دراسة تؤكد براعة المصريين القدماء في استخراج الذهب وتشكيله
الفريق البحثي الفرنسي عثر على نوعية مختلفة من الشوائب في معدن الذهب المصنع منه الشارة لم تظهر في باقي القطع.
رجحت دراسة فرنسية، نشرت في أكتوبر الجاري بدورية التراث الثقافي "Journal of Cultural Heritage"، أن تكون شارة أحمس الموجودة بمتحف اللوفر في فرنسا من ذهب أعيد تدويره من القطع الذهبية التي تم استردادها خلال الحملات التي قام بها الملك ضد الهكسوس.
وعثر الفريق البحثي الفرنسي المشترك بين قسم الأبحاث بمتحف اللوفر وجامعة "نانتير"، على نوعية مختلفة من الشوائب في معدن الذهب المصنع منه الشارة لم تظهر في باقي القطع التي شملتها الدراسة، كما لم تظهر أيضا في الأبحاث الأخرى التي أجريت على القطع الذهبية في مصر القديمة.
وكانت أغلب القطع الأثرية التي شملتها الدراسة، والخاصة بالملك "أحمس الأول" وأمه الملكة "إياح حتب"، من نوعية تسمى بـ"الذهب الغريني"، والمعد بطرق تعدين تقليدية لاستخراج خام الذهب من الصخور.
وكانت تتم عملية الاستخراج بقطع الصخرة التي تحتوي على المعدن، ثم يتم تفتيتها إلى قطع صغيرة، وبعد ذلك يتم طحنها إلى مسحوق ناعم مثل البودرة، لتوضع بعد ذلك على سطح مائل، ويمرر فوقه تيار من الماء بحيث يمكن فصل ذرات الذهب منه.
وكشفت الدراسة عن احتواء السبائك المصنعة بهذه الكيفية على نوعية من الشوائب تسمى (PGE )، وتتطابق تركيبتها مع تركيبة حبيبات الذهب من مناجم الصحراء الشرقية.
وفي المقابل، أسفر تحليل القطعة الخاصة بالشارة الملكية لأحمس، والتي تحمل علامة بالهيروغليفية تشير للقمر، إلى احتوائها على شوائب لم تسجل من قبل في المجموعات المصرية.
ورجح الباحثون أن تكون تلك القطع تم إنتاجها عن طريق إعادة تدوير المجوهرات الذهبية والأسلحة التي تم استردادها خلال الحملات التي قام بها أحمس ضد الهكسوس، وذلك في ورش العمل المصرية، حيث كان المصري القديم بارعا في ذلك.
ومن جانبه، يرى الدكتور سيد مصطفي، أستاذ الآثار بجامعة جنوب الوادي، أن الدراسة تؤكد براعة المصري القديم في استخراج الذهب وتشكيله.
ويقول لـ"العين الإخبارية": "إن هذه البراعة وثّقتها جدران المقابر، وأكدتها نتائج هذه الدراسة الفرنسية".
وأشار إلى مشهد على جدران مقبرة "الملكة تى" في سقارة يوثق علاقة المصري القديم بالذهب، حيث توجد مناظر توضح عمليات وزن الذهب وحصره وتسجيله، ثم تسليمه إلى العمال ورؤسائهم لصياغته في حلي وتمائم وقلادات.
وأضاف أن متحف تورينو بإيطاليا يحتوي على قطعة أثرية تظهر أيضا هذه البراعة، وهي عبارة عن خريطة مصنوعة من ورق البردي، ومحدد عليها 125 موقعا للذهب، غالبيتها في الصحراء الشرقية.
aXA6IDMuMTIuMTU1LjE0OCA= جزيرة ام اند امز