رغم وجود صلاح.. لماذا يحتاج ليفربول لرأس حربة جديد؟
بعد مستوى خرافي في آخر 3 مواسم، يعيش ليفربول أوقاتا صعبة هذا الموسم، وتعاني كافة خطوطه، لا سيما الهجوم، من تراجع المستوى.
ليفربول كان حتى وقت قريب يملك خط هجوم ناري تحسده عليه أغلب أندية أوروبا الكبيرة، بقيادة الثلاثي الأساسي المكون من المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
يتميز الثلاثي صلاح وماني وفيرمينو بالمرونة والقدرة على شغل أكثر من مركز في خط المقدمة، وهو من أبرز أسباب تألقهم مع الليفر، لكن بالعودة للمراكز الأساسية لهم، فإن الأول والثاني في الأصل أجنحة، بينما يشغل زميلهم البرازيلي في الأساس مركز رأس الحربة، أو اللاعب رقم "9".
ورغم تألق صلاح هذا الموسم مع ليفربول واعتلاء صدارة هدافي الدوري الإنجليزي بـ17 هدفا، إلا أن نتائج الريدز كارثية هذا الموسم مع غياب فاعلية رأس الحربة أمام المرمى ضد مختلف الخصوم.
أسباب مختلفة
التراجع الملحوظ الذي يعاني منه ليفربول، حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي يحتل حاليا المركز السادس، له عدة أسباب، أبرزها كثرة الغيابات بسبب لعنة الإصابات في مختلف الخطوط، التي اجتاحت الفريق منذ بداية الموسم.
فمثلا منذ سبتمبر/أيلول الماضي، اضطر الألماني يورجن كلوب، مدرب ليفربول، للاعتماد على 18 ثنائي مختلف في قلب الدفاع، ومؤخرا بدأ الاعتماد على لاعبي الوسط في هذا المركز، وهو ما يظهر بوضوح مدى معاناة "الريدز" من الإصابات.
لكن في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل خفوت مستوى النجوم البارزين في الفريق، وعلى رأسهم فيرمينو، فهذا لا يعني أنه يتحمل وحده مسؤولية التراجع، لكنه ليس بريئا تماما منه.
تراجع مخيف
الأرقام تشير إلى أن صاحب القميص رقم 9 في ليفربول لم يسجل سوى 6 أهداف فقط في 35 مباراة بمختلف المسابقات هذا الموسم، علما بأنه أحرز هدفا واحدا فقط في آخر 14 لقاء.
يأتي ذلك بعدما سجل المهاجم البرازيلي 27 هدفا في موسم 2017-2018، ثم 16 هدفا في 2018-2019، و12 هدفا في الموسم الماضي، أي أن النجم صاحب الـ29 عاما يسير بوتيرة ثابتة نحو التراجع بشكل مخيف.
حسب ما ذكرته موقع "ذا أثليتيك" البريطاني، فإن حصيلة الأهداف المتوقعة من فيرمينو في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي كانت 13.96 هدفا، لكنه لم يسجل سوى 9 أهداف في 38 مباراة، وفي الموسم الحالي انخفض المعدل إلى 9.07 حتى الوقت الحالي، لكنه سجل 6 أهداف فقط.
تعطل محرك ليفربول
منذ انضمامه إلى ليفربول في صيف 2015، اعتاد فيرمينو التشكيك في قدراته، في الوقت الذي يحظى فيه بدعم كبير من يورجن كلوب وأيضا مشجعي الفريق، وحيث أن ما يقدمه لا يقتصر على تسجيل الأهداف فقط.
كما يشهد في ليفربول صراعا خفيا بين صلاح وماني من أجل الحصول على أدوار أكبر والتسجيل أكثر، فإن "بوبي" فيرمينو يلعب لمصلحة الفريق، وهو ما يترتب عليه نكران ذاته، وقال عنه كلوب سابقا: "يعزف مثل 12 آلة موسيقية في الأوركسترا الخاصة بنا، هو لاعب مهم جدا للحفاظ على إيقاعنا".
لكن يبدو أن فيرمينو بدأ حتى في فقدان ميزته كمحرك للفريق، وفي المباراة الماضية أمام إيفرتون، التي خسرها ليفربول 0-2، لمس الكرة 54 مرة فقط، وهو أقل رقم للاعب في الليفر خلال 90 دقيقة كاملة، كما فاز بـ8 فقط من الالتحامات الـ14 التي دخل بها.
ولعل الإرهاق كان أبرز عوامل انخفاض مستوى فيرمينو، الذي لم يفوت أي مباراة في الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا طوال الموسم الحالي، كما لعب 279 مباراة مع الريدز على مدار 5 سنوات ونصف، فضلا عن مشاركاته مع منتخب البرازيل.
مكانة مهددة
مكانة فيرمينو مع الفريق أصبحت بالفعل موضع جدل في بداية الموسم الحالي، بعد التعاقد مع البرتغالي ديوجو جوتا الذي أثبت جدارته بالعب في وقت قصير، قبل أن تباغته إصابة قوية في الركبة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ومع استعداد جوتا للعودة من الإصابة في الأسابيع المقبلة، تعود الشكوك مجددا حول استمرارية فيرمينو في التشكيل الأساسي، وهو ما سيستمر على الأرجح حتى بعد نهاية الموسم.
جزء من المشكلة هو أن إراحة فيرمينو لم تكن ممكنة بسبب ندرة البدائل وانخفاض مستوى اللاعبين المتاحين مثل ديفوك أوريجي، وهو الأمر الذي سيستمر أيضا حتى بعد عودة جوتا.
منذ قدومه إلى ليفربول في 2015، بنى كلوب فريقا عظيما، لكن إذا أراد تحقيق مزيد من النجاح، فعليه البدء في البناء مجددا، وسيكون أحد أكبر التحديات التي تواجهه هو تحديد الوقت المناسب للتخلي عن النجوم الكبار إذا اقتضت الحاجة، لا مجال للمشاعر هنا.
روبرتو فيرمينو هو أحد أساطير ليفربول بلا شك، لكن قوته في الوقت الحالي تضاءلت، والحل هو البحث عن مهاجم جديد، سواء لمنحه بعض الراحة، أو الاستغناء عنه تماما.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز