حل لغز الشعور بالإرهاق طويل الأمد بعد التعافي من كورونا
تعرّف حالة "كوفيد طويل الأمد" بأنها مجموعة من الأعراض التي تستمر لمدة 4 أسابيع أو أكثر بعد الإصابة الأولية بفيروس كورونا.
يمكن أن يكون "كوفيد طويل الأمد" منهكًا للمرضى، ويؤثر على قدرتهم على العمل والعيش حياة طبيعية، ولا يوجد علاج محدد لكوفيد طويل الأمد، ولكن يركز العلاج على إدارة الأعراض.
وكشف علماء من جامعة أمستردام الهولندية عن سبب بيولوجي للتعب المستمر الذي يعاني منه مرضى كورونا طويل الأمد.
ووفقًا لدراستهم، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، يعود سبب التعب المستمر بعد التعافي من كورونا إلى الميتوكوندريا في الخلايا العضلية التي تنتج طاقة بمعدل أقل.
قادت ميشيل فان فوجت، أستاذة الطب الباطني في جامعة أمستردام الطبية، الدراسة التي شملت 25 مريضا يعانون من كوفيد طويل الأمد و21 شخصًا سليما، وطُلب منهم ركوب الدراجة لمدة 15 دقيقة.
أظهر اختبار ركوب الدراجات تفاقم الأعراض للمرضى المصابين بكوفيد طويل الأمد، ما يُعرف بالضيق بعد الجهد.
قام الباحثون بفحص الدم والأنسجة العضلية قبل وبعد الاختبار للكشف عن التأثير البيولوجي للتعب.
أوضحت فان فوجت أن هناك تشوهات واضحة في العضلات لدى المرضى، حيث أظهرت الفحوصات أن الميتوكوندريا، والتي تُعرف أيضًا بمصانع الطاقة في الخلية، تعمل بكفاءة أقل وتنتج طاقة أقل، ما يشكل سببًا بيولوجيًا للإرهاق.
وأضافت أن هذا الاكتشاف يفتح الباب للبحث عن علاج مناسب لمن يعانون من مرض كوفيد طويل الأمد، حيث يعنى الاكتشاف أن هناك تأثيرًا بيولوجيًا على قدرة المريض على القيام بالأنشطة اليومية، مثل التفكير والحركة.
وتشدد الدراسة على أن ممارسة الرياضة قد لا تكون مفيدة دائمًا للمرضى الذين يعانون من كوفيد طويل الأمد، وتوصي بضرورة الحفاظ على حدود النشاط البدني لتجنب تفاقم الأعراض.