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز قبل مواجهة ليفربول، والذي يبلغ من العمر 22 عاما فقط، كان وسيلة جوارديولا لتعويض ميندي الذي غاب عن معظم مباريات الموسم بسبب الإصابة.
جوارديولا تجاهل قلة خبرة اللاعب الوافد من آيندهوفن الهولندي في الصيف الماضي، بالإضافة إلى أنه يلعب إلى جوار فرناندينيو الذي لا يجيد في مركز قلب الدفاع قدر إجادته في وسط الملعب.
المغامرة التي قام بها جوارديولا لم تكن رابحة على أي حال، حيث استغل ليفربول تلك الجبهة لشن الهجمات بشكل متتالٍ على دفاعات الفريق السماوي.
المصري محمد صلاح نجح في استغلال الغفلة التي وقع فيها أنخيلينو لينطلق في العمق مسجلا الهدف الثاني، قبل أن ينجح لاعب الوسط الإنجليزي جوردان هندرسون في صناعة الهدف الثالث منها.
خدعة هندرسون
الهدف الثالث تحديدا كان تكليلا لخدعة قام بها كلوب طوال المباراة، وهي تحويل خطة اللعب في الحالة الهجومية من 4-3-3 إلى 4-2-3-1، اعتمادا على قدرة لاعبيه في التحول السريع.
بمجرد استلام الكرة في منتصف ملعب الفريق السماوي، كان محمد صلاح ينطلق إلى الداخل ليحتل مركز رأس الحربة، ويهبط فيرمينو ليكون صانع الألعاب الذي يتولى بناء اللعب، لا سيما في ظل ضعف القدرات الفنية لثلاثي وسط الملعب.
انطلاق صلاح للداخل كان يترك مساحة كبيرة على الجبهة اليمنى لـ"الريدز"، وهي تلك التي كان يستغلها هندرسون بالانطلاق بشكل مستمر، مع وجود مساعدة من قبل الظهير الإنجليزي ألكسندر أرنولد، وهو ما أسفر عن الهدف الثالث.
كلوب استغل الضعف الواضح في الجبهة اليسرى للسيتي، لا سيما مع وجود الشاب أنخيلينو لتكوين مثلث قوي بين صلاح وهندرسون وأرنولد، ليكون مركز عمليات ليفربول طوال المباراة.
في المقابل، تحول صلاح لمركز رأس الحربة كان لاستغلال ضعف فرناندينيو في الرقابة الفردية والكرات الرأسية، وقد نجح بالفعل في استغلال ذلك بتسجيل الهدف الثاني من تحرك رائع وكرة رأسية أروع.
الكاسحة فابينيو
ربما كان الهدف الأول الذي سجله ليفربول عن طريق لاعب الوسط البرازيلي فابينيو تكليلا للدور المهم الذي يقوم به لاعب موناكو الفرنسي السابق مع الفريق منذ انتقاله إلى صفوفه في الصيف قبل الماضي.
فابينيو كان بمثابة الحجر الذي تحطمت عليه آمال مانشستر سيتي في بناء الهجمات بالطريقة المميزة التي يحبها جوارديولا، حيث نجح في قطع العديد من الكرات الخطيرة قبل بدايتها.
لاعب الوسط البرازيلي لم يكن يكتفي بقطع الكرات، حيث كان بمثابة "المحرك" الذي يتحكم في إيقاع الفريق طوال المباراة، وينقل كرته للأمام بشكل مستمر.
ولعل هذا ما يبرر لجوء كلوب إلى إراحة فابينيو في مباراة أستون فيلا، بالجولة الـ11 من الدوري الإنجليزي الممتاز، في ظل حصوله على 4 بطاقات صفراء وتهديده بالغياب عن مباراة الفريق السماوي.
رغم تشابه إمكانيات فابينيو مع هندرسون بشكل كبير، فإن كلوب نجح في منح دور جديد للاعب الوسط الإنجليزي، وهو ما جعل دور نظيره البرازيلي متفردا، ليمثلا معا قوة كبيرة يعتمد عليها "الريدز" في وسط ملعبه.
اطرق الحديد وهو ساخن
مقولة يبدو أن كلوب يعتمد عليها بشكل مستمر في مبارياته ضد جوارديولا، وتحديدا منذ اشتعال المنافسات بينهما في الدوري الإنجليزي الممتاز، "اطرق الحديد وهو ساخن".
ليفربول سجل الهدف الأول في الدقيقة السادسة، بعد هجوم متواصل من الفريق السماوي، وكان من الطبيعي أن يستمر هذا الهجوم لإدراك التعادل، وكان طبيعيا أيضا أن تكون تلك هي فرصة ليفربول الذهبية.
الفريق الأحمر استدرك نظيره السيتي، ليندفع لاعبوه نحو الهجوم بشكل مستمر، لينجح ليفربول في استغلال هذا الاندفاع بكرة مرتدة سريعة تناقلها لاعبوه في 3 تمريرات فقط، مسجلا الهدف الثاني.
السياسة ليست جديدة على كلوب أمام مانشستر سيتي، حيث عمد دائما في المباريات السابقة إلى استغلال حالة الاندفاع التي تضرب لاعبي السيتي بعد استقبال هدف في مرماهم للتسجيل مجددا.
ليفربول كرر الأمر في مباراة الفريقين بالجولة الـ23 من الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم قبل الماضي، حيث سجل فيرمينو وماني هدفين متتاليين في الدقيقتين 59 و61، لتنتهي المباراة بفوز "الريدز" 3-0.
وفي ذهاب ربع نهائي النسخة قبل الماضية من دوري أبطال أوروبا، سجل ليفربول 3 أهداف في نصف ساعة، ليضع قدمه في الدور نصف النهائي من المسابقة.
حالة الاندفاع تسببت في خسارة السيتي لمباراته الأولى في الموسم الحالي أمام نوريتش سيتي بنتيجة 2-3، حيث استقبل هدفين في 10 دقائق متتالية، في الدقيقتين 18 و28، قبل أن يتكرر الأمر في مباراة ليفربول.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز