مقترح ماكرون بشأن حماس.. الدلالات وإمكانية التنفيذ
ما إن أطلق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مقترحه بتوسيع التحالف الدولي ضد "داعش"، ليشمل حماس أيضا، حتى بدأت التساؤلات حول كيفية تطبيقه، تطفو على صفيح ملتهب في الشرق الأوسط.
السؤال الأول الذي يصعد لذهن المراقب هو "هل الفكرة قابلة للتطبيق؟"، خاصة في ظل التباين في المواقف بين الدول الغربية والعربية، إزاء التصعيد الحالي في قطاع غزة.
محمد قواص المحلل السياسي اللبناني أجاب عن هذا السؤال في حديث لـ"العين الإخبارية"، قائلا إن "الاقتراح نظري وإعلامي ويواكب فقط زيارة ماكرون إلى إسرائيل".
وأضاف أن "الرئيس ماكرون يحاول دائما التفرد بمبادرات غريبة نوعا في كثير من الأحيان، فقط لجذب الانتباه إلى فرنسا التي تخسر كثيرا في الدبلوماسية سواء في أفريقيا أو الشرق الأوسط".
وأوضح أن "التحالف الدولي ضد داعش يشمل مشارب دولية مختلفة اتفقت على أن تنظيم داعش هو تنظيم إرهابي، ويتطلب جهدا دوليا مشتركا، وهذا الأمر لا ينطبق على حركة حماس".
ورأى المحلل السياسي اللبناني أنه "إذا كان الرئيس ماكرون يريد لهذا التحالف أن يكون تحالفا غربيا فقط، فأعتقد أنه حتى لدى الدول الغربية لن يكون هناك إجماع في هذا الشأن".
"غير منطقي"
كما اتفق الدكتور مبارك آل عاتي المحلل السياسي السعودي مع قواص، قائلا لـ"العين الإخبارية"، إنه "لا تزال ردات الفعل الغربية بالغة في حدتها ومبالغة أيضا في إعلان وقوفها مع إسرائيل".
وتابع "من الواضح أن الغرب لا يزال يعيش تحت تأثير الصدمة، التي أحدثها هجوم الفصائل الفلسطينية على إسرائيل".
ومضى قائلا إن "اقتراح الرئيس الفرنسي، والذي يعني وفقا لتقديري أن يتولى التحالف الدولي ضد داعش الحرب على غزة، هو ربط غير منطقي، ولا يتواكب تماما مع الشروط التي قام لأجلها التحالف الدولي".
واعتبر أن "ما يجري من حماس والجهاد هو جزء لا يتجزأ من الفصائل الفلسطينية، ونعلم أن السبب الحقيقي للعنف والعنف المضاد هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".
مستطردا "سبب الأزمات كلها هو استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واستمرار تجاهل إسرائيل للحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار تعمد تدنيس الأماكن المقدسة والمسجد الأقصى، وهذه الأسباب الحقيقية المؤدية لتفجر الأوضاع في المنطقة".
"كيف يتم؟"
في المقابل، تساءل جان بول شانيولو، الخبير الفرنسي ومدير معهد الأبحاث والدراسات المتوسطية والشرق أوسطية، عن كيفية تشكيل هذا التحالف الدولي، وهل سيدخل الجيش الفرنسي في تحالف لقصف غزة؟.
وفي معرض تساؤلاته، أكد الخبير الفرنسي أنه "لن يكون هناك سوى حل سياسي، وليس عسكريا، لهذه الحرب".
وأضاف"لا أفهم تصريح الرئيس إيمانويل ماكرون لأن هذا التصريح لا يمكن أن تتبعه أفعال في الواقع، وسبب ذلك وجيه ويتمثل في أن التحالف الدولي ضد داعش على سبيل المثال، تم إنشاؤه لمحاربة منظمة إرهابية عابرة للحدود".
"ولكن، بالنسبة لحركة حماس، المتواجدة داخل المجتمع الفلسطيني منذ 35 عامًا، سيكون من الصعب قيادة تحالف عسكري ضدها، لأن هذه المنظمة لديها تواجد وتمركز إقليمي محلي في غزة وحتى في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تواجدها داخل النسيج الاجتماعي الفلسطيني ما يجعلها تحظى بالدعم الشعبي، ودعم الحركات المسلحة الأخرى والمتعاطفين، لذلك فالوضع مختلف تماما". يتابع جان بول شانيولو.
وخلال زيارته لإسرائيل، اليوم الثلاثاء، اقترح ماكرون "تحالفا" دوليا ضد حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال ماكرون "اقترح على شركائنا الدوليين، أن نتمكن من بناء تحالف إقليمي ودولي لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تهددنا جميعا".
والتحالف الدولي لمكافحة داعش، المنتشر حاليا في العراق وسوريا، تأسس عام 2014 برعاية الولايات المتحدة وتشارك فيه فرنسا ودول أخرى.
وتسلل المئات من عناصر حماس إلى إسرائيل من غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في هجوم غير مسبوق أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، حسب السلطات في تل أبيب.
وردت إسرائيل بقصف جوي ومدفعي مكثف على غزة، أدى بحسب وزارة الصحة القطاع التابعة للحركة، إلى مقتل 5791 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين.