ماكرون يغيب عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.. تجاهل أم توازن صعب؟
لم يتخلف سوى مرة واحدة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لكن غيابه المتوقع يثير الدهشة بالنسبة لرجل يصر على عدم تفويت أي اجتماع دبلوماسي.
إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي الذي لا يغيب عن أي اجتماع، لن يكون على قائمة الحاضرين باجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للمنظمة الدولية، والسبب مثير للدهشة وفق مراقبين.
ومع أن الإليزيه لم يعلن الخبر رسميا بعد، لكن مجلة "بوليتيكو" نقلت عن مصادر من الدوائر المقربة من ماكرون قولها في تبرير لغيابه المتوقع، إن الرئيس منشغل بجدول مزدحم، حيث سيستضيف ملك بريطانيا تشارلز الثالث في زيارة لطالما تم تأجيلها بسبب اضطرابات في فرنسا.
كما من المقرر أن يستقبل ماكرون أيضا البابا فرانسيس في مدينة مرسيليا الساحلية نهاية الأسبوع المقبل، إضافة إلى أنشطة عديدة أخرى تجعل من الصعب عليه التنقل إلى نيويورك.
وللرئيس الفرنسي أيضا مبادراته الدبلوماسية الخاصة التي يسعى لحشد الدعم لها وبث الحياة فيها، وفي مقدمتها الميثاق المالي العالمي الجديد.
توازن صعب أم تجاهل؟
تنظر النخب السياسية في فرنسا لهذا الغياب بعين الدهشة والاستغراب والريبة أيضا، وسط تقارير تتحدث عن تجاهل وليس جدول مزدحم، خصوصا أن ماكرون لم يتخلف عن أي اجتماع دبلوماسي دعي إليه.
وبحسب المجلة، شارك ماكرون في أعمال قمة مجموعة العشرين المنعقدة مؤخرا في الهند، لكنه فضل الغياب عن اجتماعات الأمم المتحدة بالنظر إلى أن خطابه لن يكون مقنعا خصوصا في ما يتعلق بالإصلاحات سواء الداخلية أو للسياسة الخارجية.
وتنقل المجلة عن وزير فرنسي فضل عدم نشر هويته، قوله: "هناك مسألة توازن ووقت بالنسبة لماكرون والنقطة الأخرى للجمعية العامة للأمم المتحدة هي إلقاء خطاب بارز، وبالنظر لعدم وجود إصلاح شامل للسياسة الخارجية الفرنسية، فلا حاجة إذن للقيام بذلك كل عام".
لكن على الجانب الآخر من المشهد، يعتقد محللون أن غياب ماكرون سيبعث برسائل سلبية تتقاطع عند التجاهل والتضارب، خصوصا أن الرئيس الفرنسي معروف بحماسه الكبير للدبلوماسية.
مخاوف تفسر حالة الصدمة التي انتابت الدوائر المقربة لماكرون، حيث قالت آن جينيتيه، النائبة عن حزب "النهضة" الذي يتزعمه ماكرون، إنها "فوجئت للغاية" حين علمت بأنه لن يحضر الاجتماعات.
وأضافت: "ستكون خسارة لنا، أنا مقتنعة بأن الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مفيد، فهناك الخطب الكبيرة والمحادثات الدبلوماسية المكثفة".
ليس الوحيد
لم يتخلف ماكرون عن الجمعية العامة للأمم المتحدة إلا مرة واحدة من قبل، وتحديدا حين قررت واشنطن إقامة تحالف أمني مع أستراليا وبريطانيا، وما عدا ذلك، كان الرئيس الفرنسي الحاضر على الدوام في اجتماعات نيويورك السنوية.
لكن ماكرون لن يكون الغائب الوحيد المثير للدهشة، ذلك أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيغيب أيضا عن الحدث المقرر الأسبوع المقبل.
وسيكون غياب سوناك أكثر إثارة للاستغراب، خصوصا أن الاجتماعات المرتقبة ستكون أول جمعية عامة له منذ توليه منصبه في أكتوبر/ تشرين أول الماضي
وعلاوة على سوناك، يغيب أيضا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، لينضما إلى الرئيسين الصيني شي جين بينغ، والروسي فلاديمير بوتين، في غياب يعني أن زعيما واحدا فقط من الدول الخمس التي لديها مقاعد دائمة سيحضر الاجتماع.
غياب بارز يرجح خبراء أنه يمنح الفرصة لخطاب الرئيس الأمريكي من أجل أن يحظى بصدى واهتمام أكبر مما حظي بهما بالسنوات السابقة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز