ابتسامات ماكرون وجونسون "المصطنعة" تصطدم بأوكرانيا

رغم خلافات فرنسا وبريطانيا حول الملفات الأربع، إلا أن زعيمي البلدين اتجها لـ"قمة السبع"، محملين بـ"أجندة مثقلة" طغت على "عدم التوافق".

فـ"بابتسامة مصطنعة"، وثقتها عدسات المصورين، التقى رئيس وزراء بريطانيا بوريس وجونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا، بل إن جونسون "بالغ" في الترحيب بماكرون، إلى الدرجة التي فسرت بأن الرجلين تجمعهما صداقة وود وتفاهم، وهو ما يناقض الواقع.

وتعليقا على صور لقاء الرجلين أمس على هامش قمة السبع المنعقدة في بافاريا بألمانيا، والتي بدا جونسون في بعضها وهو يلف يديه على كتف ماكرون مرحبا به، قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن ماكرون "اصطنع ابتسامة عريضة"، فيما كان يقف بجانب جونسون لالتقاط الصور.

قمة السبع.. 3 مطالب لرئيس أوكرانيا

ملفات ثنائية معقدة

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن الرجلين قاوما "خلافاتهما الشديدة"، والتي تتمحور حول عدد من الملفات، وهي: حقوق الصيد في مياههما، مرورًا بانتقال المهاجرين بين البلدين، وإفساد بريطانيا لصفقة غواصات فرنسية استرالية عبر اتفاق مع الولايات المتحدة وأستراليا أهدر مليارات الدولارات على باريس، إلى الخلاف الأخير بيد لندن وبروكسل على خلفية ما يعرف بـ"بروتوكول أيرلندا الشمالية".

لكن جونسون وماكرون نحيا كل التوترات والخلافات جانبا ليتركز حديثهما على أوكرانيا وبحث سبل دعمها عسكريا في مواجهة العملية التي تشنها روسيا على كييف منذ 24 فبراير/ِشباط الماضي، بحسب صحيفة "ديلي ميل",

ونقلت صحيفة "إكسبريس" البريطانية، عن مصدر في الحكومة البريطانية قوله، إن جونسون وصف التقارب الجديد بينه وبين ماكرون بأنه "Le bromance".

الخلافات مستمرة

ورغم الصور التي وثقتها عدسات المصورين وما أظهرته من تقارب، إلا أنه سرعان ما ظهرت الخلافات مرة أخرى بين البلدين على السطح، لكن على خلفية مناقشات أوكرانيا؛ فكلا الرجلين له نهج مستقل ومغاير في التعامل مع الأزمة.

ففي حين يدعو ماكرون إلى التفاوض مع موسكو، بحسب تصريحات سابقة له أكد فيها أنه لن يكون هناك حل في أوكرانيا عبر "إذلال روسيا"، يحذر جونسون من أن أي محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الرئيس فلاديمير بوتين سيكون لها تداعيات مؤلمة على المدى الطويل.

وفي محادثاته مع ماكرون، أكد جونسون أن "أي محاولة لتسوية الصراع الآن لن تؤدي إلا إلى عدم استقرار".

جونسون أضاف، أن: "عواقب ما يحدث للعالم صعبة، لكن ثمن التراجع، وثمن السماح لبوتين بالنجاح سيكون باهظًا وأعلى بكثير".