زلزال إسطنبول ينذر بـ«الكارثة الكبرى».. قلوب 16 مليون تركي ترتجف في لحظة واحدة

ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6.2 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه في بحر مرمرة، مدينة إسطنبول، الأربعاء، من دون أن يتسبب في سقوط ضحايا أو يسفر عن أضرار، لكن تبعته عشرات الهزات الارتدادية التي بثت الذعر بين السكان.
وأكدت هيئة إدارة الكوارث الوطنية (آفاد) ووزير الداخلية علي يرلي كايا أن "زلزالا بقوة 6.2 درجة وقع قبالة سواحل سيليفري، في بحر مرمرة".
وكتب وزير الداخلية على منصة إكس أن "بحلول الساعة 3:12 بعد الظهر تم تسجيل 51 هزة ارتدادية، أكبرها كانت بقوة 5.9 درجة.
وقال إن الزلزال الأول الذي ضرب في الساعة 12:59، كان "على عمق نحو سبعة كيلومترات واستمر لمدة 13 ثانية".
وشعر السكان في كل أحياء المدينة الفسيحة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة وتقع على مضيق البوسفور وبحر مرمرة بهزتين أرضيتين قويتين على الأقل، بفارق جزء من الثانية.
وتم تسجيل أكثر من 10 هزات ارتدادية في الساعتين التاليتين، وفقا لهيئة إدارة الكوارث.
وهرع آلاف الأشخاص إلى الشوارع في حالة من الذعر، وتوجه معظمهم إلى الحدائق العامة وبقوا فيها، لا يجرؤون على العودة إلى منازلهم.
ويوم 23 أبريل/نيسان هو عطلة رسمية في تركيا، ولذلك فإن المؤسسات والمدارس والعديد من الشركات مغلقة.
وقال شخص نزل مسرعا من برج غلطة "شعرت بالهزة فهرعت إلى الخارج".
وقال أحد الباعة المتجولين لوكالة الصحافة الفرنسية "أصبنا بالذعر، ولكن هذا كل شيء.. هربنا. لا يمكننا فعل أي شيء، لا شيء على الإطلاق".
وذكرت هيئة إدارة الكوارث إن الزلزال شعر به سكان مدن قريبة من إسطنبول، وحتى على بعد مئات الكيلومترات في إزمير على ساحل بحر إيجه. وكذلك شعر بالهزة سكان صوفيا عاصمة بلغاريا، وجزيرة ليسبوس اليونانية.
ولم تبلغ السلطات عن وقوع إصابات أو أضرار. وذكرت قناة "إن تي في" التركية أن مبنى انهار في حي الفاتح، لكنه شاغر منذ نحو 30 عاما.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه "يتابع التطورات من كثب".
وأكدت محافظة إسطنبول أن "كل خدمات الطوارئ لدينا في حالة تأهب. لم تنهر أي مبانٍ، وفقا للمعلومات المتوافرة لدينا حتى الآن. نواصل عمليات البحث"، داعية المواطنين إلى "الابتعاد عن المباني المتضررة".
وأشارت بلدية المدينة إلى أنها تتابع الوضع، موضحة أنه "لم يتم الإبلاغ عن أي حالات خطيرة حتى الآن".
وأشار وزير النقل أيضا إلى عدم الإبلاغ عن أضرار في البنية التحتية سواء الطرق السريعة والسكك الحديد والمطارات أو المترو.
الخوف من زلزال مدمر
تقع تركيا فوق صدعين تسببا في العديد من المآسي في الماضي. وتعيش إسطنبول خصوصا في خوف من "الزلزال الكبير" كونها تقع على مسافة 20 كيلومترا من صدع شمال الأناضول، ويتوقع الخبراء الأكثر تشاؤما وقوع زلزال بقوة 7 درجات على الأقل بحلول عام 2030، قد يتسبب في انهيار جزئي أو كلي لمئات الآلاف من المباني.
وكتب البروفيسور ناجي غورور، أحد أبرز علماء الزلازل في البلاد، على إكس أن زلزال الأربعاء ليس ذاك الزلزال الذي يتوجسون منه، بقوله "هذه الهزات ليست الزلازل الكبرى التي نتوقعها في مرمرة. الزلزال الحقيقي هنا سيكون أقوى وأعلى من 7 درجات"، داعيا "السكان والحكومة إلى اتخاذ الاحتياطات حتى في حالة عدم وجود زلزال.. لإعداد المدينة" لكارثة مماثلة.
وشهد جنوب شرق البلاد زلزالا عنيفا في فبراير/شباط 2023 أسفر عن مقتل 53 ألف شخص على الأقل وتدمير مدينة أنطاكيا القديمة.
وتضم منطقة سيليفري أحد أكبر سجون البلاد، وفيه يُحتجز رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو، ورجل الأعمال راعي المؤسسات الخيرية عثمان كافالا. وإلى هذا السجن نُقل العديد من المتظاهرين الذين أوقفوا خلال موجة الاحتجاجات التي أعقبت اعتقال إمام أوغلو في 19 مارس/آذار.
وذكرت شبكة التضامن بين أهالي الطلاب الموقوفين على إكس أن السجن لم يتعرض لأي ضرر.