تقنيات سحب الكربون من الهواء.. وسيلتان تدفعان باتجاه هدف 2050
السؤال الملح المطروح على قمة المناخ في جلاسكو، هو ما إذا كان بإمكان الاقتصادات الكبرى بحلول عام 2050، تقليل الانبعاثات بما يكفي لتوفير عالم خال من الكربون.
وعند الإجابة على ذلك السؤال ينصرف الحديث دوماً إلى جهود مثل استخدام السيارات الكهربائية أو الوقود الحيوي، لكن خبراء يؤكدون أن ذلك لن يكون كافياً، ويجب أيضاً أن تشمل أجندة قمة المناخ الحديث عن أدوات وتقنيات لسحب ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء.
ويرى الخبراء أنه بدون ذلك، سيكون من الصعب للغاية تحقيق هدف اتفاقية باريس المتمثل في وضع حد لظاهرة الاحتباس الحراري.
وهناك طريقتان أساسيتان لاستخراج ثاني أكسيد الكربون من الهواء، الأولى عن طريق تعزيز قدرة الطبيعة على امتصاص الكربون وتخزينه، ويتم ذلك بعلاج الغابات المتدهورة، واستعادة غابات المنجروف، وزراعة الأشجار على نطاق صناعي، وزيادة امتصاص الكربون في الصخور أو المحيط، وكلها تندرج تحت فئة "الحلول القائمة على الطبيعة".
أما الطريقة الثانية، والتي تسمى "التقاط الهواء المباشر"، فتعتمد على استخدام العمليات الكيميائية لنزع ثاني أكسيد الكربون، ثم إعادة تدويره للاستخدام الصناعي أو حبسه بعيداً في التكوينات الصخرية المسامية أو طبقات الفحم غير المستخدمة أو طبقات المياه الجوفية المالحة.
وتجمع تقنية تعرف باسم "الطاقة الحيوية الناتجة عن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه" أو ما يعرف اختصارا بـ"BECCS" بين عناصر من كلا النهجين، حيث يتم استخراج الطاقة الحيوية من الكتلة الحيوية واحتجاز الكربون وتخزينه، وبالتالي إزالته من الغلاف الجوي.
ويقول تقرير أعده المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أنه لا بديل عن استخدام هذه التقنيات لتحقيق الأهداف المرجوة.
وذهب التقرير إلى أنه "حتى لو بدأ العالم في خفض تلوث الكربون بنسبة ثلاثة أو أربعة أو خمسة في المائة كل عام، وهذا إذا حدث سيكون كبير جداً، فمن المتوقع أن تحافظ بعض القطاعات مثل إنتاج الأسمنت والصلب والطيران لمسافات طويلة والزراعة على مستويات الانبعاث لعقود، ومن ثم يجب العمل على استخدام هذه التقنيات".
ويوضح تقرير آخر صدر في أغسطس/آب 2021 عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC)، أن خطوة الحد من ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية سيتم اختراقها في العقود القادمة بغض النظر عن مدى قوة سحب الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
ويقول التقرير إن ثاني أكسيد الكربون يبقى في الغلاف الجوي لعدة قرون، مما يعني أن الطريقة الوحيدة لإعادة متوسط درجة حرارة سطح الأرض مرة أخرى إلى الحدود المقبولة هي امتصاص جزء منه من الهواء.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjAg جزيرة ام اند امز