سبعيني كفيف تحدى الموت في قلب حريق لندن
لبيدو بونيفاسيو، الجد صاحب الـ70 عامًا والمصاب بعمى جزئي، الذي تم إنقاذه بأعجوبة من شقته بالدور 11 بعد 12 ساعة من نشوب الحريق.
في منتصف قصص الموت واليأس التي أعقبت حريق برج جرينفيل في لندن، كان هناك قصة جمعت بين الأمل وتحدي الموت للبقاء.
أوردت صحيفة "تليجراف" البريطانية جانبًا من حريق برج لندن، وهي قصة عن إلبيدو بونيفاسيو، المعروف بإلبي، الجد صاحب الـ70 عامًا والمصاب بعمى جزئي، الذي تم إنقاذه بأعجوبة من شقته بالدور 11 بعد 12 ساعة من نشوب الحريق.
بعد وفاة العشرات من قاطني البرج، وقف بونيفاسيو بنافذته، ملوحًا بيأس، متوسلًا كي تأتي إليه خدمات الطوارئ لمساعدته.
وبينما كان المبنى قد اشتعلت فيه النيران، بدأ إلبي في الصلاة، وقامت كاميرات التليفزيون بتصويره.
من المثير للدهشة، أنه بمرور الوقت كان هناك افتراض بأن من لم يتمكنوا من الخروج من المبنى قد توفوا، لكن في المقابل كان السيد بونيفاسيو حيًا عندما تم نقله من شقته.
وأوضحت عائلته أنه دخل في حالة غيبوبة ويرقد بالعناية المركزة؛ حيث استنشق كثير من الدخان.
وكشف ابنه الأكبر جوردون بونيفاسيو، 41 عامًا، أنباءً جيدة في رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يشكر فيها خدمات الطوارئ، قائلًا: "شكرًا جزيلًا للجميع على رسائلكم الطيبة الداعمة".
وأضاف: "الكلمات لا يمكنها وصف شجاعة فريق الإطفاء الذين خاطروا بحياتهم لإخراجه.. إنه لم يتعاف كليًا بسبب استنشاق الدخان الكثيف".
من ناحية أخرى، بينما كانت شوارع المدينة ممتلئة بالرماد، ومواقع التواصل الاجتماعي مدججة بمنشورات تعبر عن القلق، طالب أسر قاطني برج جرينفيل في لندن، الخميس، بمعلومات عن أحبائهم المفقودين بعد يوم من اندلاع الحريق.
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية جانب آخر لأزمة الحريق، حيث كتب آدم سميث عبر موقع "تويتر": "أمي مفقودة، اسمها شيلا، 84 عامًا، كانت تقطن بالطابق الـ16 بالبرج".
وكتبت ميرنا سليمان عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في محاولة للعثور على صديقها اللاجئ السوري: "ساعدونا في العثور على محمد الحاجالي، عائلته قلقة بشدة عليه وشقيقه في المستشفى".
وعلق الجيران في تلك الزاوية من غرب لندن منشورات على فروع الأشجار عن الأشخاص المفقودين، كما كان هناك أكياس مملوءة بالملابس المتبرع بها لأولئك ممن أصبحوا بلا مأوى بسبب الحريق.
وقالت الشرطة ،الخميس، إن 17 شخصًا على الأقل قتلوا خلال الحادث، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد.
ولم تقدم السلطات، التي لاتزال غير قادرة على دخول وتفتيش المبنى المكون من 14 طابقًا، رقمًا رسميًا للأشخاص المفقودين، لكن عشرات العائلات يقولون إنهم لا يزالون ينتظرون إجابات.
الخميس، وبعد أكثر من 30 ساعة من نشوب الحريق، تحولت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي من حالة الأمل إلى اليأس.
قال لي دايسون، عير "فيسبوك"، الأربعاء: "إذا رأى أحدكم والدي، برجاء إخبارنا"، وبحلول الخميس، كتب "دايسون": "لا زلنا نصلي من أجله"، مرفقًا صورة لوالده.
كان رجال الإطفاء، الخميس، لايزالون يعملون على جعل ما تبقى من البرج آمنًا لمواصلة البحث.
وقال قائد شرطة المدينة، ستيوارت كوندي، في بيان: "سيستغرق الأمر فترة طويلة، والمبنى يحتاج لجعله آمنًا، لكني أؤكد مجددًا أنها ستكون عملية مطولة".