«البيت المجنون».. أسرار الكابيتول الأمريكي في كتاب

في زمن لم تعد فيه السياسة الأمريكية «فن الممكن»، يكشف كتاب «البيت المجنون» النقاب عن الوجه الحقيقي لما يجري خلف الكواليس في مبنى الكابيتول.
هناك، حيث يُفترض أن تُصنع القرارات الكبرى، ترقد مؤسسة تشريعية مأزومة، تحكمها صراعات، وأطياف من الشخصيات التي تحوّلت إلى «كاريكاتيرات حزبية، تقاتل على الشاشات أكثر مما تفعل في اللجان»، بحسب الكتاب.
فكيف صور الكتاب ما يحدث داخل الكابيتول؟
في كتابهما «البيت المجنون»، يعرض الكاتبان آني كارني ولوك برودووتر صورة حادة وذكية للوضع في الكابيتول هيل، في نبرة تتناسب مع العصر؛ ففي عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "أصبحت السياسة تمثيلية، والشخصيات مُبالغا فيها والناس غاضبين".
ويهدي المؤلفان كارني التي تغطي أخبار الكونغرس في صحيفة "نيويورك تايمز" وبرودووتر الحائز سابقًا على جائزة بوليتزرعن صحيفة "بالتيمور صن" الكتاب إلى "المسربين، والنمامين، والفضوليين الذين يملؤون قاعات الكونغرس" وفقا لما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
يبدأ الكتاب بقصة تحذيرية عن كيفن مكارثي، رئيس مجلس النواب السابق الذي وصفه بـ"البائس واليائس"، في حين ينتهي بانطباعات وتأملات عن تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ.
ووفقا للكتاب، يبدو مكارثي أسوأ حالاً حيث رفضه زملاؤه في مجلس النواب حتى إنهم «أهانوه»، بدءا من نانسي بيلوسي، الرئيسة الفخرية الديمقراطية لمجلس النواب، إلى مات غيتز، الجمهوري المشاغب القادم من فلوريدا.
وبصفته عضوًا في الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا، كان مكارثي شخصا مدللا ومتوددا وهو ما اعتبره المؤلفان "أمرا غير متوقع من أي شخص مؤهل "للمفاوضات عالية المخاطر".
فمثلا كانت بيلوسي تقول عنه: "لا أعرف ماذا يفعل هنا بحق الجحيم. لماذا هو هنا أصلًا؟" حسبما جاء في الكتاب الذي قال "كان من المُضيع لوقتها أن تُضطر للتحدث مع مثل هذا الأحمق".
ولم تكن بيلوسي وحدها من تتبنى هذا الموقف، فقد كانت النائبة الديمقراطية كاثرين كلارك من ماساتشوستس، قاسية أيضا، قائلة إن مكارثي "كان يسعى وراء السلطة، أما بقية الأمر فلا يُهم.. وهذا ما جعله بطبيعته قائدًا خطيرًا وغير فعال".
وبالنسبة لغيتز، فكان الأمر شخصيًا حيث رفض مكارثي إغلاق تحقيق لجنة الأخلاقيات حول مزاعم تعاطي نائب فلوريدا للمخدرات وممارسة الجنس مع قاصرين.
لذا عندما تمت الإطاحة بمكارثي، حاول تصوير الأمر على أنه "مجرد ضغينة من مات غيتز" وربما يجد بعض العزاء مع فشل تعيين غيتز في منصب المدعي العام ضمن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو الآن خارج الكونغرس تمامًا، مجرد مذيع تلفزيوني صغير.
ولدي كارني وبرودووتر الكثير من القصص ويقولان في كتابهما "إذا كان هناك شيء واحد يتفق عليه السياسيون من جميع الأطياف في الدورة 118 للكونغرس فهو أنهم أعضاء في هيئة تشريعية مُختلّة يسكنها حفنة من المهرجين".
فهناك مثلا قصة النائبة الجمهورية نانسي ميس، الجمهورية من ولاية كارولينا الشمالية التي انتقدت ترامب سابقا وصوتت للتصديق على انتخابات 2020 لكنها تدرك الآن أن ساكن البيت الأبيض هو قوة العصر.
وقالت ميس: "لا أستطيع المضي قدمًا والارتقاء إلى مناصب أعلى وأن أكون مُناهضة لترامب.. هذا ليس وضع البلاد.. وعلى الأرجح، ليس هذا هو حال الناخبين الجمهوريين" وأضافت: "إذا أردتُ أن أمضي قدمًا في مسيرتي المهنية، فعليّ اتخاذ بعض القرارات."
القصة الأهم
قد تكون القصة الأهم في الكتاب هي: كيف تعامل شومر من وطأة تقدم الرئيس السابق جو بايدن مع تقدّمه في السنّ واعتلال صحته لدرجة يصعب تجاهلها، حيث جادل السيناتور الديمقراطي بأنه "إذا رفض الرئيس التنحي، فإن العواقب على الديمقراطيين وعلى إرث بايدن نفسه بعد نصف قرن من الخدمة العامة ستكون كارثية".
وفي النقاش بينهما، قال شومر: "لو كنت مكانك.. لما ترشحت. وأنا أحثك على عدم الترشح" فرد بايدن قائلا: "أنت أكثر جرأة من أي شخص قابلته في حياتي" قبل أن ينسحب من السباق وفقا للكتاب الذي أشار إلى أن شومر لم يكن واضح الرؤية بشأن كل شيء.
وقال الكتاب إن شومر يقف الآن مكشوفاً، كما أن قيادته موضع تساؤل بسبب فشله في مواجهة الجمهوريين الذين يدفعون بمشروع قانون إنفاق مرهق كما أنه يبلغ من العمر 74 عاماً، ولا يزال يستخدم هاتفا تقليديا.
aXA6IDE4LjE4OC41LjEyOSA= جزيرة ام اند امز