مها صبري.. كيف أنهى «الزئبق الأحمر» حياة «دلوعة الغناء»؟ (بروفايل)
تحل علينا اليوم، الأربعاء 22 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة المصرية الراحلة مها صبري.
مها صبري وُلدت في 22 مايو 1932 باسم زكية فوزي محمود في حي باب الشعرية بالقاهرة، قبل أن تغير لاحقا اسمها الفني، وكانت منذ صغرها عاشقة للموسيقى والغناء.
في بداية حياتها، كانت أمنية مها صبري أن تصبح راقصة، لكنها اتجهت للغناء بالصدفة، حين التقت المذيعة آمال فهمي في برنامج "على الناصية"، حيث طلبت منها غناء جزء من أغنية لأم كلثوم، فأظهرت مها براعة كبيرة في الغناء،
بدأت مها صبري مشوارها الفني كمطربة أفراح، واشتهرت بأغنيتها "ما تزوقيني يا ماما"، التي أصبحت جزءًا من التراث الشعبي المصري، ولقبت بدلوعة الغناء، وكانت صوتها حاضرًا في معظم حفلات الأفراح، مما جعلها من أبرز المطربات في ذلك الوقت.
رحلة السينما
هذا لفت أنظار المنتجة ماري كوين التي ضمتها إلى فيلمها "أحلام البنات" كمطربة عام 1959.
كان هذا الفيلم بداية انطلاقتها في عالم الفن، واختار لها الفنان عبد السلام النابلسي اسمها الفني "مها صبري"، معتبرًا أن اسمها الحقيقي، زكية، لا يناسب شهرتها الفنية.
مثّلت مها صبري في عدة أفلام بارزة، من بينها "لقمة العيش" مع الفنان صلاح ذو الفقار عام 1960، و"منتهى الفرح" مع الفنان حسن يوسف عام 1963، و"دنيا" مع الفنان صلاح ذو الفقار عام 1974.
كما تعاونت مع نجوم آخرين مثل حسين صدقي وإسماعيل ياسين. من أشهر أغانيها "ما تزوقيني يا ماما" التي غنّتها في فيلم "منتهى الفرح" عام 1963، وقد شاركت أيضًا المغني ماهر العطار في البرنامج الإذاعي "أمطار الربيع".
انتبه المطرب والملحن محمد فوزي إلى جمال صوتها، فسعى لضمها إلى الإذاعة المصرية واعتمادها كمطربة، حيث حققت أغانيها نجاحًا كبيرًا وبدأت شهرتها في الانتشار.
قدمت مها صبري خلال مسيرتها الفنية أكثر من 25 فيلمًا سينمائيًا، بداية بدور كومبارس مع إسماعيل ياسين في "حسن وماريكا"، ثم توالت أعمالها في أفلام مثل "إسماعيل ياسين في السجن"، و"أنا العدالة"، و"حب وعذاب"، و"عودة الحياة"، و"حكاية العمر كله"، و"حكاية غرام"، و"كباريه الحياة"، و"زمان يا حب"، و"تنابلة السلطان"، و"بلطية من بحري"، و"جدعان باب الشعرية".
من أشهر أدوارها كان دور العالمة زبيدة في فيلمي "السكرية" و"بين القصرين" مع الفنان يحيى شاهين في ثلاثية نجيب محفوظ. وكان آخر أفلامها "ياما أنت كريم يا رب" عام 1987.
4 زيجات
في حياتها الشخصية، تزوجت مها صبري أربع مرات، كانت الأولى من رجل يكبرها بكثير وأنجبت منه ابنها الأول، مصطفى.
بعد انفصالها، تزوجت تاجرًا ميسور الحال وأنجبت منه ابنتيها، نجوى وفاتن، ثم تزوجت للمرة الثالثة من مصطفى العريف، لكن طموحها الفني جعلها تقرر التركيز على مسيرتها، فتم الطلاق للمرة الثالثة.
كانت زيجتها الرابعة من العقيد علي شفيق، مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر في ذلك الوقت، وأنجبت منه ابنها الأخير، أحمد.
كان زواج مها صبري من علي شفيق نقطة تحول في حياتها، ولكن بعد نكسة يونيو 1967، تغيرت الأمور بشكل جذري، حيث تم تحديد إقامة علي شفيق، وانتحر المشير عبد الحكيم عامر.
مرض ودجل
بعد رحيل الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، سافر علي شفيق إلى لندن، وتبعته مها، لكنه قُتل هناك عام 1977، فعادت مها إلى مصر وقد أصابها المرض، وسارت وراء الدجالين للعلاج بالزئبق الأحمر، مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية.
أصيبت مها صبري بوسواس المرض، مما جعلها تلجأ إلى الدجالين الذين استغلوا حالتها وابتزوها ماليًا، مما أدى إلى تفاقم مرضها، حيث أصيبت بالتهاب حاد في الكبد والمعدة.
رحلت مها صبري عن عالمنا في عام 1989 إثر غيبوبة كبدية عن عمر يناهز 66 عامًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا غنيًا لا يُنسى.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز