العمل المسرحي هو عمل موسيقي غنائي كوميدي يصلح للعائلات؛ لما فيه من إبهار وخفة دم وسرد مسرحي لقصة تاريخية.
شاهدت ضمن فعاليات موسم "الرياض"، أمس الأول، عرض مسرحية "علاء الدين" إنتاج وبطولة مجموعة من العناصر الفنية المصرية.
هذا العمل المسرحي هو عمل موسيقي غنائي كوميدي يصلح للعائلات؛ لما فيه من إبهار وخفة دم وسرد مسرحي لقصة تاريخية من خيال الفلكلور القديم يعيدك إلى زمن بغداد القديمة، والمصباح السحري، والعفريت، والبساط الطائر.
"علاء الدين" قُدمت للسينما الأمريكية في الثلاثينيات، وأصبحت إحدى أهم شخصيات والت ديزني، في الكارتون والمسلسلات والسينما، آخرها ذلك العمل الذي حصل فيه الشاب المصري "مينا مسعود" على جوائز عالمية تقديرا لدوره كعلاء الدين.
يستغرق العمل 4 ساعات مليئة بالحركة والملابس المصممة بحرفية، والموسيقى الحركية المناسبة لإيقاع العصر، وإمكانيات الإبهار التكنولوجي التي ظهرت لأول مرة في عمل مسرحي عربي، مثل الشاشات الخلفية ذات الأبعاد، والخدع، والشخصيات الطائرة والبساط السحري الذي يحلّق فوق رؤوس الجماهير بشكل يعيدك بقوة إلى زمن أساطير بغداد القديمة كما صوّرتها "ألف ليلة وليلة".
هؤلاء هم سفراء وسفيرات مصر للعالم، هم القوى السياسية، هم القيمة المضافة في المنطقة والعالم، هم مصدر التحويلات المالية، هم -وهذا هو الأهم- ساكنو قلوب وعقول الأشقاء العرب.
العمل بطولة الفنان أحمد عز، والشابة تارا عماد، والأستاذ سامي مغاوري، والكوميدي محمد ثروت وحشد كبير من الشباب والشابات.
فاجأ أحمد عز الجميع بإتقانه الكامل لأساسيات المسرح، وتميُّزه في الدور وكسره حاجز الخوف المسرحي رغم أنها تجربته الأولى على خشبة المسرح؛ فنال تعاطف وإعجاب جمهور الرياض.
المخضرم سامي مغاوري كان عظيما، وحضور محمد ثروت الطاغي في دور الجني كان لافتا للغاية، ورقة تارا عماد في دور ياسمين كانت متألقة.
الشركة المنتجة "كايرو شو" قدمت إمكانيات غير مسبوقة ظهرت على خشبة المسرح؛ ما يثبت أن شركات الإنتاج في مصر قادرة على توفير أحدث الإمكانيات مهما كانت كلفتها إذا ضمنت العائد والإيراد المناسبين.
قائد العمل مجدي الهواري نجح مع المنتج وليد صبري في توفير جميع العناصر الفنية كاملة، ليقدم على مسارح الرياض عملا يوازي العمل ذاته الذي يقدم في "برودواي"، والذي شاهدته منذ عامين، وأستطيع أن أؤكد أنه يقارب المستوى ذاته رغم اختلاف القدرات التكنولوجية والمادية لشركة ديزني.
ما وددت أن أؤكده اليوم هو ما أكده سفير مصر النشط في السعودية "أحمد فاروق" الذي حضر العرض بقوله: "قوة مصر متعددة ولكن من أهمها القوة الناعمة المؤثرة".
يوجد في السعودية قرابة 3 ملايين مصري يُسهمون مع أشقائهم السعوديين في جميع مناحي الحياة وجميع أنواع الوظائف والمهن بجهد وإخلاص.
تأمل موسم الرياض للترفيه سوف تجد عازف الكمان، ومصمم الديكور، والطاهي البارع، وصاحب البوتيك، والمطربة، والممثل المسرحي، والمدير الإداري، والمنتج، والمخرج، ومصممة الملابس، والموزع الموسيقي، والمايسترو.. كل هؤلاء من خيرة أبناء وبنات الأرض المصرية.
هؤلاء هم سفراء وسفيرات مصر للعالم، هم القوى السياسية، هم القيمة المضافة في المنطقة والعالم، هم مصدر التحويلات المالية، هم -وهذا هو الأهم- ساكنو قلوب وعقول الأشقاء العرب.
المسألة أكبر من أغنية أو مسلسل أو مسرحية، إنها القوة الحقيقية لحضارة أمة.. لذلك كانت شركة مصر للتمثيل والسينما (ستوديو مصر) ثالث شركة أنشأها طلعت باشا حرب بعد بنك مصر ومصر للنسيج.
لذلك هو المصباح السحري لمصر.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة