ماكرون في لبنان.. فزعة بيروت "الثكلى"
يرى مراقبون أن زيارة ماكرون في هذا الوقت العصيب، تجسد الروابط الوثيقة بين البلدين لكنها تبدو حساسة أيضا، نظرا لما يمر به هذا البلد.
غداة انفجار ضخم حوّل بيروت إلى مدينة "منكوبة" و"ثكلى"، يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إلى لبنان، في زيارة يرى مراقبون أنها تجسد الروابط التاريخية بين البلدين.
زيارة ستكون الأولى لرئيس دولة يزور لبنان بعد كارثة 4 أغسطس/آب، التي أوقعت ما لا يقل عن 113 شخصا و4 آلاف بجروح وفق حصيلة لا تزال أولية.
وحسب جدول الزيارة، سيصل ماكرون عند الساعة (9:00 ت غ)، إلى بيروت، وسيزور مرفأها الذي تحول إلى أشلاء متناثرة، بعد أن كان يمثل أحد أهم المرافق الاقتصادية في لبنان وبوابته نحو الخارج.
بعد زيارة المرفأ، سيلتقي الرئيس الفرنسي المسؤولين اللبنانيين على رأسهم نظيره اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب، ومن ثم سيعقد مؤتمرا صحفيا عند الساعة (15:30 ت غ) قبل أن يعود إلى بلاده.
ويرى مراقبون أن زيارة ماكرون إلى لبنان في هذا الوقت العصيب، تجسد الروابط الوثيقة بين البلدين لكنها تبدو حساسة أيضا، نظرا لما يمر به هذا البلد.
كذلك تتطلع باريس إلى لعب دور رئيسي، حيث ستقوم بعرض مبادرات إضافية في الأيام المقبلة، من أجل تحريك مساعدة دولية ضرورية لا سيما على المستوى الأوروبي، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.
رسالة تضامن
وأمس الأربعاء، كتب الرئيس الفرنسي تغريدة على تويتر قال فيها إنه سيزور بيروت اليوم "للقاء الشعب اللبناني، ولأحمل له رسالة أخوة وتضامن من الفرنسيين"، مشيرا إلى أنه سيقيم الوضع مع السلطات السياسية هناك.
في هذه الأثناء، بدأت دول عديدة حول العالم بينها الإمارات العربية المتحدة، في إرسال مساعدات وفرق إغاثة، لدعم لبنان في هذه المحنة التي ألمّت به.
أكثر من ربع مليون "بلا مأوى"
ووفق ما صرح به محافظ بيروت مروان عبود، فقد بات ما بين 250 و300 ألف شخص بلا منازل، جراء الانفجار الناتج عن حريق اندلع في مستودع يحتوي على 2750 طنا من نيترات الأمونيوم.
وقدّر المحافظ كلفة الأضرار بما بين 3 و5 مليارات دولار، مشيرا إلى أن "نحو نصف بيروت تضّرر أو تدمر".
فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، وسط عمليات بحث من قبل فرق الإغاثة أملا في العثور على ناجين.
أزمات بوجوه
ويأتي هذا الانفجار الذي يعتبر الأضخم في تاريخ لبنان وسط أزمة اقتصادية خانقة لم يشهد لها البلد مثيلاً في الحقبة الحديثة.
أزمة فاقمها انتشار فيروس كورونا الذي أدى إلى فرض الحجر الصحي لأكثر من ثلاثة أشهر على اللبنانيين. وسط تسجيل إصابات بالوباء.
وفي أعقاب الانفجار الذي تعرض له مرفأ بيروت الحيوي، أبدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، خشيتها من وقوع "مشكلة في توفر الطحين" بعدما أتى على مستودعات القمح.الموجودة هناك