أحدثهم والد دياز.. قصص الاختطاف ونجوم الكرة من دي ستيفانو إلى كرويف
يحصل نجوم كرة القدم على رواتب خيالية، ومن ثم يتحولون إلى مطمع للصوص والعصابات، وهو ما يفسر تعرضهم للعديد من حوادث السطو المسلح.
لكن حوادث الاختطاف أيضا تعد إحدى الوسائل التي من خلالها يمكن استنزاف أموال نجوم كرة القدم، والضحية الأخيرة كان والد الكولومبي لويس دياز مهاجم ليفربول الإنجليزي.
وسجل دياز أول هدف منذ اختطاف والده قبل أسبوع من الآن ضد لوتون تاون في الدوري الإنجليزي الممتاز يوم الأحد، ليخطف تعادلا قاتلا للريدز بنتيجة 1-1.
واحتفل دياز بالهدف بصورة عاطفية، حيث كشف عن رسالة دعم لوالده كتب فيها: "الحرية لأبي"، وجهها للخاطفين كي يطلقوا سراحه مثلما فعلوا من قبل مع والدته التي تعرضت للخطف في البداية.
وكانت قصة والد دياز بدأت عندما ألقى أفراد مسلحون من جيش التحرير الوطني القبض عليه يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد استهدافهم من قبل مجموعة من المسلحين كانوا يقودون دراجات نارية.
وعلق لويس فرناندو فيلاسكو وزير الداخلية الكولومبي على الأمر قائلا:ً "الوضع خطير للغاية، إنه ينتهك وقف إطلاق النار بين الحكومة والمتمردين".
وكانت محادثات السلام بين جيش التحرير الوطني في كولومبيا والحكومة الرسمية بدأت العام الماضي لإنهاء صراع عمره 6 عقود أودى بحياة 450 ألف شخص يخشى دياز أن يكون والده منهم.
لكن قبل ذلك كان للاختطاف حضور في عالم كرة القدم ونجومها، لكن لأسباب غير سياسية مثل حالة نجم ليفربول.
كارلوس تيفيز
يبدو أن حوادث الخطف من الأمور المعتادة في قارة أمريكا الجنوبية، والدليل ما حدث قبل 9 سنوات لوالد لاعب كرة لاتيني مهم آخر هو الأرجنتيني كارلوس تيفيز.
ويعتبر تيفيز من أهم النجوم الموهوبين في الأرجنتين خلال العقدين الأخيرين، وبطل دوري أبطال أوروبا 2008 مع مانشستر يونايتد الإنجليزي وأحد نجوم مواطنه مانشستر سيتي السابقين أيضاً، وتوج بكوبا ليبرتادوريس مع بوكا جونيورز الأرجنتيني.
وتعرض والد تيفيز للاختطاف في شهر يوليو/ تموز 2014، قبل أن يتم العفو عنه بعد ما طلبت العصابة الخاطفة فدية قدرها 30 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل 50 ألف دولار.
ولم تكشف الشرطة في الأرجنتين وقت الحادث الذي حدث على مسافة 30 كيلومترا من العاصمة بوينس آيرس هل تم دفع المبلغ أم لا.
البرازيلي روماريو
تعرض والد البرازيلي روماريو أفضل لاعب في العالم لعام 1994 وبطل كأس العالم في السنة ذاتها للخطف في العام الذي حقق فيه كل المجد، وخسر مع برشلونة الإسباني خلاله نهائي دوري أبطال أوروبا برباعية نظيفة ضد ميلان الإيطالي.
وناشد روماريو وسائل الإعلام والشعب البرازيلي دعمه في أزمة خطف أبيه، التي جاءت قبل أشهر من إقامة كأس العالم، وبالفعل تم إطلاق سراح الأب.
وقد وُصف الخاطفون وقتها بأنهم قليلو الخبرة، لكن اختيار والد لاعب مثل روماريو كان بداية قوية لهم في المجال.
وكشف أنخيلو هيريرا، صحفي برازيلي رياضي، في عام 2004 أن أهالي نجوم كرة القدم باتوا هدفاً لعصابات الخطف في البرازيل، وهو ما تسبب في خطف والدة روبينيو نجم مانشستر سيتي وريال مدريد الأسبق آنذاك.
والدة روبينيو
اختطفت السيدة مارينا دي سوزا والدة نجم مانشستر سيتي السابق تحت تهديد السلاح، ثم أطلق سراحها في ديسمبر/ كانون الأول 2004 بعد معاناة استمرت 40 يوماً، حين كان اللاعب الأسمر يدافع عن ألوان سانتوس البرازيلي.
ولم يلعب روبينيو خلال فترة اختطاف أمه أي مباراة، لكنه كان يواظب على التدريب بشكل مستمر، وذلك في فترة لعبه في البرازيل قبل الانتقال إلى ريال مدريد ثم مانشستر سيتي.
وأصر روبينيو، 20 عاماً آنذاك، على أن تبقى القصة بعيدة عن أعين وسائل الإعلام، لكن ما اكتشف لاحقاً أنه تم التوصل لاتفاق لدفع فدية لإطلاق سراحها وهو ما حدث بالفعل.
شقيق ريكلمي
تعرض كريستيان، شقيق الأرجنتيني خوان رامون ريكيلمي نجم برشلونة وبوكا جونيورز السابق، إلى الخطف لمدة 24 ساعة فقط قبل أن يتم التوصل لاتفاق مع المختطفين لإطلاق سراحه.
وتوصل ريكليمي لاتفاق مع الجناة على دفع فدية، ثم قرر بعد ذلك ترك فريق بوكا جونيورز لأن الاختطاف تم لأنه يدافع عن ألوانه، والانتقال إلى برشلونة في 2002.
لكن الدولي الأرجنتيني السابق عاد لبوكا جونيورز لاحقاً ليدافع عن ألوان الأزرق والأصفر خلال الفترة من 2007 إلى 2014.
ألفريدو دي ستيفانو
قبل كل تلك الأسماء، وبعيدا عن الأهل، تعرض أسطورة ريال مدريد ألفريدو دي ستيفانو للاختطاف حين كان يقيم في أمريكا الجنوبية، وبالتحديد في فنزويلا مع بعثة ريال مدريد.
ونجحت القوات المسلحة في فنزويلا في الوصول إلى دي ستيفانو بعد 72 ساعة فقط من عملية الاختطاف التي حدثت في 24 أغسطس/ آب 1963 في العاصمة كاراكاس.
وبقي دي ستيفانو لمدة 3 أيام تحت الأسر، وذلك أثناء سفره مع الميرينغي لخوض سلسلة مباريات دولية تدعى "كأس العالم المصغرة".
وحضر شخصان إلى الغرفة 219 في فندق إقامة الأسطورة المدريدية وعرفا نفسيهما على أنهما ضابطان ويريدان سؤاله عن أمور تتعلق بما حدث بعد مباراة الريال وساو باولو البرازيلي التي خسرها الأبيض 1-2.
واكتشف لاحقاً أن الخاطفين يتبعون قوات التحرير الوطنية، التي قامت بإحتجاز اللاعب لثلاثة أيام تكريماً للزعيم الشيوعي الإسباني جوليان غريمان الذي قتلته حكومة فرانشيسكو فرانكو في إسبانيا، ثم ألقي دي ستيفانو إلى جوار السفارة الإسبانية بعد ذلك.
الأخوان ميليتو
تعرض والد دييغو ميليتو نجم هجوم إنتر ميلان الإيطالي السابق وصاحب ثنائية الفوز بدوري أبطال أوروبا 2010 للنيراتزوري ضد بايرن ميونخ الألماني لتجربة الاختطاف.
واختطف والد دييغو وغابريل ميليتو لاعب برشلونة السابق في عام 2002، مما أجبر الثنائي على دفع فدية كي يتم إطلاق سراحه.
والد كامبوس
في عام 1999، تعرض والد حارس المرمى المكسيكي الشهير جورجي كامبوس للاختطاف لمدة 10 أيام، ثم أطلق سراحه فيما بعد، وأكد حينها أنه لا يصدق أن عائلته دفعت فدية كي يتم الإفراج عنه.
إلا أن وسائل الإعلام المكسيكية ومراسلي الصحف أكدوا عبر أكثر من مصدر دفع فدية كي يتم الإفراج عن والد كامبوس، رمز حراسة المرمى المكسيكية في التسعينيات من القرن الماضي.
يوهان كرويف
يبقى أشهر من تعرضوا للاختطاف في تاريخ كرة القدم هو الأسطورة الهولندي الطائر يوهان كرويف، المتوج 3 مرات بجائزة الكرة الذهبية من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية وبطل دوري أبطال أوروبا لاعباً ومدرباً.
وتعرضت عائلة يوهان كرويف لمحاولة اختطاف قبل أشهر من كأس العالم 1978، التي لم يشارك فيها الهولندي، حيث دخل عليه 7 مجرمين منزله في برشلونة وهددوه وأسرته بالسلاح.
ورغم فشل محاولة الاختطاف فإن كرويف شدد على أن تلك التجربة غيرت حياته وجعلته ينظر للأمور بصورة مختلفة، خاصة لشعوره المؤلم حين تم تقييده أمام زوجته وأبنائه.
ونجح يوهان كرويف في الهروب من محاولة اختطافه وتعاملت الشرطة الإسبانية مع الأمر، وتسبب ذلك في وضع حراسة على أبنائه أثناء ذهابتهم للمدرسة، وعليه هو شخصياً أثناء الانتقال للعب المباريات بصحبة حارس شخصي.