نجاح أي دولة في إدارة أزماتها هو برهان على قوتها، فدولة الإمارات برهنت على ذلك بنجاحها في إدارة أزمة جائحة فيروس كوفيد-19 منذ بدايتها.
الدولة قامت بمكافحة الأزمة بخط دفاعها الأول من أطباء وممرضين وعمال نظافة ومتطوعين، وخصصت الحكومة ميزانية مرنة مباشرة وصلت إلى 256 مليار درهم للحد من تأثيرها على المجتمع.
المؤشرات الطبية، التي تبرزها المنصات الصحية في الإمارات، دليل على صحة المنهج المتبع في الوقاية الصحية، فقد حرصت الدولة على الاستعانة بالتطور العلمي والتكنولوجي، على نحو لافت، في مكافحة كورونا، الذي أدخل العلماء والدول في سباق ضد الزمن لأجل تطويق الوباء.
الإمارات نجحت في توظيف التكنولوجيا في المعركة ضد كورونا، وقامت باعتماد وسائل ذكية لأجل الكشف عن حاملي العدوى في أسرع وقت ممكن، وتطوير تقنيات علاجية تسرعُ شفاء المصابين.
على هذا النسق، نرى أن التطور التكنولوجي والتحول الرقمي جعلا من الإمارات الرقمية عناصر أساسية لتعزيز المهارات الصحية والتعامل مع المتطلبات الصحية للسكان.
بذلك، تُعد دولة الإمارات من الدول التي أجرت أكبر عدد من فحوص كورونا من حيث التناسب مع عدد السكان، وجرى الاعتماد في الدولة على عدد من المنصات الذكية.
وتشير بيانات "الصحة" إلى أن دولة الإمارات أجرت أكثر من مليون و600 ألف فحص، وكانت من أولى الدول التي اعتمدت تقنية الفحص من المركبة.
تحرص القيادة على صحة المواطنين والمقيمين لإيمانها بمسؤوليتها الإنسانية، ذلك يجسده قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأننا: "استثمرنا لمدة 10 سنوات في التعلم الذكي.. وفي الخدمات الإلكترونية والذكية.. وفي تعزيز الجاهزية لحالات الطوارئ والكوارث.. واليوم نجني الثمرة عبر الاستمرارية والاستباقية في التعامل مع الظروف الصحية العالمية".
فرضت جائحة كوفيد-19 تحديات أمام الدول والمجتمعات وأربكت الحدود وعزلت البشر وباعدت بين الأسر والأصدقاء، أي صنعت مجتمعات بسلوكيات جديدة مختلفة عن سابقتها، يسودها التوجس والخوف، كما تشيعه وسائل التواصل الاجتماعي، لكن في الإمارات الصورة تختلف تماماً، المواطنون والمقيمون يتمتعون بروح عالية من التفاؤل والإيجابية، ذلك لأن الدولة بقيادتها ومسؤوليها يبثون الروح الإيجابية ويبشّرون ولا يُنفّرون.
إن حب الخير والتسامح والتعايش والتضامن، يولد طاقات إيجابية، تُترجم على شكل مساعدات إنسانية وطبية، تبث روح التضامن والتكافل مع الآخر، وتمثل حماية للإنسان عندما يتصالح مع نفسه، ومع الآخرين، تنطلق كوامنها لتشكل هالة روحية تزيد المناعة لتخفف وطأة الوباء.
هذه الخيرية تتصف بها شخصية الإمارات، بجذورها الممتدة في القدم، وما تقدمه دولة الإمارات من مساعدات لدول أخرى هو صدقة وحسابها عند الله عظيم، والصدقة تدفع الأذى، لنقل دون مراء أن هذه الطاقات الخيرية الإيجابية تمثل قوىً روحية غر مرئية عساها تحمي الإمارات وأهلها، بإذن الله.
ولبث روح التفاؤل، توجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى شعب الإمارات بقوله: "أريد أن أطمئن كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة أن الإمارات -بعون الله- قادرة على تأمين الدواء والغذاء إلى ما لا نهاية.. فالدواء والغذاء خط أحمر".
ودعا إلى التحلي بالإيجابية وروح التفاؤل التي تعلمناها من والدنا "زايد" في مواجهة التحديات كافة.
تتحرك دولة الإمارات اليوم كفريق واحد لعبور هذه الفترة الاستثنائية التي يمر بها العالم، ونحمد الله على هذه الروح الطيبة، ونحمد الله على هذا البلد الآمن.. ونحمد الله على هذا الشعب المتعاضد والمتكاتف، وكلنا يقين بالله بأن دولة الإمارات ستعبر هذه الأزمة قوية وآمنة.
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة