"الشريك الحجري" زينة سفرة الإفطار بالمدينة المنورة
"الشريك المديني" أو السحيرة من أشهر المأكولات الشعبية، وهو خبز يحضر بطريقة معينة وتتفرد به المدينة المنورة خاصة في رمضان.
لاتزال المأكولات الشعبية تجد إقبالا كبيرا بين أهالي المدينة المنورة وزوارها من داخل المملكة وخارجها، ومن أشهر هذه المأكولات "الشريك المديني" أو ما يسمى الشريك الحجري أو السحيرة، وهو خبز يحضر بطريقة معينة ويتميز بالطعم اللذيذ وتتفرد به المدينة المنورة عن غيرها من مناطق المملكة خاصة في رمضان.
ويحرص أهالي طيبة الطيبة على شراء الشريك الحجري بشكل يومي في شهر رمضان وتتزين سفرة الإفطار في المسجد النبوي به، وتزدحم محال بيع الشُريك قبل صلاة المغرب ويصطف المشترون بالطوابير لشرائه لأنه المفضل على مائدة الإفطار في رمضان.
في حين يخبز الشُريك على شكل دوائر تُرش بالقليل من السمسم الذي يكسبه طعما مميزا ليجد طريقه بعد ذلك إلى الأفران ثم المائدة.
واشتهرت بعض أسر المدينة المنورة بتجهيز خبز الشريك؛ إذ توارثوها من الآباء والأجداد حتى أصبح علامة تجارية يُعرف بأسماء الأسر حيث يقول العم حمزة صاحب أشهر مخبز لتحضير الشريك الحجري بالمدينة المنورة إنه عندما كان عمره 15 عاما، كان يساعد والده في الفرن حيث تعلم بعدها أسرار المهنة.
وعن مراحل تحضير الشريك أفاد بأنه يصنع من الدقيق والحمص والسمسم، ويمر بعدة مراحل إلى أن يتم عرضه للزبائن، مبينا أنه قديما كان يجهز على الفحم والزبائن يفضلون حمله بالحبال الصغيرة بدلا من الأكياس الورقية، وذلك للمحافظة على جودته ونكهته لأنه يخرج من الفرن ساخا ووضعه في الأكياس يجعله طريا جدا بسبب تبخر الحرارة.
ويصف العم محسن وهو بائع في أحد أشهر محال بيع الشُريك في المدينة الشريك الحجري بنور السفرة الرمضانية وعن طريقة صنعه فيقول: هناك نوعان من الشُريك المديني؛ الأول وهو العادي المعجون بالماء فقط وهذا النوع الإقبال عليه ضعيف بعض الشيء، أما النوع الآخر فهو الشريك الحجري الذي يكثر عليه الإقبال فهو المصنوع من الحليب والحمص حيث يتميز هذا النوع بوجود حبات من الحمص اللذيذ بداخله.
وعن الشريك المديني قال المواطن سعد حبيب: لا يمكننا أن نجلس على المائدة الرمضانية دون أن يكون عليها الشريك والفول والدقة المدينية، فمنذ أكثر من أربعين عاما ونحن على هذه العادة التي لم نتخلَّ عنها في شهر رمضان، موضحًا أن للشريك مذاقا ورائحة خاصة ارتبطتا بالمدينة المنورة وذكريات رمضان فيها.
من جهته قال حسن جعفر "تعودت على أكل الشريك منذ الصغر وأعتبره الأكلة المفضلة لدى كبار السن، حيث كنت أذهب مع والدي -رحمه الله- لنشتريه من سوق القفاصة في شارع العينية ومن سوق العيش إذ كان يطلب مني إحضار الشريك والخبز الحب قبل صلاة المغرب من الفرن الواقع في حوش منصور".
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg جزيرة ام اند امز