القلق من إهمال الإرشادات.. لماذا يتردد البعض في مقابلة أصدقائهم؟
في حين تدفق كثير من الناس على الشواطئ نهاية مايو/آيار بسبب موجة الحر، تردد آخرون في الاستمتاع بحريتهم الجديدة
على الرغم من أن إعلانات العودة التدريجية لاستعادة بعض من حريتنا الأساسية تطرب آذان بعض الناس، فإنها تقلق آخرين.
وذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أنه في حين تدفق كثير من الناس على الشواطئ نهاية مايو/آيار بسبب موجة الحر، وانتشار صور ذلك على الشبكات الاجتماعية، تردد آخرون في الاستمتاع بحريتهم الجديدة.
إيما ستيفنز (31 عامًا) من مقاطعة سري جنوب شرق إنجلترا، كان لديها نفس الشعور، وتقول إنها لم تر أحدًا خلال كل تلك الأسابيع، "ومن الصعب الآن تغيير هذا الفكر".
وتضيف: "أقلق بشأن حفاظ الأصدقاء على (تدابير) التباعد عند لقاء بعضنا البعض؛ لأنهم أقل مني ترددًا في اللقاء".
وتقول ناتالي (34 عامًا)، مريضة ربو، إن مرضها يمكنها السيطرة عليه جيدًا، "لكنني أعلم جيدًا كيف يبدو الأمر بينما تصارع للتنفس"، مشيرة إلى أن البقاء بالمنازل كان له أثر نفسي سلبي عليها أكثر من معظم الناس، ورغم ذلك لا تخطط للقاء أي شخص.
وتضيف: "بالطبع أحب لقاء أصدقائي، لكنني لا أعلم ما إن كان يمكنني الوثوق في اتباع أي شخص آخر للبروتوكولات بصرامة كما أفعل. الإهمال قد يقتلك حرفيًا".
وأظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة "Ipsos Mori" أن كثيرا من البريطانيين يشعرون بعدم الارتياح لفكرة استئناف الحياة الطبيعية بعد الإغلاق، حيث لا يزال 33% متشككين حيال فكرة لقاء الأصدقاء وأفراد العائلة خارج المنزل.
ويقول السير ديفيد سبيغولتر الأستاذ بجامعة كامبريدج، خلال حديثه عبر راديو "بي بي سي 4"، إن تردد الناس في العودة للحياة الطبيعية مؤشر على أن رسالة الحكومة للناس بالبقاء في المنازل "ناجحة جدًا"، مرجحا أن حملة إقناع الناس بالخروج قد تكون ضرورية ما أن يتم رفع الإغلاق.
وتعتقد اختصاصية علم النفس الدكتور روز أجدامي أن السبب وراء التردد يكمن إلى حد كبير في عملية تشكيل العادة، موضحة أن الإنسان يستغرق متوسط 21 -30 يومًا لتكوين عادة جديدة، وأن بعد شهرين من الإغلاق، ترسخ في حياتنا فكرة أننا أكثر أمانًا بالمنزل، مما يصعب عملية التكيف.
وتقول أجدامي لـ"إندبندنت": "حال سمعنا نفس الرسالة باستمرار على مدار فترة زمنية، ثم بدأنا نصدقها، هذه استراتيجية معروفة. نحتاج نسيان تلك العادات تدريجيا، وبدء إعادة تكوين أخرى جديدة".
لكن حالة القلق التي توقف الناس عن العودة للانخراط في الحياة الاجتماعية أبعد ما تكون عن الواهية، فبدون اللقاحات ومع وجود تساؤلات بشأن الأجسام المضادة والمناعة، يكون أفضل وسيلة لتجنب التقاط "كوفيد-19" هي تجنب الآخرين قدر المستطاع.
وفي حين يتم تذكيرنا يوميًا بشأن معدلات الإصابات وتخطي حصيلة الوفيات في بريطانيا الـ40 ألفًا، يشغل الفيروس مساحة كبيرة من وعينا.
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA==
جزيرة ام اند امز