العين تحاور كاتبة "الحب لم يعد مناسبا".. الإيطالية ميلّا فينتوريني
"العين" التقت الكاتبة الإيطالية ميلّا فينتوريني على هامش مشاركتها في معرض القاهرة للكتاب.
بعنوان "الحب لم يعد مناسبا"، صدرت الترجمة العربية لرواية الكاتبة الإيطالية ميلّا فينتوريني، التي تحل ضيفة على معرض القاهرة للكتاب الـ48 بمناسبة صدور الترجمة العربية لروايتها بتوقيع إسلام فوزي، وصدرت عن دار العربي للنشر.
ميلّا فينتوريني، من مواليد 24 فبراير عام 1961 في روما، حيث تعيش الآن، شاركت في كتابة سيناريو أعمال تليفزيونية متعددة: "طبيب في العائلة"، و"مكان تحت الشمس".
وهي أيضا كاتبة قصص قصيرة في المجلات، كما تكتب قصصا بوليسية للأطفال. نُشِرَ لها أعمال روائية عديدة، منها:
"اثنان من كل شيء وحقيبة" عام 2010، و"الحب لم يعد مناسباً" عام 2014، و"رحلة عائلية في لندن" عام 2016.
رشحت أعمالها للجائزة الكبرى لقارئات "إيلي"، وحاليا تشرف كذلك على ورش لتعليم الأطفال الكتابة الإبداعية في إيطاليا.
"العين" التقت الكاتبة الإيطالية ميلّا فينتوريني على هامش مشاركتها في معرض الكتاب (قام بترجمة الحديث من الإيطالية إلى العربية والعكس المترجم إسلام فوزي).
* ترجمة عربية من روايتك "الحب لم يعد مناسبا" تصدر في معرض القاهرة للكتاب، هل هي أول رواية تترجم لك إلى العربية؟ وهل صدور ترجمة لروايتك بلغة أخرى أمر ذو معنى بالنسبة لك؟
- نعم.. هي أولى رواياتي التي تترجم إلى العربية، ولا أنكر أنني أشعر بسعادة كبيرة لصدور هذه الترجمة بالعربية، وهي لغة جميلة ذات جرس موسيقي، لكنني أيضا شديدة الاستغراب لكونها تقرأ من اليمين إلى اليسار وليس العكس (تضحك).. هذا أمر لم أعتد عليه، ولم يصادفني في خبرتي اللغوية. كل ذلك فضلا عن صدورها في معرض عريق للكتاب، له سمعته وتاريخه مثل معرض القاهرة للكتاب.
* في ندوة مناقشة الكتاب، أشرت إلى أن "الحب لم يعد مناسبا" تقترب في روحها من الحياة الشرقية، هل تعطينا فكرة عامة عن أجواء الرواية وموضوعها؟
- في ظني، أن اختيار هذه الرواية للترجمة إلى العربية قد يبدو اختيارا "موفقا" إلى حد كبير، لأن الرواية في أجوائها لمسة شرقية وروح خفية قد تتماس مع الروح الشرقية في العموم.
تدور الرواية حول الأستاذ "سيربييري" الذي يعمل أستاذا لمادة الفلسفة والتاريخ بالجامعة قبل تركه وظيفته بعد أن تركته زوجته وطلبت الطلاق منه، مما أثر بشدة على إيمانه بالحب وجعله يؤمن بضرورة الابتعاد عنه.
يذهب الأستاذ إلى مدرسة للتعليم الأساسي، ويدرس طلبة الصف الثاني الثانوي، لكنه لم يعلمهم التاريخ والفلسفة بل أخذ يعلمهم الدرس الأهم الذي تعلمه في حياته، والذي يرى أنهم لا بد أن يتعلموه وهم لا يزالون في سن صغيرة، وهو ضرورة الابتعاد عن الحب.
