تركيا الخاسرة وفلسطين الرابحة.. خبراء يجمعون بندوة السلام الإماراتي
الإمارات اتخذت خطوة معاهدة السلام بناء على إدراك عقلاني لأهدافها ومصالح المنطقة العربية بالكامل، وفق ابتسام الكتبي.
أجمع خبراء سياسيون على أن تركيا هي الخاسر الأكبر من معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، بينما فلسطين هي الرابح الأبرز.
جاء ذلك خلال ندوة افتراضية نظمها مركز الإمارات للسياسات، اليوم الأربعاء، تحت عنوان " المعاهدة الإماراتية-الإسرائيلية: الدلالات والتحولات الاستراتيجية المحتَملة".
وقالت د. ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات، إن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل تاريخية وهي الأولى منذ 25 عاما.
وأكدت أن الإمارات اتخذت خطوة معاهدة السلام بناء على إدراك عقلاني لأهدافها ومصالحها الاستراتيجية، ومدى الانعكاسات الإيجابية على المنطقة العربية بالكامل.
من جانبه، قال الدكتور زيد عيادات، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، إن تركيا هي الخاسر الأكبر من معاهدة السلام، والقضية الفلسطينية الرابح الأبرز.
وأوضح عيادات، أن المعاهدة أعادت إحياء القضية الفلسطينية للطاولة مرة أخرى ووقف عملية الضم الإسرائيلية.
كما طالب الجانب الإسرائيلي، بأهمية تقديم نموذج يشجع الدول العربية على الاتفاق معا وخلق منظومة تدعم الاستقرار والازدهار.
وقال عيادات، إن الإمارات اتخذت قرارا تاريخيا بمعاهدة السلام مع إسرائيل، مؤكدا أن الوظيفة الأخلاقية العليا لأي دولة تقاس بمدى الحفاظ على أمنها وأمن مواطنيها واستقرارها.
وتوقع عيادات، أن تتخذ عدة دول أخرى نفس خطوة الإمارات بالسلام لتعزيز استقرار المنطقة، مشيرا إلى وجود قوى في المنطقة تسعى لخلق الفوضى والإرهاب.
من جانبه أكد د.عبدالمنعم سعيد رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خلال الندوة، أنه على مدى سنوات المقاطعة العربية لإسرائيل والأراضي الفسطينيية تتقلص.
وأوضح د.عبدالمنعم سعيد، أن الولايات المتحدة تبحث عن استقرار المنطقة للتفرغ في مواجهة الخطر الإيراني والتركي بالشرق الأوسط.
وقال رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن معاهدة السلام بالغة الأهمية في المنطقة وشكلت حقيقة وواقعا جديدا في المنطقة العربية.
وأوضح، أن ما سمي بالربيع العربي أدى إلى تدخل إقليمي من قبل إيران وتركيا ونشر الفوضى والإرهاب والتطرف، مؤكدا أن قوى الإرهاب بالغة الشراسة ولا يمكن نسيان عمليات التخريب الإيرانية والتركية.
وقال سعيد، إنه "آن الأوان للشرق الأوسط أن يلحق بركب التغيير كما حدث في أنحاء عدة بالعالم ونحتاج إلى التركيز على الجوانب التكنولوجية والاستثمارية للنهوض بالمنطقة".
وأضاف، أنه لا يمكن ربط مصالح الشرق الأوسط بالكامل بعقبة التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى الانقسام الفلسطيني الذي أضر المنطقة بالكامل، وتابع قائلًا: "هناك سلاح وتهريب يتم من غزة للإرهاب في مصر".
وكانت الإمارات وضعت حدا لسياسة "رد الفعل" التي ظلت لعقود نهجا في التعاطي مع القضايا الإقليمية، بعقد معاهدة سلام مع إسرائيل.
ومنذ الإعلان عن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية في 13 أغسطس/آب الماضي، رسم هذا البلد الساعي أبدا لاستشراف المستقبل لا انتظاره، حدود المبادرة بالتأكيد على أن القرار يشكل عملا سياديا لدولة حرة من أجل قطع الطريق على المزايدات في سوق المتاجرين بالقضية الفلسطينية.