جوزيه مورينيو.. سلاح ريال مدريد الأبيض لإيقاف هيمنة برشلونة
عاد اسم البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق روما الإيطالي، ليتردد داخل جدران نادي ريال مدريد الإسباني، حيث بات مرشحا للعودة.
وتشير العديد من التقارير إلى أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لفريق ريال مدريد، سيرحل عن منصبه عقب نهاية الموسم الحالي، في ظل تردي النتائج على المستوى المحلي، والابتعاد عن الفوز بلقب الدوري الإسباني هذا الموسم.
وقالت تقارير صحفية إسبانية إن ريال مدريد بدأ التفكير في عودة مورينيو لتدريب الفريق خلال الفترة المقبلة، بعدما سبق له قيادته بين عامي 2010 و2013.
فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، أقدم من قبل على إعادة مدرب سابق للفريق، وذلك عندما أعاد الفرنسي زين الدين زيدان لتدريب الفريق في 2019، ثم المدرب الحالي كارلو أنشيلوتي في 2021.
لماذا تولى مورينيو تدريب ريال مدريد في 2010؟
تولى مورينيو تدريب ريال مدريد في صيف 2010، كملك متوج، بعدما حقق دوري أبطال أوروبا مع إنتر ميلان الإيطالي غير المرشح، محققاً انتصاراً تاريخياً 3-1 على برشلونة بقيادة بيب جوارديولا.
برشلونة كان الفريق الذي لا يُقهر في تلك الفترة، حيث حقق العديد من الألقاب، في عهده الذهبي مع بيب جوارديولا وليونيل ميسي وتشافي هرنانديز، المدرب الحالي، أبرزها الفوز 3 مرات متتالية بلقب الدوري الإسباني، ومرتين في 4 سنوات بدوري أبطال أوروبا.
ريال مدريد كان ضحية دائمة لجوارديولا في الكلاسيكو في تلك الفترة، حيث خسر أمامه 0-2 و2-6 و0-1 و0-2، ورغم ضم كتيبة نجوم بقيادة كريستيانو رونالدو وتشابي ألونسو وكريم بنزيما وريكاردو كاكا، لم يتغير الوضع.
لكن مع قدوم مورينيو تغيرت الأحوال، تعادل ريال مدريد 1-1 في موسم البرتغالي الأول في الكلاسيكو، ثم فاز الأبيض برأسية كريستيانو رونالدو 1-0 في نهائي كأس الملك بملعب الميستايا في موسم 2010-2011.
كان لقب كأس الملك هو الأول لـ"الميرينجي" منذ بدأ جوارديولا التدريب، ثم في الموسم التالي أضاف الفريق الدوري الإسباني، بعد غياب 3 سنوات، بسبب فوز مهم 2-1 في كامب نو على رجال بيب جوارديولا.
وبعيداً عما حدث لاحقاً، وخلافات مورينيو داخل النادي، سواء مع القائد إيكر كاسياس أو سيرجيو راموس، أو مع مجلس الإدارة بقيادة فلورنتينو بيريز، فإن المدرب البرتغالي قام بالمنوط به، وهو إيقاف هيمنة برشلونة حتى ولو لم يحقق دوري أبطال أوروبا.
حالياً يهيمن برشلونة محلياً، بغض النظر عن نتائج الفريق في البطولات الأوروبية، فكتيبة المدرب تشافي هرنانديز هزمت ريال مدريد 4 مرات في آخر 5 مباريات، ومنها نتائج كبيرة 4-0 و3-1، ولم تسقط إلا مرة واحدة في الليجا بالدور الأول.
ومن ثم فإن دور مورينيو في 2023 يتشابه مع الدور الذي كان منوطاً به في 2010، ونجح فيه بشكل كبير، وتسبب بشكل أو بآخر في رحيل جوارديولا عن برشلونة.
دوري أبطال أوروبا وإهانة ريال مدريد
حين رحل مورينيو عن تدريب ريال مدريد في 2013، كان الفريق قد ودع دوري أبطال أوروبا من نصف النهائي في 3 مواسم للمدرب البرتغالي، قبل أن يفوز باللقب في الموسم التالي لرحيله، أول مواسم كارلو أنشيلوتي.
وقتها تحدث مورينيو بشكل مهين عن ريال مدريد في مؤتمر الوداع، قائلاً: "حين أتيت لريال مدريد، كم كان عدد لاعبي الفريق الذين لعبوا ربع نهائي دوري الأبطال؟ تشابي ألونسو مع ليفربول، وإيكر كاسياس مع ريال مدريد، وكريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد، البقية لم تكن قد تأهلت لربع النهائي، هذا كان إرثهم".
وصف مورينيو موسمه الأخير في ريال مدريد 2012-2013 بأنه الأسوأ في تاريخه الكروي، ورغم ذلك فقد صنع الفريق الذي هيمن على أوروبا لسنوات لاحقة، ففي عهده انضم مسعود أوزيل ولوكا مودريتش وآنخيل دي ماريا وتم تصعيد رافائيل فاران للفريق الأول.
وحتى كريستيانو رونالدو حقق أفضل مواسمه التهديفية في تاريخه خلال فترة لعبه تحت إمرة مورينيو في ريال مدريد، حيث سجل الدون 53 و60 و55 هدفاً في مواسم مورينيو الـ3 في البيرنابيو، ولم يتفوق على هذا الرقم إلا في موسم 2014-2015 بـ61 هدفاً، لكن أفضل أرصدته قبل مورينيو كان 42 مع مانشستر يونايتد في 2007-2008.
على صعيد الأرقام، قاد مورينيو ريال مدريد من 31 مايو/آيار 2010 إلى 1 يونيو/حزيران 2013، في 178 مباراة، فاز بـ128 منها وخسر 22 وتعادل 28 مرة، مسجلاً 475 هدفاً ومتلقياً 168، ومحققاً نسبة فوز 71.91% وهي أعلى نسبة انتصارات مع فريق في تاريخه.
ماذا حقق مورينيو ضد برشلونة في الكلاسيكو؟
نجح مورينيو في وقف سلسلة هزائم الريال في الكلاسيكو ضد البارسا، ولكن هذا لا يمنع تعرضه لخسائر كبيرة أيضاً أبرزها أول كلاسيكو حين سقط بخماسية نظيفة في كامب نو، في الدور الأول لموسم 2010-2011.
بعدها تعادلا 1-1 في الدور الثاني، ثم في موسم 2011-2012 فاز برشلونة 3-1 ثم الريال 2-1، وأخيراً في موسم 2012-2013 فاز الريال 2-1 وتعادلا 2-2.
وبشكل إجمالي واجه مورينيو برشلونة في الدوري الإسباني 6 مرات، فاز مرتين وخسر مرتين وتعادل مثلهما.
على صعيد كأس ملك إسبانيا، لعب مورينيو 5 مباريات ضد برشلونة، فاز 1-0 في نهائي 2011، وتعادل 2-2 وخسر 1-2 في ربع نهائي 2012، وفاز 3-1 وتعادل 1-1 في نصف نهائي 2013، ليصبح الإجمالي فوزين وتعادلين وخسارة.
أما في دوري أبطال أوروبا، فقد خسر المدرب البرتغالي مع ريال مدريد 0-2 وتعادل 1-1 في نصف نهائي موسم 2010-2011.
على صعيد السوبر الإسباني، لعب مورينيو 4 مباريات ضد برشلونة، فاز في واحدة وخسر أخرى وتعادل مرتين، ليحقق اللقب مرة وخسره في أخرى.
وبشكل إجمالي، لعب مورينيو 17 كلاسيكو ضد برشلونة، فاز في 5 وتعادل في 7 مباريات وخسر 5 مرات.
مورينيو سلاح أبيض
هناك عنصر آخر يجعل عودة مورينيو إلى ريال مدريد في الوقت الحالي تحديداً مثالية، وهي أحاديثه السابقة عن تحيز الحكام في إسبانيا وأوروبا للبارسا، في وقت يواجه فيه الغريم الأزلي تهمة الفساد الرياضي بسبب فضيحة الحكم السابق خوسيه نيجريرا.
مورينيو كان أول من ألقى هذه الاتهامات على البارسا في فترته الأولى، وتعرض للطرد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 بسبب مشادة مع الحكم.
اعتبر البعض وقتها تصرفات مورينيو محاولة للتشويه على خسارته فنياً ضد بيب جوارديولا، لكن ربما يأتي القدر بسيناريو مثالي ليكيل البرتغالي الاتهامات من جديد، وكأنه سلاح أبيض يريد الريال استخدامه ضد غريمه في تلك المرحلة الحساسة.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0NiA= جزيرة ام اند امز