المهلب بن أبي صفرة.. وصفة درامية ناجحة لهزيمة الخوارج في كل عصر
تلفزيون أبوظبي وجهات الإنتاج الإماراتية تحسن صنعا باختيارها للمهلب بن أبي صفرة ليكون موضوعا لواحد من المسلسلات الهامة.. لماذا؟
أحسن تلفزيون أبوظبي وجهات الإنتاج الإماراتية صنعا باختيار شخصية المهلب بن أبي صفرة "فارس من دبا" لتكون موضوعا لواحد من المسلسلات الهامة والمتميزة التي تعرض خلال شهر رمضان هذا العام وتقديم كل التسهيلات ليظهر هذا العمل للنور في هذا التوقيت بالذات.
و يتناول المسلسل التاريخي الذي كتبه د. محمد البطوش، السيرة الذاتية للمهلّب بن أبي صفرة الأزدي، أحد ولاة الأمويين، الذي عيّنه الحجّاج، واليًا على خرسان، وخاض حروبًا ضد الفرس، حيث اشتهر بشجاعته وكرمه، وتصديه للخوارج.
وسحق المهلب الخوارج في بداية ظهورهم في العصر الأموي، وفتح العديد من بلاد المشرق، وأكمل المسيرة من بعده أبناؤه وأحفاده الذين ذكر المؤرخون أنهم بلغوا قرابة ثلاثمائة رجل بعد إنجابه ما يقرب من 30 ابنا كانوا مضرب المثل في الشجاعة.
ويذكر ابن حجر العسقلاني أن والد المهلب من مدينة دبا التي حدثت بها إحدى معارك حروب الردة، الواقعة في إقليم عمان التاريخي والتي تنقسم سياسيًا اليوم لثلاث أقسام: دبا الحصن ودبا الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، وولاية دبا في سلطنة عمان، وفي بادئ الأمر استقرت أسرة المهلب بن أبي صفرة في دبا الفجيرة، ثم خرجوا منها لينتهي بهم المطاف إلى الاستقرار في البصرة.
والمسلسل الذي أخرجه محمد لطفي ويجسد دور البطولة فيه الممثل السوري معتصم النهار، وتشاركه مواطنته ديمة قندلفت، وفادي صبيح، وخالد القيش، وجلال شموط، وروبين عيسى، واللبنانية لمى ناصر، ومن الأردن منذر رياحنة، ومحمد الإبراهيمي، وغيرهم، يركز على رسالة التسامح ونبذ العنف.
كما يكشف كيف تم التصدي "للخوارج الأزارقة" بقيادة شخصية "قطري بن الفجاءة" بكل عنفهم واستغلالهم الظروف للمزايدة على قضية الخلافة "وما أشبه الليلة بالبارحة"، من خلال المهلّب بن أبي صفرة الأزدي الذي قام بفتوحات واسعة في بلاد ما وراء النهر كان لها أكبر الأثر في إثراء الحضارة الإسلامية.
والمسلسل يرصد قدوم المهلب إلى البصرة، بناء على طلب عبدالله بن الزبير حيث جمع جيشاً عدته عشرون ألف رجل، بينهم 8 آلاف من الأزد فقط، فلقي الخوارج بزعامة عبيدالله بن الماحوز، حيث دارت معركة عنيفة انتهت بمقتل ابن الماحوز وعدد كبير من جنده، وأسرعت البقية الباقية بالفرار إلى كرمان وأصفهان، وقد استمر المهلب في حربه مع الخوارج أكثر من سنتين نجح بنهايتها أن يبيدهم ويفرق جمعهم.
ومن الناحية الفنية، فقد نجح المخرج (محمد لطفي) في تحريك المجاميع، مستخدما الإمكانات المقدمة له من هيئة الفجيرة الثقافية وستديوهات أبوظبي وعمان ،بكل زخمها وجبالها الشاهقة وسهولها، وكذلك استخدام الديكورات مع الإضاءة والتصوير وتصميم الملابس والرقصات والخدع البصرية .
كذلك رسم كل كادر بتكوينات تشكيلية وبصرية بديعة وموحية لتقديم مناخ المؤامرات، وكذلك المعارك، وحتى قصص الحب الرومانسية وما يتخللها من أحلام وذكريات، لتقديم عمل يرتدي العباءة التاريخية بشموخ فني واضح.
مع أداء مميز وموظف للممثلين الذين أجادوا التعبير عن الشخصيات بدءا من منذر رياحنة (قطري) ومعتصم النهار(المهلب) وديمة قندلفت، مرورا بخالد القيش ومحمد الإبراهيمي وروبين عيسي التي قدمت شخصية أم المهلب باقتدار وحمد نجم (عبدالملك بن مروان) وباقي الممثلين، مع موسيقى تصويرية وأغنيات (ياسر فهمي) معبرة ومستوحاة من أجواء الفترة.