أما تلاميذه من الناحية الأخرى فيتفاجأون بهذا الأستاذ الغريب وما يطلبه منهم من التقرير فيما بينهم إذا ما كانوا يوافقون على المنهج الذي يعرضه عليهم، وهو ما يفعلونه، يجتمعون في منزل أحدهم ويبدأون بجمع الأصوات المؤيدة لهذه المادة الغريبة، والأصوات الرافضة.
والرواية مقسمة إلى فصول متساوية موزعة على أشهر السنة الدراسية، تبدأ بوصف أحد الطلبة وهو جالس يتأمل فناء المدرسة ويفكر في زميلته التي أعياه حبها، حين يدخل عليهم الأستاذ الجديد "الوسيم" بمادته الغريبة المقترحة! في المجمل أجواء الرواية تتخللها السخرية والفكاهة في المواقف التي يواجهها الأستاذ "سيربييري" وتلاميذه.
* يبدو الحديث عن طقوس الكتابة وآليات الاستعداد والتحضير لكتابة رواية "سؤالا تقليديا" لكنه مهم في الوقت ذاته، أخبرني الناشر أن ميلّا فينتوريني تنتمي إلى المدرسة "المنظمة" في الكتابة هل هذا صحيح؟
- نعم. هذا صحيح، أنا أنتمي لما يطلق عليه البعض "المدرسة التنظيمية" أو "التخطيطية" في الكتابة. دائما ما أقوم بتخطيط العمل بأكمله قبل كتابته وتنظيم ما أريد الكتابة عنه، وأرتب شخصيات العمل في ذهني بما يشبه الأرشيف أو الملف الخاص بكل شخصية، ثم أبدأ في عملية الكتابة بما يشبه البناء وملء الفراغات المخططة سلفا. أظن أن هذه الطريقة تناسبني وتجعلني أخرج كل ما في ذهني ونفسي في صورة واضحة ومحددة.
* في الثقافة العربية دائما ما يتساءل كثيرون عن الصلة المباشرة بين العمل الأدبي وصاحبه. أظن أنك سُئلت مثل هذا السؤال كثيرا؟
- (تضحك بشدة).. نعم. هذا حدث فعلا أثناء الندوة المخصصة للحديث عن الرواية، سألني بعضهم إذا كنت قد مررت ببعض أحداث الرواية أو استقيت أجزاء منها من حياتي الشخصية، وهو ما أجبت عنه بالنفي تماما.
وقلت إن الرواية كاملة من وحي ونسج خيالي بالكامل، هذا هو الإبداع كما أفهمه، خيال وتخيل، وإلا فارقنا دائرة الإبداع إلى دوائر أخرى نسميها "تسجيلا" أو "توثيقا" أو "تأريخا" أو أي تسمية أخرى كيفما تشاء.
في "الحب لم يعد مناسبا" حاولت التعبير عن أهمية الحب، وكيف يمكن أن يكون مصدرا للقوة وللضعف أيضا، معا، وأن الإنسان وحده هو الذي يستطيع التحكم في هذا.
لو قرأت الرواية ستطالعك شخصية أفضلها كثيرا وأحبها كثيرا اسمها "إرنستو"، وهو الطالب الذي يحب زميلته "جوليا"، ويتعذب بسبب حبه لها، وتجاهلها له، فترك "إرنستو" الحب يضعفه بهذه الطريقة فلم يعد كما كان رائعا ومميزا، لكن ما تحبه عنه هو أنه استطاع النهوض من ضعفه ليساعد، ليس نفسه فحسب، بل جميع الشخصيات الأخرى في الرواية، وأولهم وأهمهم أستاذه "سيربييري".
أيضا هناك شخصية تسمى "جيبو"، وهو شخصية كوميدية ووفية لأصدقائها إلى أبعد الحدود.
* أخيرا.. ما أحدث مشروعاتك الأدبية التي تعملين عليها حاليا؟
- أعكف حاليا على كتابة رواية جديدة مقتبسة من أحداث حقيقية عاصرتها في حياتي، اخترت لها عنوانا مبدئيا "رحلة عائلية إلى لندن". أتمنى أن أنتهي منها في أقرب فرصة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjIuMjI2IA== جزيرة ام اند امز