هل ينضم الجراد إلى أجهزة الأمن للكشف عن المتفجرات؟
باحثون يتمكنون من تطويع نظام حاسة الشم للجراد للكشف عن الروائح المتفجرة المختلفة والتمييز بينها في غضون بضع مئات من الألف من الثانية
الحديث عن الاستفادة من حاسة الشم الخاصة بالجراد ليس بالجديد، فقد سبق ذلك محاولات لتحسين هذه الأداة.
وقادت هذه المحاولات إلى 3 أسئلة تقنية تحتاج إلى إجابة قبل التطبيق العملي لها هي: "هل هناك طريقة لتوجيه الجراد إلى المكان المطلوب معاينته عن طريق حاسة الشم؟
السؤال الثاني يخرج من رحم السؤال الأول، إذ بما أن الجراد لا يستطيع التحدث، فهل هناك طريقة لقراءة دماغ هذه الحشرات لمعرفة ما تشمه؟
وأخيرا، هل يمكن للجراد أن يشم المتفجرات؟
وأجاب بحث سابق لجامعة واشنطن بـ "نعم" على السؤالين الأول والثاني، المتعلقان بالقدرة على التحكم في الجراد والقدرة على قراءة أدمغته، والآن وبفضل بحث جديد من كلية جيمس ماكيلفي للهندسة بواشنطن، تمت الإجابة على السؤال الثالث بـ"نعم" أيضا.
وفي دراسة نشرت 6 أغسطس/آب في دورية "بيوسينسورس & بيوإلكترونيكس"، أظهر الباحثون كيف تمكنوا من تطويع نظام حاسة الشم للجراد للكشف عن الروائح المتفجرة المختلفة والتمييز بينها، كل ذلك في غضون بضع مئات من الألف من الثانية من التعرض للراوائح.
كما تمكن الباحثون أيضًا من تحسين نظام استشعار بيولوجي تم تطويره سابقًا يمكنه اكتشاف الخلايا العصبية الحارقة للجراد ونقل هذه المعلومات بطريقة تخبر الباحثين عن الروائح التي يستشعرها الجراد.
وخلال الدراسة تم حقن أبخرة متفجرة في صندوق، وكان الجراد في هذا التونقيت داخل عربة صغيرة.
ومع بداية استنشاق الجراد لتركيزات مختلفة من الأبخرة، درس الباحثون نشاط الدماغ المرتبط بالرائحة، وتمكنوا من البحث عن أنماط مماثلة عندما عرّضوا الجراد لأبخرة من متفجرات "نترات الأمونيوم، وتي إن تي، ودي إن تي، وآر دي إكس، وبي إي تي إن"، وهي مجموعة متنوعة كيميائيًا من المتفجرات.
ويقول باراني رامان، أستاذ الهندسة الطبية الحيوية والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة واشنطن، الجمعة: "رأينا بوضوح استجابة الخلايا العصبية لهذه الأبخرة المتفجرة، وكان الأكثر غرابة لنا استجابتها لمادتي (دي إن تي وتي إن تي".
وعرف الباحثون الآن أن الجراد يمكنه الكشف عن المتفجرات المختلفة والتمييز بينها، ولكن من أجل البحث عن قنبلة يجب أن يعرف الجراد من أي اتجاه تنبعث الرائحة.
ويقول رامان: "عندما تكون قريبًا من المقهى تكون رائحة القهوة أقوى، وعندما تكون بعيدًا تقل رائحتها. هذا ما كنا نبحث عنه".
.