هجرة الطيور المغردة.. ما وراء الجينات الأكثر صمودا في وجه تغيرات المناخ

هناك بعض الأنواع من الطيور المغردة التي تهاجر لمسافات طويلة، وتمر عبر رحلتها الشاقة بالكثير من المخاطر، لكن تلك الهجرة متأصلة منذ زمن طويل في تاريخها التطوري، وهي جزء أساسي من دورة حياتها.
وعلى الرغم من تعرضها لضغوطات التغيرات المناخية التي تتمثل في حالة الطقس والظواهر المتطرفة، إلا أنّ تلك الطيور كانت أكثر قدرة على الصمود.
وقد كشفت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بحثية من كندا والولايات المتحدة الأمريكية عن أنّ الطيور التي تسافر لمسافات طويلة تتمتع بتنوع وراثي أكبر من الأنواع التي لا تهاجر أو تسافر لمسافات قصيرة. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن" (Nature Ecology & Evolution) في 20 مايو/أيار 2025.
تنوع جيني
يُشير مصطلح التنوع الجيني إلى الاختلافات في التركيب الجيني بين أفراد النوع الواحد أو بين الأنواع المختلفة. وعندما يكون التنوع الجيني عالٍ؛ فهذا يعني أنّ المجموعة لديها نطاق واسع من المتغيرات الجينية، ويمكن من خلاله التعرف على التاريخ التطوري للطيور.
تحديات
يواجه الباحثون بصورة عامة العديد من التحديات عند دراسة جينات الطيور وتطورها؛ خاصة وأنّ تكلفة تقنية التسلسل الجيني عالية، إضافة إلى أنّ الطيور قريبة لبعضها بصورة كبيرة، وهذا يعني أنّ جينوماتها التي يريد الباحثون فحصها من المحتمل أن تكون متشابهة. لكن هناك أمر شجعهم على إكمال البحث والتصميم على إنجازه، وهو أنّ تلك الطيور لديها استراتيجيات هجرة مختلفة.
لذلك، عزم مؤلفو الدراسة على جمع عينات لمجموعات الطيور في جميع أنحاء الغابات الشمالية منذ ما يزيد عن 15 عامًا؛ آملين أن يُكملوا هذا البحث. وحانت الفرصة لإتمام بحثهم.
تحليل
قام الباحثون بتسلسل 1700 جينوم من 35 نوعًا من الطيور. بعد ذلك، صمموا تحليلًا حاسوبيًا ساعد الباحثين في البحث في الأنماط الجينية داخل كل نوع. تلك الأنماط الجينية تساعد الباحثين على تحديد التدفق الجيني للطيور عبر مجموعات الطيور في الغابات الشمالية.
وماذا وجدوا؟
خلص الباحثون للعديد من النتائج، لعل أبرزها وأكثرها إثارة للدهشة هو أنّ الطيور التي تسافر لمسافات طويلة كانت هي الأكثر تنوعًا جينيًا. ويحذرون أيضًا من إزالة الغابات؛ خاصة وأنها البيئة التي تستقر فيها الطيور للتكاثر. من جانب آخر، شددوا على أنّ الظواهر الطقسية المتطرفة المصاحبة للتغيرات المناخية من شأنها أن تؤثر سلبًا على قدرات الأنواع على الطيران وعلى أماكن تكاثرها.