غارات إسرائيلية على المعيصرة.. هل يؤدي توسيع الأهداف لحرب شاملة؟
مع تزايد المخاوف الدولية من نزاع واسع النطاق في منطقة الشرق الأوسط، تصعيد جديد بين حزب الله وإسرائيل شق طريقه إلى سماء البلدين.
فبينما دوّت صافرات الإنذار فجرا في تل أبيب التي تبعد نحو مئة كيلومتر عن الحدود اللبنانية، عندما أطلق حزب الله صاروخ أرض-أرض باليستيا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته نفّذت غارات كثيفة في جنوب لبنان وشرقه.
وللمرة الأولى وصل صاروخ لحزب الله إلى منطقة تل أبيب، منذ بدء التصعيد العسكري بين الجماعة اللبنانية وإسرائيل، قبل عام.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على قرى في جنوب لبنان ومنطقة بعلبك في الشرق، وهما معقلان لحزب الله.
وطال القصف قرية المعيصرة الجبلية شمال بيروت وغالبية سكانها من الشيعة، وتقع في منطقة كسروان ذات الغالبية المسيحية. وأكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين في القصف الذي دمّر منزلا. وقُتل في القصف الإسرائيلي اليوم 13 شخصا في كل المناطق.
ودفع القصف والغارات العنيفة مئات الآلاف من اللبنانيين إلى النزوح من منازلهم.
وقالت نور حمد (22 عاما)، وهي طالبة جامعية من مدينة بعلبك: "نعيش حالة من الرعب منذ أربعة أيام، ننام ولا نعرف إذا كنا سنستيقظ... صوت القصف مخيف جدا يخيف الأطفال والكبار... لم أعد قادرة على سماع أي صوت".
وأضافت: "لا يمكن أن نصف مرارة ما يحصل معنا ولا يستطيع أي إنسان أن يتحمله. لا نريد أن نبقى هكذا... نريد أن تُحلّ الأمور ونعود إلى حياتنا الطبيعية".
اجتماع طارئ
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، الأربعاء، بناء على طلب فرنسا. وهيمنت المخاوف من التصعيد في المنطقة على اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وحذّر وزراء خارجية مصر والعراق والأردن من أن "إسرائيل تدفع المنطقة نحو حرب شاملة"، منددين بـ"العدوان الإسرائيلي على لبنان".
وعبّر مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني عن خشيته من "حرب شاملة"، ومن أن يتحوّل لبنان إلى غزة ثانية التي دمرتها الحرب الدائرة فيها منذ نحو عام بين إسرائيل وحركة حماس.
وخلّفت الضربات الإسرائيلية الأولى في لبنان، الإثنين، 558 قتيلا وأكثر من 1800 جريح، بحسب السلطات اللبنانية، وهي أكبر حصيلة تُسجّل في يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990).
حرب شاملة؟
حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "حرب شاملة" في لبنان، مؤكدا ضرورة "وضع اللمسات الأخيرة" على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وأرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحلته إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب التصعيد.
وقال نتنياهو، في مقطع مصوّر بثه مكتبه: "سنواصل ضرب حزب الله. وأقول للشعب اللبناني: حربنا ليست ضدكم، إن حربنا ضد حزب الله".
من جهة أخرى، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء، في لقاء مع عسكريين قدامى إن "بعض القوى الفاعلة والقيّمة في حزب الله استشهدت، وهذا بلا شك ألحق ضربات بحزب الله، لكن قوة حزب الله أكبر من أن تنهزم أمام العدو، والاغتيالات لن تهزّ حزب الله".
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن لبنان يقف "على حافة الهاوية". وكرّر الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تهدّد الحرب "بجرّ المنطقة بأكملها إلى الفوضى".
بداية التصعيد
وبدأ التصعيد الأخير إثر موجة تفجير أجهزة الإرسال التي نسبها حزب الله لإسرائيل في 17 و18 سبتمبر/أيلول، وأسفرت عن مقتل أكثر من ثمانين شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين بجروح، وتلتها غارة إسرائيلية في 20 سبتمبر/أيلول على الضاحية الجنوبية لبيروت قتل فيها 16 من قادة قوة الرضوان التابعة للحزب، التي تعد وحدة النخبة فيه، بينهم قائدها.
وأعلن حزب الله، الثلاثاء، مقتل إبراهيم محمد قبيسي، أحد قادته العسكريين، في غارة إسرائيلية في الغبيرى في الضاحية الجنوبية لبيروت أسفرت، وفق وزارة الصحة عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح.
وأعلنت إسرائيل في منتصف سبتمبر/أيلول توسيع أهداف الحرب في غزة؛ لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب تبادل القصف مع حزب الله منذ بدء الحرب في غزة، إلى منازلهم، مدشنة بذلك سلسلة عمليات عسكرية عنيفة ضد حزب الله.
ويؤكّد حزب الله من جانبه أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل حتى ينتهي "العدوان على غزة"، إذ اندلعت الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل.
وتقرّر إبقاء المدارس والجامعات مغلقة حتى نهاية الأسبوع في لبنان. وأوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg جزيرة ام اند امز