"رصيد الكربون".. مصطلح متداول ما المقصود به؟
صدر عن مؤتمر باريس للمناخ بنهاية عام 2015، العديد من المصطلحات التي اهتم بها الناس من بينها "رصيد الكربون".
"رصيد الكربون"، هو تصريح يسمح للشركة التي تحتفظ به، بإصدار كمية معينة من ثاني أكسيد الكربون أو غازات الدفيئة الأخرى.
ويسمح رصيد واحد بانبعاث كتلة تساوي "طن" ن ثاني أكسيد الكربون.
وتعطى الشركات التي تسبب التلوث، ائتمانات تسمح لها بالاستمرار في التلوث حتى حد معين؛ ويتم تخفيض هذا الحد بشكل دوري.
وفي الوقت نفسه، قد تبيع الشركة أية ائتمانات غير ضرورية لشركة أخرى تحتاجها.
على سبيل المثال، قد تعطى شركة تعمل في مجال صناعة الملابس نحو 100 طن من الانبعاثات، وحال تجاوزها الحد، فإن تكون أمام خيار شراء رصيد الكربون إما من شركات أخرى، أو من الجهات المسؤولة عنه.
ويتم عادة استغلال قيمة رصيد الكربون المباع في مشاريع تعزز الطاقة المتجددة أو تسحب نفس الكمية من انبعاث الكربون الذي ستصدره الشركة التي قامت بشراء الرصيد.
- بالأخضر.. السعودية تسعى لمستقبل مستدام للملاحة العالمية بعد كورونا
- وداعا للفحم.. الصين تستهدف "صفر" انبعاثات كربون في 2060
وبالتالي، يتم تحفيز الشركات الخاصة بشكل مضاعف لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ في حال عدم التزامها فإنها ستواجه غرامة مالية إذا تجاوزت الحد الأقصى.
وحسب خبراء، الهدف النهائي لأرصدة الكربون، هو تقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. إذ تم تصميم اعتمادات الكربون كآلية موجهة نحو السوق لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتحصل الشركات على عدد محدد من الائتمانات، والتي تنخفض بمرور الوقت؛ ويمكنهم بيع أي فائض لشركة أخرى؛ وبالتالي، فإن "الحد الأقصى والاتجار" هو حافز لتقليل الانبعاثات.
على جانب آخر، لا تزال برامج Cap-and-Trade مثيرة للجدل في الولايات المتحدة التي تعتبر ثاني أكبر مصدر للانبعاثات بعد الصين بأكثر من 5 مليارات طن سنويا، ومع ذلك، فقد تبنت 11 ولاية مثل هذه الأساليب القائمة على السوق للحد من غازات الاحتباس الحراري وفقا لمركز حلول المناخ والطاقة.
من بين هؤلاء، هناك 10 ولايات شمالية شرقية اجتمعت معا لمهاجمة المشكلة بشكل مشترك من خلال برنامج يُعرف باسم المبادرة الإقليمية لغازات الاحتباس الحراري.
قانون الهواء النظيف الأمريكي
تنظم الولايات المتحدة انبعاثات الطاقة منذ إقرار قانون الهواء النظيف الأمريكي لعام 1990، والذي يُنسب إليه باعتباره أول برنامج لخفض الانبعاثات.
يُنسب البرنامج إلى صندوق الدفاع البيئي لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، بشكل كبير من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وهو سبب "الأمطار الحمضية" سيئة السمعة في الثمانينيات.
بروتوكول كيوتو التابع للأمم المتحدة
طورت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، اقتراح ائتمان الكربون لتقليل انبعاثات الكربون في جميع أنحاء العالم في اتفاقية عام 1997 المعروفة باسم بروتوكول كيوتو، التي حددت أهدافا ملزمة لخفض الانبعاثات للبلدان التي وقعت عليها.
اتفاق باريس
تمت مراجعة بروتوكول كيوتو في عام 2012 في اتفاقية تُعرف باسم تعديل الدوحة، والتي تم التصديق عليها اعتبارا من أكتوبر 2020، حيث قامت 147 دولة عضو "بإيداع صك قبولها".
في غضون ذلك، وقعت أكثر من 190 دولة على اتفاقية باريس لعام 2015، والتي تحدد أيضا معايير الانبعاثات وتسمح بتداول الانبعاثات حتى كميات محددة.
وفي شبه تكتل عالمي من أجل حلم الصفر الأهم، تعقد قمة المناخ (COP26) في جلاسكو، في الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ضمن سقف توقعات عالٍ بالتعامل مع مشكلات التغير المناخي، التي تضرب الكوكب، برعاية الأمم المتحدة