عصابات الأطفال في إيطاليا.. جيش احتياطي لجرائم المافيا
إيمانويل سيبيلو أحد كبار زعماء المافيا الصغار توفي في عمر الـ19 في شوارع نابولي، في معركة بالأسلحة مع عصابة منافسة.
غالباً يرتبط اسم "المافيا" في أذهاننا بعصابات الجريمة المنظمة في إيطاليا وصقلية، والتي فرضت سطوتها وامتدت أذرعها الإجرامية في كل البقاع، وشملت أنشطتها غير القانونية جرائم مثل الابتزاز وتجارة المخدرات وعمليات السرقة والخطف، والتي يقودها مجموعة من كبار وزعماء العصابات.
وتعدى الأمر مجرد الرجال، ففي جنوب إيطاليا، تستهدف المافيا الأحياء الفقيرة حيث البطالة والعنف، لتجنيد الأطفال والمراهقين لاستخدامهم في توزيع المخدرات وإخفاء الممنوعات للإفلات من السلطات الأمنية.
وبحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، فإن أعداد زعماء المافيا من صغار السن في تزايد مستمر، بعد أن فجّرت هيئة مكافحة المافيا "DIA" في تقريرها الأخير الذي يصدر كل 6 أشهر إنذاراً مدوياً بشأن قضية تجنيد الأطفال.
وذكرت الصحيفة الإيطالية أن ظاهرة "زعماء المافيا الشباب" تنتمي على وجه الخصوص إلى أقاليم كامبانيا وكالابريا وصقلية وبوليا.
وقالت هيئة مكافحة المافيا "DIA " في تقريرها الأخير الذي قدمته إلى البرلمان الإيطالي: "انتشرت وازدادت بشكل كبير الأعمال الهمجية والعنيفة التي ترتكبها عصابات الأطفال في المناطق الجنوبية للبلاد"، بحسب صحيفة "إل ماتينو" الإيطالية، في تحقيقها الأخير.
ونشرت الجريدة الإيطالية تحقيقا كبيراً عن أسباب تصرفات تلك العصابات من الأطفال وتفسيراتها المختلفة، فمن تعرض البعض للانحراف بسبب المشاكل العائلية إلى نشأتهم في ظروف اجتماعية سيئة، كانت جميعها عوامل أسهمت في تسهيل تجنيد القاصرين في صفوف العصابات الإجرامية.
وأكد التقرير أن هؤلاء القاصرين بمثابة جيش احتياطي للجريمة، يُستَخدم على وجه الخصوص في أنشطة الاتجار في المخدرات.
أما موقع صحيفة "Linkiesta" الإلكتروينة الإيطالية، فتحدث في تقرير سابق، عن تجنيد المافيا للشباب الصغار، ومن أبرزهم، إيمانويل سيبيلو أحد كبار زعماء المافيا الصغار، الذي توفي في عمر الـ19 في شوارع نابولي، في معركة بالأسلحة مع عصابة منافسة.
وسيبيلو واحد من العديد من الشباب أو بالأحرى الأطفال الذين جندوا من قبل عصابات المافيا في الجنوب، جيش من الأطفال نشأ في ظل العشائر والمعلمين السيئين، على استعداد للموت أو القتل، في الأغلب من أجل المال، أو من أجل سحر القوة والسيطرة.
كما ذكر الموقع أنه في عام 1984، بلغ عدد القاصرين الذين ارتكبوا جرائم تتعلق بالمخدرات 578 فقط، وفي عام 1990 زاد الرقم إلى نحو 2000 حالة، حتى وصل إلى أكثر من 5 آلاف ممن هم تحت سن الـ18 في عام 2016، فالعطش للسلطة يدفع الكثير من الأطفال والشباب إلى أن يصبحوا مجرمين عنيفين في نابولي.
ومن بين أشهر الشخصيات الإجرامية في إيطاليا لوتشيانو ليجيو زعيم سابق في المافيا الصقلية، الذي ولد عام 1925، وتوفي إثر أزمة قلبية عام 1993.
كان واحداً من 10 أطفال نشأوا في فقر مدقع في مزرعة صغيرة، أُدين لأول مرة وهو في عمر الـ18 عاماً لسرقته الذرة، وحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر، وفي عام 1945 جُند من قبل المافيا في جزيرة صقلية، وفي تلك السنة نفسها قتل مزارعاً بإحدى المزارع من أجل الحصول على وظيفته، ثم أخذ المزرعة وطالب مالكها بالتوقيع للتنازل عنها له تحت تهديد السلاح.
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا كتبه الصحفيان لورينزو توندو من باليرمو وجيان ماريا تامارو من نابولي، عن تزايد قوة مافيا الأطفال في مدينة نابولي الإيطالية، حيث أصبح هناك جيل جديد يحل محل العصابات القديمة، وكان على رأسهم إيمانويل سيبيلو الذي اعتقل لأول مرة وعمره 15 عاما، وحين داهمت الشرطة بيته في مدينة نابولي حاول وقتها التخلص من مسدسين.
كما ذكر الصحفيان أن السلطات الإيطالية اعتقلت منذ سنوات المئات من قادة مافيا "لاكامورا"، وفي غياب القادة القدماء المعتقلين أو المقتولين آلت السلطة في المدينة إلى الأطفال والشباب مثل "سيبيلو".
يذكر أن محكمة النقض في نابولي أصدرت الصيف الماضي أحكاما بالسجن على 42 من أعضاء المافيا الشباب بلغت مدتها الإجمالية 500 عام.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOC4yMDAg جزيرة ام اند امز