توماس توخيل وناغلسمان.. خيانة على طريقة مورينيو
اعتبر بعض المتابعين تعاقد المدرب توماس توخيل مع إدارة نادي بايرن ميونخ الألماني ليقود الفريق خلفاً ليوليان ناغلسمان المقال مؤخرا إحدى حلقات الخيانة الكروية التي تشهدها ملاعب الساحرة المستديرة.
ولم يتوقع ناغلسمان، الذي نجح في قيادة بايرن ميونخ بنجاح الموسم الحالي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، عبر تجاوز مجموعة فرق كبرى كبرشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي، أن يتم التخلص منه بهذا الشكل غير المتوقع.
ناغلسمان، الذي أعلن بايرن ميونخ إقالته الجمعة 24 مارس/ آذار 2023، كان قد نجح قبلها بـ16 يوما في قيادة فريقه للفوز 2-0 على باريس سان جيرمان الفرنسي المدجج بالنجوم أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار دا سيلفا وآخرين.
لكن ما أدخل الأمر في عداد الخيانة الكروية كان علاقة الصداقة التي تجمع ناغلسمان بأستاذه توخيل، الذي دربه سابقا في فريق أوجسبورج الألماني.
كيف بدأت علاقة توخيل وناغلسمان؟
بدأت العلاقة بين توخيل وناغلسمان في أوجسبورج بولاية بافاريا، وتحديداً مع بداية موسم 2007-2008، حيث كان توماس مديراً فنياً للفريق الرديف لأوجسبورج، بينما كان يوليان لاعباً يبلغ من العمر 20 عاماً.
لكن ناغلسمان تعرض للإصابة خلال هذا الموسم في الركبة والغضروف المفصلي الذي تلف تماماً، مما جعل اللاعب ينهي مشواره الكروي في سن الـ20.
وذهب ناغلسمان للعمل بعد الاعتزال ككشاف مع المدرب توخيل في النصف الأول من عام 2008، وبالتزامن درس علوم الرياضة قبل أن يتخصص لاحقا في التدريب، تلك الوظيفة التي جلبت إليه المجد والشهرة.
والتقى توخيل مع ناغلسمان من قبل في مواجهة مهمة في دوري أبطال أوروبا 2020 لحساب الدور نصف النهائي، حيث كان المدرب الحالي للبايرن يقود باريس سان جيرمان، والمدرب السابق يشرف على ريد بول لايبزيج الألماني.
وفازت كتيبة المدرب توخيل بـ3 أهداف دون رد على رجال ناغلسمان، ليتأهل سان جيرمان لأول مرة في تاريخه للنهائي القاري، قبل أن يسقط بهدف نظيف أمام العملاق البافاري بايرن ميونخ.
خيانة بطريقة مورينيو
يتشابه سيناريو توخيل مع ناغلسمان في خلافة الأول للثاني، مع ما حدث في 2016 حين تولى البرتغالي جوزيه مورينيو قيادة مانشستر يونايتد خلفاً لأستاذه الهولندي لويس فان جال.
مورينيو عمل كمساعد ومترجم للويس فان جال في برشلونة الإسباني خلال الفترة من 1998 إلى 2000، بل إن الهولندي منح مورينيو الفرصة لقيادة إحدى مباريات الفريق الاستعراضية وتحديداً في كأس كتالونيا، خلال عام 2000، وجلس هو كمساعد له.
لكن المدرب الهولندي انتقد الطريقة التي تم تعيين مورينيو بها خليفة له في تدريب الشياطين الحمر، وخيانته بالتفاوض مع إدارة قلعة أول ترافورد في ظل وجود فان جال في منصبه.
ويقول فان جال: "الطريقة التي انتقل بها مورينيو للعمل في مانشستر يونايتد لم تكن جيدة على الإطلاق، وهذا أدى إلى إقالتي من منصبي، لكن من حيث المبدأ مورينيو ليس بالشخص السيئ، لكن يعيبه أنه يخرج عن الإطار في كثير الأحيان".
وبعد عدة أشهر كان فان جال ينتقد الطريقة الدفاعية التي يقدمها مان يونايتد مع مورينيو ويصفها بالممللة، ويتساءل: "ألم يكونوا يعلمون هذا في النادي عند تعيينه؟".
وهنا اضطر البرتغالي إلى الرد حين قال: "لقد ترك فان جال فريقاً يفتقد لاعبوه للسعادة والثقة والإيمان بأنفسهم، وهي أمور أساسية لأي فريق من أجل القتال على الألقاب"، لينهي بذلك علاقة التلميذ بأستاذه والتي كانت سائدة خلال السنوات التي سبقت ذلك الخلاف.