تعزيز الأمن ومراقبة الإنترنت بعد انفجار لندن.. والمهاجم هارب
بريطانيا تنشر المزيد من رجال الشرطة المسلحين وجنود الجيش في الشوارع وتشدد رقابة الإنترنت بعد هجوم لندن بينما لا يزال المنفذ هاربا
نشرت الحكومة البريطانية 1000 شرطي مسلح وجندي بالجيش في جميع أنحاء البلاد وخاصة العاصمة لندن بعد انفجار عبوة ناسفة في إحدى محطات قطار الأنفاق، الجمعة، في هجوم ما زال منفذه هاربا دون التعرف على هويته، وسط توقعات بتشديد القبضة الأمنية على الإنترنت لمنع وقوع المزيد من الاعتداءات.
وتأتي خطة تعزيز كثافة القوات الأمنية في لندن ضمن إعلان رئيسة الوزراء تريزا ماي برفع حالة التأهب من "حاد" إلى "حرج" عقب انفجار قنبلة في محطة بارسونز جرين، ما أسفر عن إصابة 29 شخصا من ركاب المترو.
وقالت ماي، في خطابها بعد الهجوم، إن الناس سيرون المزيد من الشرطة المسلحة في الشوارع وشبكات المواصلات لتعزيز الحماية للمواطنين، وسط مخاوف من أن ينفذ الإرهابي الهارب والمتواطؤون معه هجوما جديدا.
وتقضي العملية الأمنية الجديدة في بريطانيا باستبدال جنود الجيش لقوات الشرطة المكلفة بتأمين منشآت حيوية مثل مفاعلات الطاقة النووية، ما من شأنه إتاحة المزيد من ضباط الشرطة المسلحين لتأمين الشوارع والمواصلات العامة وإجراء الدوريات الأمنية.
أما عن رفع حالة التأهب إلى مستوى "حرج"، فهو يعني أن هجوما إرهابيا جديدا في بريطانيا قد يكون حتميا، حسب قرار المركز البريطاني المشترك لتحليل الإرهاب، والذي أعلنته ماي في خطابها.
وفي سياق آخر، قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن تريزا ماي ستأمر أكبر شركات على الإنترنت وعلى رأسها فيسبوك وجوجل ومايكروسوفت، بإحكام قبضتها على التطرف على الوسائل الإلكترونية بعد هجوم مترو لندن.
وأوضحت الصحيفة أن السبب وراء توجيهات ماي المتوقعة لعمالقة الإنترنت هي أن العبوة الناسفة التي استخدمها الإرهابي في بارسونز جرين يمكن صنعها في دقائق عن طريق اتباع بعض الإرشادات المتاحة على الإنترنت من خلال البحث على جوجل.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيسة الوزراء ستستضيف قمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تحذر خلالها عمالقة الإنترنت بأنه يتعين عليهم بذل المزيد من الجهود لمكافحة الإرهاب على الوسائل الإلكترونية.
ومن جانب آخر، ما زالت القوات الأمنية البريطانية في عملية مطاردة مفتوحة بحثا عن منفذ الهجوم الذي يعتقد أنه هرب وسط موجة الذعر التي أصابت الركاب بعد الانفجار، وتم التعرف على هويته بعد فحص مئات من ضباط الشرطة لتسجيلات عشرات الكاميرات التي تغطي شبكة أنفاق لندن.
وقال مساعد مفوض شرطة لندن، مارك رولي، أبرز ضابط بمكافحة الإرهاب في بريطانيا، إن الشرطة تطارد "مشتبه بهم عديدين"، مؤكدا أن الشرطة شرعت في تحقيق معقد حيث يعمل الضباط على فحص الصور التي أرسلها شهود العيان من مكان الواقعة.
وأكد رولي أن شرطة لندن تحرز تقدما ممتازا في متابعة خيوط التحقيق للتعرف على وتحديد مكان واعتقال المسؤولين عن الهجوم الإرهابي، موضحا أن شهود العيان أرسلوا 77 صورة وفيديو يتم فحصها حاليا.
وأضاف رولي أن المحققين تحدثوا مع عشرات من شهود العيان بجانب استقبالهم عددا كبيرا من المكالمات الهاتفية على الخط الساخن للشرطة.