خبراء لـ«العين الإخبارية»: تمرد «إم 23» ينذر بـ«بلقنة» الكونغو

حذر خبراء في شؤون أفريقيا من أن تمرد حركة "إم 23" ينذر بـ"بلقنة" الكونغو الديمقراطية، وتغيير مبدأ السيادة في غرب القارة.
ويشير تعبير "البلقنة" إلى عملية تفكك دولة أو منطقة كبيرة إلى كيانات سياسية أصغر، غالبًا ما تكون معادية أو متنازعة فيما بينها.
فبين تقدم ميداني متسارع للمتمردين المدعومين من رواندا، وعودة وحدات من الجيش الأوغندي إلى الأراضي الكونغولية، يجد ملايين المدنيين أنفسهم عالقين في دوامة نزوح، بينما تتسع سيطرة الحركة لتشمل الأرض والإدارة والثروة.
ورأى الدكتور حسن بواكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بانغي بجمهورية أفريقيا الوسطى، أن "التمردات المسلحة في الكونغو الديمقراطية لا تهدد فقط وحدة البلاد، بل تساهم في تعميق الصراعات الإقليمية.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن "ما يحدث في الكونغو اليوم قد يضع المنطقة في حالة من الفوضى الدائمة إذا لم تتدخل الأطراف الدولية بشكل عاجل".
بدوره، قال الدكتور آلان كوليبالي، الخبير في الشؤون الأفريقية بجامعة داكار، لـ"العين الإخبارية": "لا شك أن تحركات حركة إم 23 باتت تثير مخاوف حقيقية من تفكك الكونغو. ولكن الأهم هو فهم الدور الإقليمي الذي تلعبه الدول المجاورة، مثل رواندا وأوغندا، في تغذية هذا النزاع وتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة".
وفي السياق نفسه، أشار الباحث الفرنسي لوكاس دورو، المتخصص في الشأن الأفريقي في معهد الدراسات الجيوسياسية في باريس، لـ"العين الإخبارية": إلى أن "البلقنة في الكونغو هي ليست مجرد خوف محلي، بل هي سمة تكررت تاريخيًا في المنطقة".
وتابع: "إذا لم يتم احتواء هذا النزاع، فإن الكونغو ستجد نفسها مقسمة على أسس عرقية ودينية، وهو ما سيكون له تداعيات بعيدة المدى على الاستقرار الإقليمي".
وأشار إلى أن الكونغو الديمقراطية تقف اليوم على شفا حالة من التفكك المحتمل، موضحاً أنه رغم الجهود الدولية لمحاربة التمردات المسلحة في شرق البلاد، يبقى التحدي الأكبر في كيفية إدارة النزاعات الإقليمية والسيطرة على النزوح الجماعي.
وشدد على ضرورة "اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان الحفاظ على وحدة البلاد ومنع تحول شرق الكونغو إلى منطقة متجزئة وخاضعة لسيطرة قوى إقليمية".
في شرق الكونغو الديمقراطية، تتزايد المخاوف بين السكان حول مصير بلادهم بعد تحركات حركة 23 مارس المعروفة اختصارا بـ"إم 23"، التي أعادت احتلال أجزاء واسعة من إقليم كيفو. هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث يوجد الجيش الأوغندي رسميًا في إقليم إيتوري لمحاربة الجماعات المسلحة.
وحركة إم 23 التي ظهرت في أعقاب إبادة التوتسي في رواندا عام 1994، عادت لتسيطر على مدينة غوما في يناير/كانون الثاني 2024، بالتعاون مع القوات الرواندية. وفي وقت قصير، أجبرت هذه الحركة العديد من السكان على مغادرة منازلهم، ليجدوا أنفسهم عالقين بين خيارين: البقاء في مناطق خاضعة لسلطة الحركة أو الهروب إلى مخيمات النزوح في المناطق المحيطة مثل بولينغو ولاك فير.
وفي ظل الظروف الإنسانية المزرية، يعيش مئات الآلاف في مخيمات مؤقتة تحت تهديد القذائف والرصاص العشوائي من القوات الكونغولية.
وبينما تدعو حركة إم 23 النازحين للعودة إلى أراضيهم، يواجه العديد من العائدين عقبات شديدة. فقد فوجئوا بأن أراضيهم قد أصبحت مشغولة من قبل آخرين، ما يعمق الشعور بالقلق والعداء بين المجتمعات.
شهادات من العائدين تشير إلى أن أكثر من ثلث الأسر عادت لتجد أن أراضيها قد استولت عليها أسر أخرى هاربة من مناطق مجاورة. هذه الظاهرة قد تؤدي إلى توترات مجتمعية، حيث يصبح النزاع على الأراضي إحدى أبرز القضايا التي تهدد استقرار المنطقة.
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi4yMDMg جزيرة ام اند امز