لا يكف الإعلام التحريضي ومنصات التنظيمات الإرهابية، الممولة من جهات خارجية وتعمل بتوجيهاتها، عن محاولات الإساءة إلى دولة الإمارات.
بل إن هذه الجهات تمارس التشكيك في نية الإمارات العربية وأدوارها القومية، التي تتحمل في سبيلها الكثير على المستويات السياسية والإنسانية والمادية، سواء من خلال تضحياتها بدماء أبنائها كشهداء دفاعاً عن سيادة أمن اليمن الشقيق ودعم الشرعية به، أو التزامها بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية، والإسهام في دعم الاستقرار والسلم الدوليين، أو من خلال توجيه مواردها المالية الضخمة لمساعدة الشعوب العربية في تجاوز محنتها، التي تعمقت واتسعت رقعتها منذ اندلاع موجات الفوضى، التي لعبت فيها تنظيمات الإرهاب ودول إقليمية عدة أدوراً مشبوهة، لتمكين هذه التنظيمات من إعادة هندسة الواقع الجيواستراتيجي العربي.
ويشير الواقع الإقليمي إلى أن الإمارات تتحمل، منذ عام 2011 على وجه التحديد، أعباء ومسؤوليات كبيرة في سبيل الدفاع عن مرتكزات الأمن القومي العربي وصون مصالح الشعوب العربية في مواجهة أطماع القوى الإقليمية التوسعية، التي ترى في اللحظة العربية الراهنة فرصة سانحة للتمدد استراتيجياً على حساب وحدة وسيادة وأمن بعض دول المنطقة.
والمؤكد أن مواقف الإمارات وسياساتها الراهنة لا تنفك عن القيم والمبادئ التي تؤمن بها القيادة الرشيدة منذ تأسيس اتحاد الإمارات.
ففي تونس على سبيل المثال، قدمت الإمارات نموذجا مشرفا للوعي القومي والإحساس العميق بالمسؤولية تجاه الشعوب العربية، حيث نستذكر مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد أن تلقى اتصالاً هاتفياً في الحادي عشر من يوليو الماضي من الرئيس التونسي قيس سعيد، لبحث تداعيات أزمة كورونا، وأكد سموه دعم الإمارات ومساعدتها لشعب تونس الشقيق في مواجهة ظروف هذا الوباء "حيث التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار"، ووجه سموه بتقديم 500 ألف جرعة من لقاح "كوفيد-19"، علماً بأنها ليست المرة الأولى التي توفر خلالها الإمارات الدعم الطبي إلى تونس الشقيقة، حيث أرسلت خلال نوفمبر 2020 طائرة تحمل مواد طبية عاجلة شملت 11 طناً من المعدات الطبية وأجهزة الفحص والتشخيص، إلى جانب أجهزة تنفس صناعي ووحدات متنقلة لهذا الغرض وأدوات حماية ووقاية للعاملين في القطاع الطبي.
التنظيمات والجماعات الإرهابية ومن يمولها من قوى ودول خارجية، تلقي باللوم عند كل هزيمة لها ولمشروعاتها الإرهابية على الإمارات، بسبب إنجازاتها وتطورها ومصداقيتها ومكانتها الإقليمية والعالمية.
وبعد إصدار الرئيس التونسي، قيس سعيد، مساء الأحد الموافق الخامس والعشرين من يوليو الماضي، قرارات بإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه وتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، قال معالي أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، عبر تغريدة على حسابه على موقع "تويتر" إن زعيم "النهضة" زج باسم الإمارات لتبرير تقصيره، مطالباً إياه بالنظر إلى أحداث بلاده من منظور داخلي، وأضاف في تغريدة أخرى: "تعودنا الزج باسم الإمارات من قبل هذه الجهات لتبرير قصور محلي وهيكلي"، وتابع: "نصيحتي أن تكون قراءته داخلية لأحداث بلاده، فستكون بالتأكيد أدق ولعلها أنفع".
إن حقد الحاقدين، ومن يمولهم ممن يعيشون عقدة النقص الإخوانية، يجعلنا في الإمارات نفتخر ونفاخر بقيادتنا الرشيدة ونصطف خلفها على قلب رجل واحد، فنحن واثقون في حكمة قادتنا، ولن تؤثر علينا ولا على الملايين من الشعوب العربية والإسلامية الحملات الدعائية الخبيثة وأبواق التحريض، التي تقف وراءها تنظيمات الإرهاب وأنظمة بالمنطقة تمولها وتدعمها إعلامياً.
تبقى المواقف خير شاهد على وعي الإمارات بمسؤولياتها وواجباتها تجاه أشقائها العرب في مواجهة مخططات الفتن والتحريض ونشر الفوضى واختطاف الدول ومقدراتها لتحقيق مصالح القوى الإرهابية ورعاتها الإقليميين، ويبقى دور الإمارات في هذه الحقبة التاريخية مثالاً على تحمل الأعباء من أجل أداء الواجب وصون مصالح الشعوب العربية.
فالمواقف تبقى لتخلد للدول والقادة تاريخاً مشرفاً من العطاءات والبطولات والتضحيات، التي تسهم في بناء مستقبل أفضل لمئات الملايين من الشباب العربي، الذي يرى في الإمارات ونموذجها المعيشي والتنموي حلماً نتمنى أن يسود كل ربوع المنطقة العربية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة