لويزا يونج لـ"العين": القلب الإنساني "ثيمة" تجمع آداب العالم
بوابة العين تحاور الكاتبة والروائية البريطانية لويزا يونج صاحبة الكتب الأكثر مبيعا على هامش مشاركتها في "مهرجان القاهرة الأدبي"
زيارتها للقاهرة ربما تكون فرصة رائعة للقاء أديبات من مختلف أنحاء العالم، ولكنها أيضا فرصة لها ككاتبة عاشقة لتلك المدينة لالتقاط تفاصيل حياتية جديدة تدفعها وبقوة على حد تعبيرها للبدء في مسودة كتاب جديد.
هكذا قالت الكاتبة والأديبة البريطانية لويزا يونج، التي التقتها "بوابة العين الإخبارية" في المجلس الثقافي البريطاني على هامش حضورها لفعاليات مهرجان القاهرة الأدبي هذا العام.
المهرجان خصص دورته الثالثة تحت شعار (المرأة.. حبر الكتابة وروحها) بمشاركة 50 كاتبا وكاتبة من 18 دولة، من بين المشاركات الكاتبة البريطانية لويزا يونج، وهي صحفية وكاتبة روائية بريطانية استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة في مجال الأدب، حتى إنها حصلت على جائزة الكاتبة الأكثر مبيعا فى الأدب الروائي البريطاني.
رجل أم امرأة؟
تحدثت لويزا عن مشاركتها خلال مهرجان القاهرة الأدبي منها منصة ندوة "الكتابة النسائية المعاصرة" بمسرح الروابط، والتي شاركت بها مع كل من الكاتبة والمخرجة الأمريكية ماريسا سيلفر، والكاتبة والناقدة الكندية كيم إكلين، والكاتبة المصرية أمينة طلعت، وقالت لـ"العين": "تحدثنا عن مصطلح أدب المرأة، وتساءلنا هل هناك فروق بين أسلوب السيدات في الكتابة سواء كان نصا أو شعرا وبين أسلوب الرجال؟".
خلال الندوة التي تتحدث عنها يونج قالت إن الكاتبات النساء كن قديما يتظاهرن بأنهن رجال حتى يتمكن من النشر، ودللت على قولها بأن هذا كان ما حدث مع كاتبات شهيرات في بداية حياتهن مثل "جين إير" و"جين أوستن" في القرن التاسع عشر، وأضافت "حتى أن جي كي رولينج مؤلفة هاري بوتر الشهيرة اضطرت إلى تغيير اسمها لأن الأطفال لن يقرأوا لامرأة" على حد تعبيرها.
وتابعت لويزا أن هناك افتراضا أن أعمال الكاتبات بنسبة ٨٥ بالمائة يتم شراؤها وقراءتها من قبل النساء، متسائلة هل يمكن للقارئ التمييز أو معرفة من الكاتب سواء كان رجلا أو امرأة؟
نجيب محفوظ
مسألة الكتابة النسوية أو تمييز المشاركة النسائية عن الرجال في الكتابة أمر يشغل يونج، ولكن بشكل غير منحاز تماما، فعلى حد تعبيرها "أحيانا يكون الرجل منحازا جدا تجاه المرأة أكثر من السيدات أنفسهن، لا أعرف كيف يختلف هذا الأمر مثلا في مصر عن بريطانيا، ولكن على سبيل المثال فإن كاتبا كنجيب محفوظ كتب كثيرا عن كل أفراد العائلة وأشعر وأنا أقرأ أعماله أنني أتعرف على كل قطاعات المجتمع، الفقير والغني، داخل البيت وخارجه، لذلك أرى أن من يكتب عن نوع واحد من البشر قد يكون للوهلة الأولى لطيفا، لكنه لا يمكنه أبدا أن يكون كاتبا مكتملا، بما في ذلك الكاتب الذي يتجنب الكتابة عن المراة وقضاياها لأنه لا يكتب عن العالم بشكله المتكامل".
