انبعاثات الكربون المنخفضة.. روشتة للحفاظ على مكتسبات "زمن كورونا"
تسببت جائحة "كوفيد- 19" حتى الآن في وفاة نحو 5 ملايين شخص، لكن في المقابل فإن البيئة يمكن أن تكون هي الرابح الوحيد.
وأدت الجائحة إلى خفض النشاط الصناعي وحركة السير، وانعكس ذلك على خفض انبعاثات الكربون والعناصر الملوثة الأخرى.
ووجدت إحدى الدراسات أن مستويات ثاني أكسيد الكربون العالمية اليومية انخفضت بنسبة 17% خلال الأشهر الأولى للوباء، كما أن مستويات ثاني أكسيد النيتريك الملوث انخفضت بشكل كبير بنسبة 20-40%، عبر الولايات المتحدة وأوروبا الغربية والصين، وفق أبحاث أخرى.
وكشف تحليل للبيانات من 44 مدينة صينية أن قيود السفر الوبائية أدت إلى انخفاضات تتراوح بين 4.58% و24.67% في خمسة ملوثات هواء رئيسية.
ووجدت دراسة برازيلية أنه خلال الإغلاق الجزئي في ساو باولو، انخفضت مستويات أكسيد النيتريك بنسبة تصل إلى 77.3% ، بينما انخفض أول أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 64.8% مقارنة بالمتوسطات الشهرية لمدة 5 سنوات.
ورغم هذه المزايا البيئية المهمة، إلا أنه لا أحد يتمنى استمرار الوباء واستمرار حصد تلك المكاسب، ولكن على الأقل فإن هناك دروسا مستفادة يمكن استغلالها للحفاظ على بعض هذه المكتسبات البيئية، دون الإضرار بسعي كل دول العالم إلى عودة الحياة إلى طبيعتها، وهذا ما سعت إلية دراسة نمساوية أجراها المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية بالنمسا، ونُشرت في العدد الأخير من دورية "نيتشر إينيرجي".
أظهرت هذه الدراسة أن التعافي من تداعيات الجائحة الذي يصاحبه انخفاض للطلب على الطاقة، يمكن أن يقلل الضريبة الافتراضية على جميع انبعاثات الكربون بنسبة 19%، يما يجعلنا نسير على الطريق الصحيح للوصول إلى هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
وسيؤدي ذلك إلى خفض استثمارات إمدادات الطاقة حتى عام 2030 بمقدار 1.8 تريليون دولار أمريكي وتخفيف الضغط لتنفيذ تقنيات الطاقة المتجددة بسرعة.
وقالت الدراسة إنه لتحقيق ذلك الهدف يجب على العالم وهو يستعد للعودة للحياة الطبيعية بعد شهور من الجائحة، أن يحتفظ ببعض الممارسات منخفضة الطاقة في نمط الحياة والأعمال التجارية، التي لوحظت أثناء الوباء، مثل التنقل منخفض الكربون في المدن، حيث يحل المشي أو ركوب الدراجات محل بعض الرحلات التي كانت تتم سابقاً بالسيارة، وزيادة المؤتمرات عن بعد، لتقليل الطيران والتنقل.
وحذرت الدراسة من أن عودة المجتمعات للتو إلى الممارسات القديمة، سيؤدي إلى محو أي تأثير إيجابي حدث، وقالت إنه في المقابل إذا استمرت بعض التغييرات في ممارسات استخدام الطاقة فسوف تكون هناك انعكاسات إيجابية على المناخ.