وفاة سيموني.. مدرب حرمته "السرقة العظيمة" من الكالتشيو
المدرب المُخضرم لويجي سيموني الذي تُوفي عن 81 عاما حُرم من التتويج بالدوري الإيطالي بسبب ما أسمته جماهير إنتر ميلان بالسرقة العظيمة
لويجي سيموني، اسم ربما لا يكون معروفا بشكل كبير في كرة القدم العالمية، غير أن موسما وحيدا قاد فيه إنتر ميلان الإيطالي، جعله من بين الأشهر في تاريخ النادي على الإطلاق.
سيموني الذي تولى تدريب إنتر ميلان في موسم 1997-1998، وافته المنية عن عمر يناهز 81 عاما، وفقا لما أعلن عنه "النيراتزوري" في بيان رسمي.
وقال النادي الإيطالي في بيانه: "تحلى سيموني بالتواضع، وهو ما انعكس على أسلوبه العملي في كرة القدم، حيث كان يحقق أقصى استفادة من الإمكانات المتاحة".
وأتم: "سنتذكره دائما بشعره الأبيض وحب الجماهير، والفترة التي استمتع فيها المدرب والفريق بوجود رونالدو".
7 أندية كلاعب
سيموني بدأ مسيرته كلاعب مع فريق فيورنتينا الإيطالي، الذي انتقل من صفوفه إلى مانتوفا عام 1959، ومنه إلى نابولي بعد موسمين فقط.
لاعب الوسط السابق انتقل بعد ذلك إلى تورينو عام 1964، ومنه إلى يوفنتوس بعد 3 سنوات، ثم إلى بريشيا بعد عام وحيد.
وفي عام 1971، انتقل سيموني إلى فريق جنوى الذي مكث معه 3 سنوات، قبل إعلان اعتزاله عام 1974.
بطل الصعود
بعد اعتزال كرة القدم مباشرةً، اتجه سيموني إلى العمل في المجال التدريبي، وتحديدا من ناديه الأخير جنوى، بين عامي 1975 و1978، ثم من 1980 إلى 1984، وأخيرا في موسم 1987-1988.
سيموني تولى تدريب العديد من الأندية في الدوري الإيطالي، أبرزها نابولي وتورينو وبريشيا، وذلك خلال مسيرة تدريبية طويلة استمرت 37 عاما، قبل الانتقال إلى الجانب الإداري.
أبرز ما ميز سيموني خلال تلك الفترة، قدرته على قيادة أندية دوري الدرجة الثانية للصعود إلى الدوري الإيطالي، حيث نجح في تحقيق ذلك 7 مرات مع 5 أندية.
وقاد المدرب الإيطالي المخضرم أندية جنوى وبيزا وبريشيا وكريمونيسي وأنكونا للصعود إلى الدوري الإيطالي، في إنجاز فريد من نوعه.
توهج رونالدو
النتائج المميزة التي حققها سيموني مع الفرق الصغيرة قادت إنتر ميلان للتفكير في التعاقد معه، وهو ما حدث بالفعل في موسم 1997-1998.
تعاقد "النيراتزوري" مع سيموني تزامن مع ضم البرازيلي رونالدو من برشلونة الإسباني، في صفقة قياسية بلغت قيمتها 28 مليون يورو.
المدرب المخضرم نجح في تقديم النسخة الأفضل من النجم البرازيلي الصاعد في ذلك الحين، حيث منح رونالدو حرية اللعب دون التقيد بأدوار دفاعية.
الدور الذي حصل عليه رونالدو ساعده على تسجيل 34 هدفا في الموسم، منها 25 هدفا في 32 مباراة بالدوري الإيطالي، قادته لاعتلاء صدارة هدافي المسابقة.
بطولة أوروبية
الموسم الخرافي الذي قدمه رونالدو بتوجيه من سيموني، ساعد إنتر ميلان على تحقيق بطولة أوروبية غالية، وهي بطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
إنتر ميلان قدم مستويات مميزة في البطولة، ختمها بالفوز على مواطنه لاتسيو في المباراة النهائية بنتيجة 3-0.
البطولة كانت الثالثة التي يحصل عليها إنتر ميلان في كأس الاتحاد الأوروبي، والأولى بعد غياب استمر 4 سنوات، منذ الحصول على اللقب عام 1994.
السرقة العظيمة
غير أن البطولة الأوروبية على أهميتها، لم تكن هي الأهم للنادي الإيطالي، لا سيما وأنه كان قد حصل عليها قبل 4 سنوات.
جماهير إنتر ميلان كانت تمني النفس بالحصول على لقب الدوري الإيطالي للمرة الـ14 في تاريخها، والأولى بعد غياب استمر نحو 9 سنوات منذ عام 1989.
إنتر ميلان كان يسير على قدم وساق في سبيل تحقيق تلك الخطوة، وذلك في منافسة قوية مع الغريم التقليدي يوفنتوس.
يوفنتوس كان متقدما بفارق نقطة وحيدة عن إنتر ميلان قبل 5 جولات من نهاية المسابقة، عندما التقيا على ملعب "البيانكونيري".
الفريق الأبيض والأسود خطف التقدم مبكرا في الدقيقة 21، غير أن إنتر ميلان ظل يحاول تعديل النتيجة، حتى جاءت اللقطة الأهم في الدقيقة 69.
الدقيقة شهدت تعرض رونالدو للإعاقة من قبل مارك أوليانو، مدافع يوفنتوس السابق، غير أن حكم المباراة تغاضى عنها ورفض احتسابها ركلة جزاء.
وبينما يعترض لاعبو الإنتر، نجح يوفنتوس في القيام بهجمة مرتدة، حصل منها أليساندرو ديل بييرو على ركلة جزاء، بعد نحو 15 ثانية من واقعة رونالدو.
الواقعة أثارت احتجاجا واسعا من قبل لاعبي "النيراتزوري" الذين هددوا بالانسحاب، كما تعرض سيموني للطرد بسبب اعتراضه على حكم المباراة.
وفي النهاية، سدد ديل بييرو ركلة الجزاء، ولكنه حارس الأسود والأزرق تصدى لها، غير أن ذلك لم يغير النتيجة، ففاز يوفنتوس 1-0، ورفع الفارق إلى 4 نقاط، قبل أن يحصل الفريق على اللقب بعدما تصدر الترتيب بفارق 5 نقاط عن الإنتر.
الواقعة ظلت عالقة في أذهان جماهير إنتر ميلان على مر العصور، حيث اعتبرت أنها قد تُوجت باللقب بالفعل، وأطلقت اسم "السرقة العظيمة" على تتويج يوفنتوس باللقب في هذا الموسم.
الغريب أن سيموني الذي كان قريبا من إعادة إنتر ميلان إلى اللقب، أقيل بعد 11 مباراة فقط من الموسم التالي بسبب ضعف النتائج، رغم الفوز على ريال مدريد الإسباني 3-1 في الجولة الأولى من دور المجموعات.