ولدت لويزا يونج بالعاصمة البريطانية لندن، عملت بالصحافة في كل من صحيفة "الجارديان" ومجلة "ماري كلير" المعروفة، ترجمت أعمالها الأدبية إلى 32 لغة حتى الآن، ومن أشهر أعمالها " "Devotion" و "Dear..I wanted to tell you"، علاوة على ثلاثيتها عن مصر التي تتحدث عنهم بابتسامات مضيئة تستدعي بنوستالجيا لافتة ذكريات أولى رواياتها على الإطلاق وهي "Baby love" ،التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة "أورانج"، وفيها قررت أن تكون بطلتها راقصة باليه وتعيش في مصر، تقول "لم أكن وقتها قد زرت مصر بعد، كنت أعلم فقط أنها بلد تعج بالقصص والحكايات تجمع بين التاريخ والمعاصرة، فقررت أن تكون بطلتي من هناك، وبعدها قررت زيارة مصر لأستكمل حكاية بطلة روايتي الأولى، وكتبت روايتي الثانية Desiring Cairo من قلب مشاهداتي للقاهرة".
شجرة الدر
تتحدث يونج بعشق لافت عن القاهرة، تعتبر أنها ملهمة لأي كاتب "أنظر أمامي فأرى معبدا، ثم أنظر بزاوية فأرى مسجدا، أمشي خطوات قليلة فيلفت نظري فندق فخم به نزلاء في غاية الفخامة، ثم ألتفت فأرى مناطق فقيرة، كل هذا في مدينة واحدة".
بالحديث إلى يونج وتأمل أسلوبها في الكتابة ترى أنها شديدة الولع بتفاصيل المكان، وربما كان هذا ما عزز تجربة ثلاثيتها الدائرة بين لندن ومصر، وروايتها الثالثة هي Tree of Pearls وهي مستوحاة من شخصية "شجرة الدر" التاريخية، ولكنها حسبما تقول لـ"العين": "تدور في قالب معاصر مستمد من تلك الشخصية التاريخية المدهشة، وتتشابك أحداثها ما بين رومانسية وجريمة.. إطار معقد قليلا".
تدلل يونج بمثال بسيط على سيطرة التفاصيل المتحركة على وجهة الكتابة تقول" وقوفك على باب البيت، نظرتك من الشباك، مرور قطة، نداء بائع، شيء يطير بفعل عاصفة، كل تلك تفاصيل، وفي المكان الذي أعيش فيه لندن، يقطن عدد كبير من اللبنانين والسوريين والمصريين، هذا التعدد خصب جدا للكتابة".
الرحمة
تتحدث يونج عن الأدب بنظرة أشمل وتقول "أعتقد أن أفضل الكتب هي التي تجعل القارئ يشعر ولو قليلا أنه شخص آخر تماما من خلال شخصيات الرواية، لو استطاعت رواية أن تجعلك تعيش قليلا داخل رأس شخص آخر فهي رواية ناجحة، نجاح الأدب هو أنه يجعلنا نشعر بالآخر ونعيش تجربته ومن ثم يجعلنا أكثر شعورا بالرحمة تجاه الآخرين".
ليونج تجربة أيضا في الكتابة للأطفال حتى صدرت لها 5 كتب شاركتها في تأليفها ابنتها إيزابيل وهي سلسلة "lionboy"، وترجمت هذه السلسلة إلى 36 لغة وتم بيع حقوق تحويلها لفيلم سينمائي للشركة المخرج ستيفن سبيلبرج.
الحدود
تعتبر لويزا يونج أن "القلب الإنساني" هو الثيمة التي تجمع آداب العالم، ويجعله عابرا للحدود، تقول" ما يجمعنا هو القلب الإنساني، ربما حبنا للمحيطين بنا أو سخطنا عليهم، ربما لدينا أطفال أو ليس لدينا، ربما نحلم أن نصبح فنانين أو نسعى للسفر، ربما سعينا للتعلم، الصراعات والرغبات تجمعنا، كل امرأة في العالم تسعى أن تجد مكانها حتى مع اختلاف التقاليد، في النهاية هي توازنات كثيرة، والمرأة في العالم كله تسعى لأن تحتفظ بعلاقة جيدة مع نفسها، ومن ثم تعيش في حالة من التوازن".
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA=
جزيرة ام اند امز