بايرن ميونخ في خطر.. توماس توخيل شبح يطارد إدارات الأندية
يستعد توماس توخيل مدرب بايرن ميونخ لبدء مهمته مع عملاق بافاريا يوم السبت المقبل، حين يلاقي بروسيا دورتموند في كلاسيكو الدوري الألماني.
وبعيدا عن الجوانب الفنية، فإن شخصية توخيل "المدرب" الذي راهنت عليه إدارة بايرن ميونخ مؤخرا، وأقالت من أجله تلميذه يوليان ناغلسمان الذي قاد الفريق بنجاح في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، يجب أن تكون مقلقة للمسؤولين في أليانز أرينا.
توخيل وإن كان قد وفق في تحقيق نجاحات فنية في تجاربه الـ3 مع فرق الصف الأول قاريا، وهي بروسيا دورتموند وباريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي، فإن خروجه منها جاء بعد مشاكل مع المسؤولين.
وبعيداً عن طبيعة كل مشكلة تسببت في رحيل توخيل عن الأندية التي دربها، فيمكن أن يأتي الدور على بايرن ميونخ ليقرر الاستغناء عن توماس لسبب غير رياضي آخر.
الخروج من بروسيا دورتموند
كانت أزمة رحيل النجوم عن بروسيا دورتموند هي السبب الأول لرحيل توخيل عن "سيغنال إدونا بارك" في صيف 2017.
وعد هانز يواخيم فاتسكه الرئيس التنفيذي لدورتموند مدربه آنذاك، بعدم بيع النجوم هنريك مختاريان وإلكاي غوندوغان وماتس هوملز، ولكن رحل الثلاثي في صيف 2016 إلى مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي والغريم بايرن ميونخ على الترتيب.
استفاد دورتموند من الثلاثي بمبلغ قيمته 100 مليون يورو، ولم يكن في عقد كل منهم إلا عام واحد، وهو مكسب مالي لا يمكن رفضه لإدارة نادي بحجم بروسيا، ولكن هذا لم يروق للمدير الفني.
شعر توخيل أن الإدارة كذبت عليه ولم تجلب له اللاعبين الذي أرادهم بما تسبب في برود العلاقة بين الطرفين، ووصف المدرب خطة إعادة بناء الفريق بالمخاطرة بينما وصفتها الإدارة بالطموحة.
أعلن نادي دورتموند إقالة توخيل بشكل مفاجىء في نهاية موسم 2016-2017 بعد أيام قليلة من تتويجه باللقب الأول في مسيرته كمدرب وهو كأس ألمانيا، بسبب عدم التواصل بين الطرفين، ولما وصفته الصحافة بعناد شخصية توماس.
وكشف الصحفي ستيفان أورسفيلد وقتها أن الجميع داخل جدران سيغنال إدونا بارك من لاعبين وأعضاء مجلس إدارة وغيرهم، انقلبوا ضد المدرب بشكل تام.
لماذا رحل توخيل عن باريس سان جيرمان؟
كان توخيل المدرب الذي قاد باريس سان جيرمان لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي، البطولة التي تعتبر الحلم الأكبر لإدارة ناصر الخليفي مالك النادي لكنه خسر 0-1 أمام بايرن ميونخ آنذاك.
لكن كان لتصريحات توخيل الدور الرئيسي في رحيله بشكل مفاجىء، والتي قال فيها: "أشعر في باريس سان جيرمان أني لست مدرباً، ربما وزير للرياضة أو سياسي".
وفي حواره مع قناة "سبورت 1" الألمانية عبّر توخيل عن حزنه لعدم الاحتفاء بإنجازاته في بعض الأحيان، وتحدث عن صعوبة إرضاء نجوم من نوعية البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي كيليان مبابي، بالإضافة لتأكيد تقارير صحفية رفضه لعدم تجديد عقود النجمين الأوروغواياني إديسون كافاني والمدافع البرازيلي تياجو سيلفا.
ليوناردو المدير الرياضي للنادي هاجم المدرب بسبب تلك التصريحات ووصفها بغير اللائقة، بينما تحدث توخيل بشكل علني عن عدم دعم الإدارة له في إجراء الصفقات التي كان يريد إبرامها، وكلها أسباب أدت لاتخاذ القرار قرار الإقالة الذي كان مفاجئاً أيضاً.
لماذا رحل توخيل عن تشيلسي؟
إذا كان توخيل قد نجح في الوصول لباريس سان جيرمان سنة 2020 لنهائي دوري أبطال أوروبا، فإنه حقق الكأس نفسها مع تشيلسي بعد عام واحد.
ونجح توخيل في أن يخلق فريقاً قوياً للبلوز يرهب ليس فقط فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن كبرى أندية القارة العجوز، رغم قصر المدة التي تولى فيها المهمة، والتي لم تتجاوز 20 شهراً، ورغم الحالة السيئة التي استلم بها الفريق من فرانك لامبارد.
خلال تلك الفترة حقق البلوز ثلاثية دوري الأبطال والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وخسروا 3 نهائيات للكؤوس المحلية وتحديداً كأس إنجلترا مرتين وكأس رابطة المحترفين مرة واحدة.
لكن مع تحول ملكية تشيلسي إلى مالك جديد هو الملياردير الأمريكي تود بويلي، تبيّنت صعوبة توصل الطرفين لوجهة نظر مشتركة وهو ما جعل المالك الجديد يقرر إقالة توخيل في سبتمبر/ أيلول الماضي وتعيين المدرب الحالي جراهام بوتر.
ورغم أن توخيل لم يتحدث صراحة عن أسباب رحيله عن ستامفورد بريدج فإن رئيس ناديه بويلي كشف عنها قائلا:ً "إن التعامل مع توخيل كان أشبه بالكابوس، هو مدرب ناجح وموهوب، ولكن كنا نريد التعاون والتوصل إلى رؤية مشتركة ولم ننجح في هذا الأمر معه".