الوحدة تضعف القدرة على الإقلاع عن التدخين
باحثون من جامعة بريستول توصلوا إلى أن الوحدة تزيد احتمالية بدء التدخين وكمية السجائر اليومية بينما تقلل احتمال الإقلاع عنه بنجاح
توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن قضاء فترات طويلة في وحدة مثل تلك التي نمر بها حاليا بسبب وباء كورونا المستجد، تجعل عادات التدخين أكثر سوءا.
وأشارت الدراسة التي قام بها فريق من جامعة بريستول إلى أن الوحدة تزيد احتمالية بدء ممارسة عادة التدخين وعدد السجائر التي يتم تدخينها يوميا، بينما تقلل احتمالية الإقلاع عن التدخين بنجاح حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
واستخدم الباحثون بيانات وراثية واستطلاعية خاصة بمئات آلاف الأشخاص ليخلصوا إلى أن الوحدة سبب مباشر للتدخين. وأوضحوا أن الجينات تؤثر على مقدار ما نأكله وننامه ونشربه وما ندخنه، بالإضافة إلى العديد من السلوكيات اليومية الأخرى.
ومن بين الأسباب التي دفعت الأشخاص للتدخين: اعتبار السجائر مصدر للراحة أو تخفيف للقلق أو توفير نشاط يمكنه أن يملأ وقت الفراغ الطويل في العزل المنزلي. لكن على عكس من ذلك، وجدت الدراسة أن التدخين يؤدي في الواقع إلى زيادة الشعور بالوحدة على الأرجح بسبب تداخل النيكوتين مع الدوبامين في المخ.
وقال الباحثون إنه من المحتمل أن تقلل مشاعر الوحدة أو الاكتئاب المرتبطين ارتباطا وثيقا من قدرة الناس على مقاومة الإمساك بسيجارة. بالإضافة إلى أن الملل الذي قد ينشأ من الشعور بالوحدة ربما يزيد أيضا من ميل الناس إلى التدخين. علاوة على أن الذين يشعرون بالوحدة قليلا ما يحصلون على دعم اجتماعي لمساعدتهم في محاولاتهم للإقلاع عن العادة السيئة.
ووجد متعقب كوفيد-19 في المملكة المتحدة أن 2.2 مليون بريطاني أصبحوا يدخنون أكثر مقارنة بما قبل العزل المنزلي بالإضافة إلى أن الوحدة زادت بين كثير من الأسر بسبب انتشار الفيروس.
من جهة أخرى توصل بحث جديد نشرته مجلة علم الأعصاب إلى أن الشعور بالوحدة يحدث تغييرا في كيفية تمثيل المخ للعلاقات الاجتماعية.
وقال الباحثون من جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا إنه توجد منطقة في المخ تعرف ب"قشرة الفص الجبهي الوسطى" أو mPFC اختصارا، ووظيفتها الحفاظ على خريطة مهيكلة لدوائر الشخص الاجتماعية اعتمادا على التقارب بينه وبين الآخرين.
واستخدم الباحثون تصويرا بالرنين المغناطيسي الوظيفي لفحص نشاط دماغ المشاركين أثناء تفكيرهم في ذاتهم والأصدقاء المقربين والمشاهير والمعارف. وتسبب التفكير في شخص ما من كل فئة في إثارة نمط نشاط مختلف في mPFC، وكلما كانت العلاقة أقرب، كان النمط أشبه بالنمط الناتج عند التفكير في الذات.
ووجد الباحثون أن أنماط المخ اختلفت لدى الذين يشعورن بالوحدة إذ كان النشاط المتعلق بالتفكير في الذات أكثر اختلافا عن النشاط المرتبط بالتفكير في الآخرين بينما كان النشاط الناتج عن التفكير في الآخرين أكثر تشابها في الفئات الاجتماعية.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز