من المجد إلى سقوط مدو.. رحلة انهيار هاري ماغواير مع مانشستر يونايتد
ظل هاري ماغواير مدافع منتخب إنجلترا على مدار سنوات، هدفا لإدارة نادي مانشستر يونايتد حتى نجحت في الظفر بخدماته في صيف 2019 بمقابل خيالي.
تعاقد مانشستر يونايتد مع ماغواير في صيف 2019، بعد عام واحد من قيادته إنجلترا إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا، مقابل 80 مليون جنيه إسترليني، ليصبح المدافع الأغلى في الدوري الإنجليزي الممتاز والعالم.
تجاوزت قيمة ماغواير عند التعاقد معه ما دفعته إدارة ليفربول في شتاء 2018 للحصول على توقيع الهولندي فيرجيل فان دايك من ساوثهامبتون، ولكن التفوق لم يحدث على أرض الملعب ولم يجلب مجداً أوروبياً أو يعيد لقب البريميرليغ مثلما حقق التعاقد مع الطاحونة البرتقالية لجماهير "أنفيلد".
ومع مرور الوقت وكثرة الأخطاء بدأت حملات الدفاع المستميت من جماهير ونقاد ومدربين عن مدافع منتخب إنجلترا هاري ماغواير، رغم مستوياته الكارثية التي تحولت إلى مزحة يتناقلها جمهور الخصوم، ثم جاءت لحظة الحقيقة هذا الموسم حين تحول القائد والمدافع الأغلى إلى لاعب بديل في خطط المدرب الهولندي إريك تين هاغ.
لماذا تحول ماغواير إلى بديل؟
كشفت صحيفة "ميرور" البريطانية في تقرير لها نقلاً عن شبكة "إي إس بي إن" العالمية، سر قيام المدرب تين هاغ بتحويل ماغواير إلى مقاعد البدلاء، من خلال وجهة نظر أعضاء بالجهاز الفني للشياطين الحمر.
يدافع تين هاغ في العلن عن القائد الأول لفريقه ويؤكد امتلاكه لفنيات عالية ويبرر إجلاسه بديلاً بوجود منافسة على مركزه من أكثر من لاعب وتحديداً الثنائي الذي أثبت أحقيته بمركزه والمكون من الفرنسي رفائيل فاران والأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، لكن الدفاع العلني لا يبدو وجهة نظر المدرب الحقيقية.
العيب الأول الذي يعاني منه ماغواير هو افتقاره للحركية والمرونة والتي باتت جزءا حيوياً في كرة القدم الحديثة، وهو ما تسبب في تحويل المدافع الدولي لكرسي البدلاء.
تتمثل الحركية التي يفتقدها لاعب ليستر السابق في القدرة على تغيير المكان وتسريع اللعب بالكرة ومن غيرها، والتحكم في الجسد وحركة الكرة وزيادة معدل الحركية والانطلاق وثبات الأداء وتقليل فرص التعرض للإصابات، والرشاقة في تفادي الخصوم.
ماغواير على أرض الواقع يفتقد الرشاقة في تفادي زملائه وليس الخصوم وهو ما تسبب في مواقف طريفة عديدة اصطدم خلالها بزملاء له في الفريق مثل كريستيانو رونالدو وبول بوغبا وإريك بايلي، والغريب أن الثلاثي غادر النادي.
العيب الثاني الذي يعاني منه ماغواير هو الاندفاع من مكانه في الخط الخلفي من أجل الدخول في التحامات لا يكون هو الفائز بها أغلب الوقت مما يضر المنظومة الدفاعية لفريقه، وهو أمر غير مقبول على هذا المستوى التنافسي.
هل اكتفى ماغواير بدور القائد؟
تحدث ماغواير خلال شهر فبراير/ شباط الماضي عن دوره كقائد في مانشستر يونايتد بقوله "أنا قائد الفريق وعليّ مسؤولية كبيرة داخل وخارج الملعب، من الجيد أن أتواجد وأساعد زملائي، المدرب يؤكد لي إيمانه بي ولكن هذه هي كرة القدم".
وواصل: "من يلعبون في مكاني يؤدون بشكل جيد، رافائيل فاران يلعب بطريقة رائعة للغاية ولقد رأينا وجهة نظر المدرب وأفكاره وهو يريد مدافع يلعب بقدمه اليسرى، هناك منافسة كبيرة على المراكز لأن هذا هو مانشستر يونايتد، نريد التتويج بالألقاب ومن أجل ذلك يجب أن تكون هناك منافسة".
شدد ماغواير في حديثه على عدم وجود أي مشاكل بينه وبين المدرب واحترام تين هاغ له وإيمانه بقدراته ومساهماته مع الفريق لكن مع التأكيد على أن من يلعبون يقدمون أداءات لا يمكن التشكيك فيها.
ويبدو من حديث مدافع منتخب إنجلترا أنه استسلم تماماً لفكرة مقعد البدلاء والقائد الحكيم في عهد المدرب الهولندي خاصة أن من يقوم بدوره على أرض الملعب لاعبين يتفوقون عليه.